الرّاعي من ثانوية مار يوسف في زحلة: عدم معالجة مشاكل الأجيال الطّالعة سيجعلنا نخسرهم
بعد رفعه الستارة عن لوحة تذكاريّة تخلّد المناسبة، توجّه الرّاعي الى مسرح المدرسة، حيث ألقت الأم صخر كلمةً، قالت فيها:"تأتي الينا اليوم يا صاحب الغبطة لتنير هذا البقاع وانت صاحب الكلمة الحق تحلّ بيننا في بيتك، في هذه الثانوية التي كما كل مدارس الراهبات الأنطونيات تساهم ببناء الوطن وبناء هامات من أبنائنا يمشقها الفكر والعلم"، موجّهةً تحيّة شكر"لأجيال من راهباتنا أفنينا كسيدنا يسوع من أجل الانسان".
أضافت:"أطمئن الجميع أنّ السّهر ومحبّة الناس وحدهما سر نجاح مؤسّستنا، وليس دخولنا في متاهات الجدل والكلام الفارغ الذي أصبح الخبر اليومي في الاعلام والسّاحات العامّة، ووسائل التواصل الاجتماعي".
وتابعت:"تأتي الينا اليوم يا صاحب الغبطة، فتزور الأبرشية بكل مكوّناتها، تتفقّد الأبناء والبنات، وتلامس ايمان المؤمنين، تأتي لتشهد على تحرير أبطال الجيش الجرود، فهم رسل سلام الى هذه القرى، وتأتي في زمن وصلت فيه الهجمة على مدارسنا، وتكاد تكون غير مسبوقة، نحن نشعر بقشعريرة الفساد تنخر بلدنا وتسير به بدون استراتيجيّة مستقبليّة، يجتاحنا الانهزام، لأنّ الدولة خذلتنا، والقيّمون على شؤون الخير العام خذلونا، انّه بلد يسمح كل عابر سبيل لنفسه أن يتنطح على الكنيسة، وهي التي تقوم بدورها أفضل قيام، ولا بدّ لنا من الإقرار أنّ أفضل خدمات انسانيّة وتربويّة واجتماعيّة تقدّمها الكنيسة، وليس الدولة".
وقالت:"ويأتي من يكرز علينا التضحية والمسؤولية، ورغم ذلك تبقى زيارتكم الأبوية هذه إشراقة أمل لنا، وهي تأتي لتقول، أنّ الكنيسة لن تتزعزع في عملها، لأنّ الرب في وسطها، فكيف تتزعزع وصاحب الغبطة راعي البشارة، كان الصّوت الصّارخ في وجه كل مسؤول أو مرجعية سياسية يوم استقال هؤلاء من مسؤولياتهم الوطنية، وفرغوا الوطن من مرجعياته الدستورية، يومها لم تتردّد يا صاحب الغبطة في رفع العصا، وكم نحن بحاجة الى أن تبقى العصا علامة تحرير لكل من يسعى الى تخريب لبنان".
بدوره، شكر الرّاعي لمعوض تنظيم هذه الزيارة، ورحّب بالحضور، مشدّداً على"أهميّة العمل لإيجاد خطّة للحفاظ على مدارسنا الكاثوليكية".
واعتبر أنّ زيارة اليوم هي"للتّأكيد على الوحدة والتّضامن، وسط الأزمة التي يعيشها اللبنانيون"، معتبراً أنّ الكنيسة هنا"لتقوّي الشعب، فلبنان عمره سبعة وتسعون سنة، ومن المؤسف أنّ المسؤولين فيه لا يعنيهم هذا الأمر أبداً".
ورأى الراعي أن"عدم معالجة هذه المشاكل التي تعاني منها الأجيال الطالعة، سيجعلنا نخسرهم، لذلك علينا مقاومة هذا الاهمال، وبناء ثقة شبابنا بوطنهم"، مجدّداً"الفخر بأن تكون المدارس الكاثوليكية هي التي حافظت على المستوى الرفيع في لبنان"، مؤكّداً"أنّه مهما كلّف الأمر، سنحافظ عليها لخير الأجيال الطالعة، وسنعمل معاً لوضع خطّة لمواجهة العاصفة التّي تضربها".