لبنان
13 أيار 2018, 12:49

الرّاعي من حريصا : يد مريم العذراء الخفيّة تحمي شعبنا ووطننا في كلّ مرّة شارفنا على هاوية السّقوط

ترأّس البطريرك المارّونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قدّاس الأحد في بازيليك سيّدة لبنان في حريصا، لمناسبة عيدها وتنصيب تمثال شفيعة الأرجنتين سيّدة لوخان، في البازيليك المريميّة.

 


بعد الإنجيل المقدّس، ألقى الرّاعي عظّة تحت عنوان: "تعظّم نفسيّ الرّبّ وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 46). جاء فيها:

إنّنا نعظّم الله مع مريم، أمّ يسوع وأمّنا وأمّ الكنيسة، على العظائم التي أجراها فيها، وما زال يجريها بواسطة شفاعتها، في المؤمنين وفي الكنيسة. وها نحن نطوّبها جيلًا بعد جيل، وقد أصبح نشيدُ التّعظيم الذي هتفت به من بيت إليصابات بوحي من الرّوح القدس، نشيدَ الكنيسة تردّده كلّ يوم، في ظروف الحياة الحلوة والمرّة: "تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي".

إنّا نقدّم هذه اللّيتورجيّا الإلهيّة ذبيحة شكر لله ولسيّدة لبنان، على كلّ النّعم، وفي هذه الأيّام على إجراء الانتخابات النّيابيّة بهدوء ونجاح، الأحد الماضي. نحيّي السَّادة النوّاب الجدد السّتة والسّبعين ولاسيّما منهم الحاضرين معنا ونهنّئهم.

 

وفيما ينضمّون إلى زملائهم الاثنين والخمسين في النّدوة البرلمانيّة، نسأل الله أن يبارك عملهم في خدمة لبنان وشعبه، والعمل على النّهوض من أزماته السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وعلى شدّ أواصر الوحدة الوطنيّة، وعلى توحيد الرّؤية والقرار، وحماية دولة العدالة والقانون، وتحصين وطننا بوجه أخطار التّصعيد الإقليميّ والدّوليّ.

 

إنّ مريم الكلّية القداسة، سيّدة لبنان، تجمعنا في يوم عيدها. تبسط يديها المملوءتَين نعمًا، وتميل وجهها نحو العاصمة بيروت، لتبارك لبنان واللّبنانيِّين، مسيحيِّين ومسلمين، وكلّ إنسان يطأ أرض هذا الوطن العزيز.  لقد اختبرنا ثمار هذه البركة، عندما كانت يدها الخفيّة تحمي شعبنا ووطننا، في كلّ مرّة شارفنا على هاوية السّقوط. ما جعلنا نشعر أنّ لبنان، بشعبه وأرضه، يحتلّ منزلة خاصّة في حنان قلبها وظلّ حمايتها. هذا الشّعور يستدعي منّا الوفاء في الإيمان والصّلاة والعمل.

 

تزداد بهجة العيد بأنّنا نحتفل أيضًا بتنصيب تمثال سيّدة لوخان، شفيعة الأرجنتين، في هذه البازيليك المريميّة، بمبادرة لطيفة ومُحبّة من سعادة سفير الأرجنتين السيّد Ricardo Segundo Larriera  كعلامة للتّضامن والصّداقة بين الأرجنتين ولبنان، وعلامة للشّركة الرّوحيّة بين كنيسة الأرجنتين وكنيسة لبنان. تعلمون أنّه يوجد في بازيليك سيّدة لوخان السّفلى مذبح خاصّ تُكرّم فيه سيدة لبنان-حريصا، إلى جانب العديد من  المزارات المريميّة العالميّة.

 

Je voudrais, au nom de cette Assemblée et des Libanais, exprimer à Son Exc.Monsieur l’Ambassadeur notre remerciement et notre appréciation pour cette louable initiative. Dores et déjà nous  remercions le Seigneur pour toutes les grâces qu’Il élargira par la médiation de Notre Dame de Luján.

