لبنان
30 آب 2019, 06:30

السّريان الكاثوليك أحيوا عيد الطّوباويّ فلابيانوس ميخائيل

أحيا السّريان الكاثوليك مساءً، عيد الطّوباويّ فلابيانوس ميخائيل، في قدّاس إلهيّ ترأّسه البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، في كنيسة دير سيّدة النّجاة- الشّرفة، عاونه فيه الأكسرخوس الرّسوليّ في فنزويلا تيموثاوس حكمت بيلوني والأكسرخوس الرّسوليّ في كندا فولوس أنطوان ناصيف، بمشاركة لفيف من المطارنة والآباء الخوارنة والكهنة من دير الشّرفة ومن أبرشية بيروت البطريركيّة، والرّهبان الأفراميّين والرّاهبات الأفراميّات، والشّمامسة الإكليريكيّين، وجموع من المؤمنين من مختلف الرّعايا في لبنان.

وتحت عنوان "من يستطيع أن يفصلنا عن محبّة المسيح"، ألقى يونان عظته، فقال نقلاً عن إعلام البطريركيّة: "يسعدنا أن نحتفل بالذّبيحة الإلهيّة بمناسبة الذّكرى الرّابعة لتطويب شهيدنا مار فلابيانوس ميخائيل مطران جزيرة ابن عمر بالقرب من سوريا والعراق، واليوم في الأراضي التّركيّة، بعد أن تحقّقت أمنيتنا بأن يُعلن طوباويًّا ويُحصى بين القدّيسين والقدّيسات.
"نفسي أبذل عن الخراف"، هذا ما كان يردّده شهيدنا الّذي هو صورة لكنيستنا الشّاهدة والشّهيدة. من حداثته، دخل دير الزّعفران بالقرب من ماردين، وتعلّم الطّقوس واللّغة السّريانيّة وبعضًا من التّركيّة والعربيّة، ولكنّ ميله كان نحو المجيء إلى دير الشّرفة، فهو تلميذ دير الشّرفة ودير مار أفرام في ماردين. وتنقّل في حياته الكهنوتيّة وفي رسالته في عدّة أماكن وقرى ومدن، إن كان في طور عبدين أو في ديار بكر أو ماردين، وسيم أسقفًا في لبنان في كاتدرائيّة مار جرجس في الخندق الغميق، والّتي إن شاء الله سنعيد ترميمها كما كانت، وسيم أسقفًا معه المثلّث الرّحمات البطريرك الكاردينال مار إغناطيوس جبرائيل الأوّل تبوني في شهر كانون الأوّل عام 1913، فبقي مطرانًا لسنتين وثمانية أشهر فقط، وخدم أبرشيّة جزيرة ابن عمر، واستشهد بالقتل رميًا بالرّصاص، وحسبما يُذكَر قُطِعَ رأسه بعدما رماه هؤلاء المجرمون وألقوا جثّته في نهر دجلة.
زيارتنا إلى جزيرة ابن عمر قبل تسع سنوات، على آثار شهدائنا الّذين سبقونا في تلك المدينة على نهر دجلة، وللأسف لم يكن هناك في هذه المدينة أيّ أثر لكنيسة أو لدير أو لمؤمنين. وتأثّرنا كثيرًا لأنّ تلك المدينة الّتي كانت تعدّ ثلاث أبرشيّات، لم تعد فيها أيّة نسمة من المؤمنين بالرّبّ يسوع.
إنّنا "لن نظلّ نتشكّى ونبكي، بل سنبقى أمناء لشهدائنا الأبرار رغم كلّ شيء، سواء كان عددنا قليلاً أو كثيرًا. سنظلّ أمناء للرّبّ يسوع الّذي اختار إثني عشر رسولاً، فبشّروا العالم كلّه.
إنّنا نحن الذّين أعلنّا الإنجيل المقدّس، ونحن بشّرنا أوروبا، وسقينا أرض الشّرق بدمائنا، ونفتخر بآبائنا وأجدادنا الّذين سبقونا على درب الشّهادة، لاسيّما نعتزّ أنّ لدينا قدّيس شهيد هو مار فلابيانوس ميخائيل الّذي لم يهرب من أبرشيّته، بل ظلّ فيها، مع أنّه كان يسمع بأنّ الاضطهادات بدأت في ماردين وديار بكر والقرى المجاورة، لكنّه بقي ثابتًا في مكانه، وأضحى لنا المثال في الشّهادة كي نبقى تلاميذًا للرّبّ يسوع، إذ ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه، فكم بالأحرى شهيدنا الّذي بذل نفسه عن حبيبه الرّبّ يسوع".
وفي الختام، سأل البطريرك يونان "الرب يسوع الّذي يدعو الخدّام الأمناء سواء أكانوا إكليروسًا أو مؤمنين، حتّى يعيشوا دعوتهم ويقدّموا الشّهادة الحقيقيّة عن المسيحيّين الّذين يعرفون كيف يطبّقون تعاليم الرّبّ يسوع ويعيشونها في حياتهم حتّى سفك الدّمّ".