الرّاعي من مؤتمر البطاركة: علينا أن نواصل قيادة السّفينة
وللمناسبة، قدّم بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الرّاعي تأمّلاً صباحيًّا على ضوء إنجيل متّى عن معجزة تسكين العاصفة (8: 26)، تحت عنوان: "زجر يسوع الرّياح والبحر، فحدث هدوء عظيم"، جاء فيه:
"إنّه الرّبّ يسوع في سفينة الكنيسة، وهو ربّانها ويقودها بواسطة رعاتها، فلا تغرقها رياح المصاعب والاضطهادات وقوى الشّرّ، بل تواصل طريقها ورسالتها في بحر هذا العالم.
يسعدنا أن نبدأ أعمال مؤتمرنا السّادس والعشرين هذا في بغداد، في العراق العزيز، بضيافة صاحب الغبطة والنّيافة أخينا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو. فنحيّيه وكلَّ أساقفة الكنيسة الكلدانيّة الشّقيقة العزيزة وكهنتها ورهبانها وراهباتها وسائر أبنائها وبناتها في العراق والأراضي البطريركيّة وبلدان الانتشار. فمن أجله ومن أجلهم نقدّم هذه الذّبيحة الإلهيّة.
وأسعِدنا بافتتاح المؤتمر مساء أمس في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، أمّ الشّهداء، مع صاحب الغبطة أخينا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث، وسيادة راعي الأبرشيّة المطران يوسف عبّا. وصلّينا معهما ومع سائر الحضور لراحة نفوس الشّهداء وعزاء أهلها وازدهار ونموّ الكنيسة السّريانيّة الانطاكيّة الشّقيقة.
بالعودة إلى إنجيل اليوم، السّفينة هي الكنيسة، والمسيح ربّانها الأساسيّ، لكونه رأس الكنيسة، ويقودها بواسطة رعاتها: الأساقفة والكهنة وسائر معاونيهم من مكرّسين ومؤمنين؛ البحر هو العالم، الرّياح والأمواج العاتية هي المصاعب من كلّ نوع، تلطم الكنيسة، مثل الاعتداءات والاضطهادات والمضادّات وسائر قوى الشّرّ؛ صرخة التّلاميذ: "يا رب نجّنا"، هي صلاتنا اليوميّة وصلاة شعبنا.
ومضى مار بشارة في تأمّله، مشيرًا إلى العراق: لقد اختبرت الكنيسة في العراق، كما في فلسطين وسوريا ومصر ولبنان، كلّ قوى الشّرّ، لكن المسيح، بفضل صرخة دماء الشّهداء وبكاء ودموع المهجّرين والنّازحين، كبارًا وشبّانًا وأطفالاً ورجالاً ونساءً، الّذين ديست كرامتُهم وعُذّبوا ونُهبوا وتشردّوا من بيوتهم ورأوا كنائسهم تُدمّر ومقدّساتهم تتدنّس، وبيوتهم تُخرّب؛ وبفضل صلواتهم وابتهالاتهم هدّأ المسيح العواصف. وها هي الكنيسة، برعاتها واكليروسها وشعبها تعود تستعيد قواها، وبدأ السّلام، بالرّغم من كلّ القوى المعادية، يُطلّ بفجره.
فيبقى علينا أن نواصل قيادة السّفينة، بالصّلاة والكرازة بالكلمة، وتقديس النّفوس بالأسرار، وإعادة بناء شمل العائلة، ولا بدّ من التّعاون مع السّلطات السّياسيّة والمدنيّة لهذه الغاية. نشكرك، يا ربّ، لأنّك تصغي إلى صلوات شعوبنا، إلى صلاة كنيستك، ونسألك أن تمسّ جميع الضّمائر، وتحلّ السّلام بتهدئة جميع رياح المصاعب والشّرّ، فنرفع نشيد المجد والتّسبيح للثّالوث القدّوس.
تبعت القدّاس جلسة الافتتاح، بحضور الصّحافة تلا فيها البطريرك ساكو والسّفير البابويّ في العراق المطران ألبرتو أورتيغا مارتن كلمتين، لتنطلق بعدها الجلسة الثّانية الإداريّة والّتي تناولت أعمال التّقرير عن أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في العراق ونشاطاته، وتخلّلتها مداخلات ومناقشات وتحرير رسالة إلى البابا فرنسيس.