 

 

يسعدنا أن يحضر لهذه المناسبة السّعيدة، من حاضرة الفاتيكان، نيافية الكردينال  Leonardo SANDRI  ابن الارجنتين، رئيس مجمع الكنائس الشّرقيّة، حاملًا بركة قداسة البابا فرنسيس الذي أهدته بلاد الارجنتين للكنيسة الكاثوليكيّة أبًا ورئيسًا وحبرًا أعظم، خليفة للقدّيس بطرس الرّسول، ونائبًا للمسيح على الأرض، وأهدته للعالم كلّه رجل محبّة وحنان وسلام، ولفقراء الأرض والمحرومين أبًا محبًّا ومحاميًا مدافعًا عن حقّهم بالعيش الكريم.

 

Chère Eminence, Votre présence parmi nous, portant la Bénédiction du Pape François, à l’ occasion de l’installation dans cette Basilique de la Statue de Notre Dame de Luján, Patronne de l’Argentine, Votre chère Patrie, nous remplit d’une immense joie. Nous offrons cette Sainte Messe avec Vous aux intentions du Saint-Père et à l’ intention du noble peuple d’Argentine.

 

ونرحّب أيضًا بالسّيّد Alfredo Abriani نائب أمين عام شؤون الأديان في وزارة الخارجيّة بالأرجنتين، الذي حضر خصّيصًا للمناسبة.

 

  Au nom de tous les fidèles ici présents, nous Vous saluons, Monsieur le Sous-Secrétaire du Culte du Ministère des Affaires étrangères. Merci d’être avec nous pour la vénération de Notre Dame de Luján et l’installation de sa Statue dans cette Basilique.

 

وتحتفل الكنيسة اليوم، الثّالث عشر من أيّار، بعيد سيّدة فاطيما، الذي نحيي فيه بداية ظهورات العذراء في 13 أيّار 1917، للرّعيان الثّلاثة الصّغار، لوسيا وفرانسيسكو وياسينتا. بنتيجة هذه الظّهورات قرّر القدّيس البابا يوحنا بولس الثّاني تكريس العالم لقلب مريم البريء من دنس الخطيئة في 7 حزيران 1981، لذكرى مرور 1550 سنة على انعقاد مجمع أفسس (431) الذي أعلن أنّ مريم العذراء هي والدة الإله بطبيعته البشريّة. ولكنّ البابا لم يتمكّن من الاحتفال شخصيًّا بهذا الاحتفال في موعده بسبب محاولة إغتياله، قبل أقلّ من شهر، في 13 أيّار 1981،  وقد أسرّ في تأمّل مع الأساقفة الإيطاليّين في المستشفى عن شعوره بأنّ "يد أمّ قد وجّهت مَسار الرّصاصة، فسمحت للبابا المنازع أن يقف على عتبة الموت". وفي مناسبة مرور مطران ليريا- فاطيما بروما، قرّر البابا أن يسلّمه الرّصاصة التي بقيت في سيّارة الجيب، بعد الإعتداء، لكي تُحفظ في المعبد. لكن بمبادرة من الأسقف، رُصِّعَت في تاج تمثال عذراء فاطيما، فيما القديس البابا يوحنا بولس "يتلألأ كالشّمس بين الأبرار في ملكوت السّماء" (راجع متى13: 43).

 

إنّا نرفع الصلاة معًا إلى أمّنا مريم العذراء مع القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني: "يا أمّ الناس والشّعوب، أنتِ من تعرفين كلّ آلامهم وآمالهم، أنتِ يا من تشعرين بصورة أموميّة بكلّ الصّراعات بين الخير والشّرّ، بين النّور والظّلمات التي تهزّ العالم المعاصر، تقبّلي النّداء الذي نوجّهه مباشرة إلى قلبك، مدفوعين بالرّوح القدس، وضمّي أنتِ يا أمّ الرّبّ وخادمته، عالمنا الإنسانيّ، الذي نقدّمه ونكرّسه لك، ونحن في قلق شديد على مصير النّاس والشّعوب الزّمنيّ والأبديّ. نقدّم لك ونكرّس بصورة خاصّة النّاس والأمم الذين بحاجة خاصّة إلى هذا التّقديم والتّكريس." 

فنرفع نشيد المجد والشّكر للثّالوث القدّوس الذي اختاركِ، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين."