العراق
29 آب 2022, 10:20

السّينودس الكلدانيّ اختتم أعماله، ماذا في البيان الختاميّ؟

تيلي لوميار/ نورسات
في ختام السّينودس الكلدانيّ الّذي كان البطريرك لويس روفائيل ساكو قد افتتح أعماله في الصّرح البطريركيّ في المنصور- بغداد، صبح الإثنين الماضي، بمشاركة أعضاء السّينودس في الشّرق وبلدان الانتشار، صدر بيان ختاميّ شرح تفاصيل الأعمال، وقد جاء في نصّه بحسب إعلام البطريركيّة:

"إستهلَّ صاحب الغبطة الجلسة بالصّلاة إلى الرّوح القدس، وبكلمةٍ افتتاحيَّة تطرَّق فيها لأهمّ الأحداث والتّحدّيات الّتي تواجهها الكنيسة في الدّاخل والخارج وشدّد على أهمّيّة عمل الأساقفة كفريق واحد بروحيّة عالية لخدمة الكنيسة، كذلك تطرّق غبطته إلى تنشئة الإكليروس ومتابعة الكهنة والخدّام بمشاعر أبويّة وليس سلطويّة، وركّز أيضًا على واجب الالتزام بالنّصوص اللّيتورجيّة المثبَّتة من الكرسيّ الرّسوليّ بدقّة، والاحتفاظ بالهويّة الكلدانيّة في تسمية أبرشيّاتنا ورَعايانا ما عدا الرّعايا الّتي معظم مؤمنيها من الكاثوليك الآشوريّين، ودعم الرّابطة الكلدانيّة لتقوم بدورها الّذي من أجله تأسّست.

وجّه آباء السّينودس رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس أعربوا فيها عن شكرهم على زيارته التّاريخيّة للعراق (5- 8 آذار 2021) والّتي لا تزال حيّة في ذاكرة العراقيّين. كما أعربوا عن عزمهم في مشاركة الكنيسة الكلدانيّة بكلّ فئاتها في إعداد المجمع عن السّينوداليّة الّذي سيعقد في سنة 2023 لمشاركة كلّ شعب الله في حياة الكنيسة. كما وجَّه الأساقفة نداء إلى السّياسيّين العراقيّين لحكومة مدنيّة نزيهة، وقويّة تعزّز ثقافة المواطنة. كما قاموا بزيارة فخامة رئيس الجمهوريّة الدّكتور برهم صالح في قصر السّلام.

تدارس آباء السّينودس المواضيع المقترحة على الأساقفة للمناقشة والتّدابير الّتي اتّخذوها وهي ملزمة للكنيسة الكلدانيّة:

1. الوضع السّياسيّ والاقتصاديّ. عرض الآباء الوضع العامّ السّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ والهجرة في العراق وبلدان الاغتراب. وأسَّسوا "صندوق التّضامن الكلدانيّ". ساهمت به الأبرشيّات مباشرة بمبلغ 220 ألف دولار أميركيّ (مائتان وعشرون ألف دولار أميركيّ) والباب مفتوح لتبرّع الميسورين. وسوف تكون لمّة (تبسية) خاصّة في اليوم الثّالث من موسم باعوثا نينوى لدعم الصّندوق. وتشكّلت لجنة من الأساقفة (بشّار وردة ويوسف توما وبولس ثابت) مع خبراء علمانيّين لتقديم دراسة شاملة عن الصّندوق وتنميته، ومنح المساعدات للأبرشيّات المحتاجة أو المؤسّسات الكنسيّة حسب الاستحقاق.  

2. أوضاع الأبرشيّات والشّأن الرّاعويّ. عرض الآباء وضع أبرشيّاتهم: عدد مؤمنيها، عدد الكهنة وسيرتهم وكذلك الرّهبان والرّاهبات والشّمامسة الإنجيليّين وطلّاب الإكليريكيّة لكي تُدرج في دليل الكنيسة الكلدانيّة. كذلك تطرّق الآباء إلى التّحدّيات الرّاعويّة الّتي يواجهونها خصوصًا في أعقاب جائحة كورونا والحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة والوضع السّياسيّ غير المستقرّ في العراق وسوريا ولبنان… وتوقّفوا عند ظاهرة تزايد الهجرة إلى بلدان الانتشار والحاجة إلى كهنة يتابعونهم. وطالبوا المسؤولين في العراق المحافظة على حقوق المسيحيّين المدنيّة كاملة.

