لبنان
30 أيلول 2017, 14:00

الرّاعي من سرايا زحلة: لنحمل معاً الحمل الثقيل جراء الأزمات في لبنان سليمان: لينبت شعاركم المزيد من التضافر والتكامل بين مختلف المكوّنات

زار البطريرك الرّاعي في إطار جولته الراعوية على أبرشية زحلة المارونية مركز المحافظة في سرايا زحلة، حيث كان في استقباله المحافظ أنطوان سليمان والقائمقامين ورؤساء اتحادات البلديات ورؤساء الدوائر وفاعليات البلدة.

ورحّب سليمان بالرّاعي ، متمنيّاً أن ينبت شعار "شركة ومحبة"، "المزيد من التضافر والتكامل بين مختلف مكونات الوطن، ليعيش لبنان بسلام"، مشيراً الى أنّ هذه الزيارة للسرايا "لها بعدها الكبير، لأنّها التمست بركة صاحب الغبطة الرسولية".

بدوره، شكر الرّاعي لسليمان والحضور الإستقبال، منوّهاً ب"مسيرة سليمان وبحضوره في منطقة البقاع، وموجّهاً من خلاله تحية لشقيقه الرئيس السابق العماد ميشال سليمان".

وقال:"لا يمكننا الفصل بين عملنا الكنسي والمدني فهو متكامل، وزيارتنا اليوم تساعدنا على أن نحمل معاً الحمل الثقيل جرّاء الأزمات والصعوبات في لبنان".

أضاف:"من جهتنا ككنيسة عملنا هو تقوية الإيمان والرجاء بالله والثقة بالنفس، وأنتم كمسؤولين مدنيين عملكم يقضي بمساعدة الناس على حلّ مشاكلهم. نصلي لله أن يأخذ بيدنا جميعا لإعادة إحياء بلدنا الحبيب لبنان".

وفي الختام، وقّع الراعي كلمةً على السّجل الذهبي.


وفي دار مطرانية زحلة للروم الأرثوذكس، رحّب المطران أنطونيوس الصوري والمتروبوليت نيفون الصيقلي وحشد من الكهنة والمؤمنين بالبطريرك الرّاعي، الذي زار المكان وكانت كلمةً ألقاها الصّوري، شدّد فيها على"المحبّة الكبيرة التي يحملها الناس في قلوبهم ولا سيّما الأرثوذكس ، فهم يقدّرون جرأته وصدقه ومحبّته الحقيقيّة لهذا البلد، فهو الصّوت الصّارخ في برية عالمنا اليوم".

وتابع الصوري:"نحن أبرشية زحلة وبعلبك نعيش فرحة استقبالكم، ولكننا أيضاً سنحمّلكم هموم هذه المنطقة، فأهلها بحاجة لفرص عمل لكي يرسخ في أرضها ويتمنون أن يكون لأبنائهم دوراً في مؤسّسات الدّولة، طالبين منكم بهمتكم ومتابعتكم لهواجسنا أن تساعدونا لازدهار منطقتنا".

بدوره، عبّر الرّاعي عن سعادته بزيارة المنطقة، قائلاً:"نهنّئكم بأبناء أبرشيّتكم، وزيارتنا هي للتّأكيد على تعاوننا مع بعضنا في عملنا المشترك الرّسولي والرّعوي والإجتماعي، وسط هذه الظّروف.
أضاف:"الشعب يسأل دائماً أين هي الكنيسة؟ ولا سيّما في الأوقات الصّعبة، وهذا دليل على ثقتهم بها، لذلك علينا ككنيسة أن نصون على مستوى آمال الشعب، سنساعده للخروج من أزمته من خلال الحفاظ على مؤسّساتنا المتنوّعة لتوفير فرص عمل أكثر".

وتابع:"أمّا الحلّ الأساسي، فيبقى أن تتحمّل الدّولة مسؤوليّتها، ونحن لا نكفّ عن مخاطبتها ومخاطبة ضمير المسؤولين، وكما يقول بولس الرسول نقول لهم"لا يحقّ لهم بذلك تاريخ مجدي، لا يمكن تبديده".

وفي الختام، قدّم الصوري أيقونة الرب يسوع لصاحب الغبطة.


كما زار استكمالاً للزيارات، التي كان قد بدأها مطلع هذا الصيف على المدارس الكاثوليكية للاطلاع على أوضاعها، الكلية الشرقية في زحلة، وكان في استقباله الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار ورئيس الكلية الأب سابا سعد والهيئتين التعليمية والإدارية ولجنة الأهالي، وعدد من الطلاب، وعلى وقع عزف فرقة الطلائع أناشيد مريمية، دخل الرّاعي الى مسرح المدرسة ، حيث نظّم احتفال بالمناسبة، استهلّ بالنشيد الوطني ، ثمّ كلمةً ترحيبيّةً من رئيس المدرسة، الذي أشار الى أنّ هذه الزّيارة"تأتي بعد 79 سنة على زيارة البطريرك العريضة للكلية في زحلة".،

وقال:"إنّها زيارة يا صاحب الغبطة نأتي بالنفس نفسه والنذهج ذاته، فتلاقيها عائلة الشرقية وعائلتا يسوع الملك وحضانة الطفل للحماسة ذاتها. انّها زيارة تاريخيّة من صرح بكركي التّاريخي الى صرح ثقافي ضارب في الزمن".

وتابع:"تأتون في وقت تبلغ فيه التحديات التربوية، التي تواجه المدارس ذروتها محاولة أن تحجب الرسالة الكاثوليكية والتي هي آخر أسوار الكنيسة، وهي تشكّل الدّافع والغاية من وجود أصرحتنا التربوية والتعليمية، فإن سقطت سقط الهيكل على من فيه".

أضاف:"نسرّ لكم بمكنونات القلب ونخلص معاناتنا بالتّالي، يؤلمنا بأنّنا نتعرّض لأبشع حملة منظمة ومخطط لها ويتبناها بكل أسف بعض إعلامنا، رسالتنا تفرض علينا صون الكرامة وحقوق الأستاذ وعدم إهمال صوت أبنائنا والأهالي وما يضني جرحنا، تصرفات بعيدة عن الرسالةالكاثوليكية، من بعض ممن يسمون أنفسهم مدارس كاثوليكية، توحي بالنفعية والتجارية، أما وقد أقرّت السّلسلة فلا يسعنا الى المطالبة بإصلاحها لتكون عادلة وعملية".

وختم سعد:"ندعو القطاع التربوي في لبنان الى إصلاح المناهج التربوية لتلبي تطلعات جيل نريده منفتحاً يلفظ العصبية البغيطة، نلقي هم مدارسنا على عاتقكم لعلمنا أنّكم تبقون الأب والمرشد والمدرسة الحكيمة والمرجع الصالح لصوت الفقراء، نناشدكم رفع صوتكم صوت مئات آلاف الأهالي لرفع الغبن عن مؤسساتنا".

بدوره، قال الرّاعي:"ما من أحد منّا يجهل دور المدارس الكاثوليكية التي حافظت على المستوى العلمي في لبنان، ويؤلمنا اليوم ما تتعرض له على الرغم من أنّنا نفهم وجع الأهل ولكنّنا نرى أيضاً أنّ المدارس أمام أمرين: إمّا متابعة رسالتها وتقديم المزيد من المساعدة التي تجهلها الناس. وفي هذا الخصوص أنا قدمت في رسالة رعوية هذه السنة وبالأرقام كميّة المساعدات التي تقدمها المدارس الكاثوليكية للطلاب، على المدارس المضي الى الأمام على الرغم من كل هذه الصعوبات. نقول لمدارسنا ولرهباننا ولمطرانياتنا، انّه علينا الحفاظ على مدارسنا لأنّها كنز للبنان، ونرفض أن تكون بسبب الأوضاع المتردية فقط لنخبة من الناس بل هي للجميع، وإلا فهي تفقد مبرر وجودها، انّها علامة رجاء لكل الناس. نطالب الدولة بتحمل مسؤوليّتها تجاه هذه المدارس لتحملها فرق الزيادات التي وضعت، والمراقبة والسّهر على عدم زيادة الأقساط في ما بعد".

وفي الختام ، قدّم رئيس المدرسة درع سيّدة البشارة كهديّة تذكاريّة.


الوقفة الثانية كانت في ثانوية دير راهبات القلبين الأقدسين الرسمية، حيث رفع الصلاة داخل كنيسة قلب يسوع واستمع الى كلمة ترحيبية التي ألقتها الأم الرئيسة ماري انجيل مراد في حضور رئيسة دير المعلقة مار يوسف الصخرة الأم نعمات ناصيف وجمهور الدير والمؤمنين والطلاب والاهالي. فرحّبت الأم مراد بصاحب الغبطة لافتةً الى"إنّه تلميذ راهبات القلبين الأقدسين وهذا فخر للرّهبنة".

وشكر الرّاعي لحفاوة الاستقبال، مشدّداً على"ضرورة العمل لزيادة ثقة طلابنا بوطنهم، فهم يعيشون أزمة ثقة، ونؤكّد لهم أنّنا سنحافظ عليهم وعلى معلمينا، لأنّ يد الله معنا".

هذا، واستقبلته جوقة المدرسة بالتّرانيم الدينيّة، وودّعته على وقع أنشودة "تعظّم نفسي الرب".