لبنان
15 حزيران 2019, 09:56

الرّاعي يُدشّن المركز البطريركيّ للتّنمية والتّمكين ويبارك مذبح كنيسة مار سركيس وباخوس بعد التّرميم

رعى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بعد ظهر يوم الجمعة، حفل افتتاح المركز البطريركيّ للتّنمية البشريّة والتّمكين وتكريس مذبح كنيسة السّيّدة في دير مار سركيس وباخوس، في ريفون الذي رمّمته البطريركيّة المارونيّة، بحضور الأساقفة الموارنة أعضاء السّينودس المقدّس، وفعاليّات سياسيّة رسميّة واجتماعيّة وثقافيّة، ولفيف من الكهنة والرّهبان والرّاهبات وحشد من المؤمنين من أبناء البلدة والبلدات المجاورة. وفي حفل تدشين المركز البطريركيّ للتّنمية والتّمكين، وبعد مباركة الدّير ومذبح كنيسته وهي على إسم القدّيسين سركيس وباخوس، ألقى الرّاعي كلمةً جاء فيها بحسب "البطريركيّة المارونيّة":

"إنّنا اليوم انطلاقًا من واقعنا الأليم الذي نعيشه نأمل أن يُحقّق شبابنا وشابّاتنا مهاراتهم ويستفيدون من تعبهم ريثما تنجلي الأيّام الصّعبة عن بلدنا الحبيب وتنفرج علينا بإذنه تعالى.
هوذا الحلم قد تحقّق ورأيناه الآن بصورة أوضح ويبقى تطبيقه عمليًّا على الأرض. ولقاؤنا اللّيلة، جزء من السّينودس المقدّس، فنحن طرحنا موضوع الشّأن الاجتماعيّ، وكانت هذه محطّة أساسيّة في السّينودس.

أرحّب بأصحاب المعالي والسّعادة والحضور، وأؤكّد أنّه من الضّروري ان يتحمّل المعنيّون في لبنان مسؤليّاتهم حيال المواطنين الذين يعانون في ظلّ هذه الظّروف الصّعبة التي يمرُّ بها لبنان. ولطالما تأسفت لرؤية هذا الدّير العريق مهدّمًا ولكنّني فكرت دائمًا بأنّ هذا المركز يجب أن يُرمّم لكي تعود إليه هو المكان الذي عاش فيه البطاركة والمطارنة والكهنة وأبناء هذه البلدة حياته المليئة بنفحات القداسة.

وبدورنا نشكر جميع من مدّ يد العون إلينا لخدمة شعبنا في هذا المكان، لأنّنا ننطلق من واقع مؤلم يعيشه شعبنا من قلّة عمل، وقلّة إنتاج، وشبّان وشابّات لا يعملون مع ندرة فرص العمل، في ظلّ وضع اقتصاديّ خانق؛ ولكنّنا بافتتاح هذا المركز نأمل أن يحقّقوا مهاراتهم ويستفيدون من تعبهم حتّى تنفرج علينا في بلدنا الحبيب لبنان.

هذه أهدافنا من مؤسّساتنا، ونحن على يقين الآن أنّ غبطة أبينا البطريرك المثلّث الرّحمة مار نصرالله بطرس صفير ينظر إلينا بفرح ويُباركنا."

وكان مدير المركز الأب توفيق بوهدير قد أوجز لأهداف وآليّة عمل المركز بالتّعاون مع مؤسّسات وجامعات شاكرًا البطريرك الرّاعي على اهتمامه بالمركز لبناء شراكة مع المجتمع المدنيّ والأهليّ، ليكون نقطة انطلاق تعيد إلى هذا المكان وهجه وعراقته، وأن يكون مركز إشعاع ومنصّة ينطلق منه الشّباب إلى كلّ مكان وزمان.

كما ألقت ميرنا مزوق كلمةً أشارت فيها إلى أنّ "الكنيسة المارونيّة تعيش مع النّاس وتتفاعل معهم وأنّ الأديرة كانت ولا تزال مرجعًا لعيش الأفراد والجماعات على كافّة الأصعدة وهي ستبقى قريبة ومتابعة لحاجات النّاس. ونحن نشكر أبينا البطريرك الرّاعي لأنّه أراد من هذا المركز أن يقوّي مجتمعنا لينطلق في إشعاع كنسيّ وثقافيّ واجتماعيّ في كلّ لبنان." 
 

وتجدر الإشارة إلى أنّ الدّير كان قد أُنشئ سنة ١٦٥٥على يدّ القسّ سليمان مبارك.
هذا ويهدف المركز البطريركيّ للتّنمية البشريّة والتّمكين الى تعزيز قدرات الشّبيبة والعائلات والمجتمعات المحلّيّة لضمان تنميتهم على الصّعيد الرّوحيّ وإشعاعهم على الصّعيد المجتمعيّ والثّقافيّ والاقتصاديّ، منسجمًا مع التّعليم الاجتماعيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، وتجاوبًا مع دعوة المجمع البطريركيّ المارونيّ وتوصياته.