3. مجّانيّة خدمة الأسرار. حدّد آباء السّينودس مجّانيّة خدمة الأسرار في عموم أبرشيّات العراق ما عدا حسنة القدّاس الّتي تذهب إلى الدّائرة الماليّة للأبرشيّة كما حدّدوا رواتب البطريرك والأساقفة والكهنة في العراق: البطريرك والأساقفة 1050 دولار أميريكيّ أيّ مليون وستمائة ألف دينار عراقيّ) والكهنة 850 دولار أميركيّ (أيّ مليون ومائتان وخمسون ألف دينار عراقيّ وأعربوا عن وقوفهم إلى جانب الأبرشيّات المحتاجة والأشخاص المعوزين.

4. قدّم غبطة البطريرك أسماء الهيئة الإداريّة لكلّيّة بابل الحبريّة للفلسفة واللّاهوت: الاُخت سناء حنّا (رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس) عميد الكلّيّة، والأب أفرام كليانا (مدير المعهد الكهنوتيّ) نائبًا للعميد والاُخت كارولين جرجيس (رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس) مدير المعهد التّثقيف المسيحيّ الملحق بالكلّيّة المذكورة. وقدّم غبطته الشّكر لسيادة المطران يوسف توما على الجهود الّتي بذلها خلال ترؤسّه لعمادة الكلّيّة في الفترة الماضية.

5. الشّرع الخاصّ. قدّم المطران فيليكس (سعيد) الشّابي مشروع الشّرع الخاصّ وقد أدرج فيه الإصلاحات الّتي أرسلها مجمع الكنائس الشّرقيّة. ناقشها الآباء، وسوف يقوم البطريرك بإرسال النّسخة النّهائيّة المصحّحة إلى المجمع الشّرقيّ لتثبيته.

6. الإصلاح اللّيتورجيّ. راجع الآباء عمليّة تطبيق الطّقوس المثبَّتة من الكرسيّ الرّسوليّ في جميع أبرشيّاتهم، وعَدَ الجميع الالتزام بها بدقّة. وهي: رتب القدّاس ومن ضمنها رتبة مار توما (وسلّم غبطته رسالة الكاردينال لينواردو ساندري للأساقفة الّتي تثبّت هذه الرّتب)، والمعموديّة وتكليل المُقدمين على الزّواج وصيغة الحلّة في الاعتراف بحسب التّقليد المشرقيّ، وكتاب القراءات للآحاد والأعياد والتّذكارات وقد عملت البطريركيّة مؤخّرًا على طبع نسخة جديدة وأنيقة منه، وهكذا لكتاب القراءات اليوميّة. بإمكان الأساقفة ترجمتها إلى اللّغات المتداولة في أبرشيّاتهم. وبالنّسبة للحلَّة الكهنوتيّة وضع قطعة القماش ܨܪ ܚܨܐ عوض الحبل للكهنة والشّمامسة. كذلك أقرَّ الآباء إدراج الآباء اليونان في التّقويم الجديد وتعديل موسم إيليا والصّليب بالتّسلسل: الأحد الرّابع لإيليّا والأوّل للصّليب وهكذا... وتوحيد هتاف "هيا" بدل "هينكا" (الّتي تستعمل في القوش) في كافّة الأبرشيّات، وتغيير كلمة "وصاياك" (في الكتاب الأحمر الكبير ص 9) في صلاة قبل القراءات في طقس مار اداي وماري بـ"كلمتك" الأكثر انسجامًا، وفي رتبة مار توما (في الكتاب الأحمر الكبير ص 81 في صلاة الانحناءة الثّانية) تُستبدل “"يا ملكنا وإلهنا…" بـ"يا إلهنا وملكنا…"

7. تمّ اختيار أساقفة لكلّ من طهران واُورميا وتركيا. كذلك تدارس الآباء وضع أبرشيّة القوش واتّخذوا بالإجماع قرارًا بتكليف غبطة البطريرك ساكو بمتابعة الموضوع بعد خروج المطران ميخائيل مقدسي من المستشفى بسبب حدوث كسر في فخذه على إثر سقوطه في اليوم الأوّل من السّينودس. وتمّ تمديد سنة اُخرى لمطران الحلب مار انطوان اُودو.

8. المسيرة السّينودسيّة. ناقش الآباء مواكبة الكنيسة الكلدانيّة مسيرة التّحضير للجمعيّة العامّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة الّتي دعا إليها البابا فرنسيس بعنوان: "نحو كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة" والّتي ستُعقد في روما في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023.

في الختام، إذ تشكر البطريركيّة جميع الأساقفة على مناقشاتهم المسؤولة والفعّالة أثناء السّينودس وتدعو البطريركيّة وآباء السّينودس بناتهم وأبناءهم إلى تعزيز إيمانهم بالله وتوطيد رجائهم بالرّبّ يسوع وترسيخ ثقتهم برعاتهم والالتفاف حولهم من أجل مسيرة كنسيّة حيّة ومتجدّدة، شاهدة وشهيدة إلى الأبد."