الرّاعي يفتتح المركز الثّقافيّ المارونيّ في الزّعرور ويبارك أعمال بناء كنيسة القدّيسة رفقا في حملايا
"تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الثّالوث الأقدس بعد احتفالها بعمل الآب الّذي خلق الإنسان والكون، وبرسالة الإبن الّذي افتدى خطايا الجنس البشريّ وخلّصه بموته وقيامته، وبرسالة الرّوح القدس الّذي حلً على الكنيسة بكلّ أبنائها وبناتها، ويحقّق فيهم ثمار الفداء والخلاص.
هذا الاحتفال بعيد الثّالوث الأقدس هو لنرفع هذه اللّيتورجيا الإلهيّة تمجيدًا وشكرًا لله الواحد والثّالوث الّذي باسمه، المعبّر عنه بإشارة الصّليب في بداية نهارنا وعملنا لاتمامه بالشّكل الأكمل، وفي نهايتهما للشّكر على ما كان جميلاً، للاستفسار عن كلّ نقص.
ويسعدنا أن ندشّن اليوم "المركز الثّقافيّ المارونيّ" في ضيعة التّراث "هيدا لبنان" للمؤسّس ورئيس المركز القنصل الفخريّ فادي ادوار بو داغر. ويتّخذ المركز رونقًا إضافيًّا خاصًّا هو الاحتفال بإكليل العروسين فادي وساندرا وقد باركه سيادة أخينا المطران بولس مطر راعي الأبرشيّة مع المطران حنّا علوان، ويطيب لنا جميعًا أن نعرب عن تهانينا القلبيّة بالفرحتين: زفاف العروسين وتدشين المركز الثّقافيّ المارونيّ الّذي هو خاصّتهما وفي عهدتهما وإدارتهما.
وبالمناسبة، أحيّي بالإضافة إلى لجنة الإشراف، رؤساء لجان الهيئة الإداريّة وهي التّاريخيّة والعلميّة والمعلوماتيّة والإعلاميّة والعلاقات العامّة.
وإنّنا مع التّهنئة نسأل الله أن يبارك المركز والقيّمين عليه والفاعلين فيه. وأن يتمكًن من تحقيق الأهداف الّتي رسمها لنفسه، كما هي مفصّلة في المطويّة الموزّعة عليكم.
أن تحتفل الكنيسة بعيد الثّالوث الأقدس، إنّما تحتفل بالرّسالة الخلاصيّة الّتي تلتقي بها مع من المسيح نفسه، الّذي سلّمها سلطانه الإلهيّ للقيام بها : " لقد أعطيت كلّ سلطان في السّماء والأرض، اذهبوا إلى العالم كلّه " (متّى 28 : 18-19).
أمّا الرّسالة فهي مثلًثة ومرتبطة برسالة المسيح الخلاصيّة إيّاها: الكرازة بالإنجيل لكيّ يبلغ الجميع إلى معرفة الحقّ، ممارسة الأسرار لتقديسهم بنعمها، بناء الجماعة المؤمنة على أساس الحقيقة والمحبّة.
هذه الرّسالة تقوم بها الكنيسة بشخص المسيح وباسمه وبسلطانه، ما يقتضي من رعاة الكنيسة التّخلّق بأخلاق المسيح، من أجل مصداقيّة خدمتهم ومسؤوليّتهم. أمّا ضمانة نجاح الرّسالة فهو المسيح نفسه الّذي أكّد: "وأنا معكم طول الأيّام حتّى نهاية العالم" (متّى 28:20).
وأمّا المؤمنون بالمسيح فمطلوب منهم قبول هذه الرّسالة والعمل بموجبها والتّعاون فيها.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا "المركز الثّقافيّ المارونيّ" يشارك في رسالة الكنيسة الخلاصيّة بوجهها الثّقافي والحضاريّ والاجتماعيّ. ولذلك نشكر الله عليه ونرجو له النّجاح والازدهار.
وأنّ في هذه الذّبيحة المقدّسة نلتمس نعمة الثّالوث الأقدس من أجل نجاح رسالة الكنيسة لخلاصّ الإنسان والعالم، رافعين المجد والتّسبيح والشّكر للآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".
وبعد القدّاس الإلهيّ، أزاح الرّاعي السّتارة وافتتح المركز الثّقافيّ المارونيّ وبارك أرجاءه بالماء المقدّس. وتخلّل الاحتفال كلمة للدكتور بيار زلّوعة وعرض لوثائقيّ عن تاريخ الموارنة وخطّهم ونهجهم في الإيمان والشّهادة منذ أيّام المؤسّس القدّيس مارون حتّى اليوم.
من ثمّ تابع البطريرك الرّاعي جولته وتوجّه إلى بلدة حملايا، حيث بارك أعمال بناء كنيسة القدّيسة رفقا الجديدة في البلدة. رافقه المطران الياس عبدالله زيدان، وأمين سرّ البطريرك الأب شربل عبيد ومدير الإعلام والبروتوكول المحامي وليد غياض. وكان في استقبالهم رئيس البلديّة والمختار وفعاليّات اجتماعيّة وحشد من المؤمنين.
وبعد منح بركته، شدّد الرّاعي على أنّ "قدّيسي لبنان لم ولن يتخلوا عن أرض مهّدت لهم طريق قداستهم لذلك نحن نطلب بشفاعتهم أن يرعوا أرض الشّهادة والإيمان في لبنان". وبعدها ترأّس الرّاعي الصّلاة في الكنيسة القديمة، وأنهى زيارته في تلّة القدّيسة رفقا الّتي كانت تلتجئ إليها للصّلاة.