لبنان
28 حزيران 2019, 05:00

الرّاعي لإكليريكيّي غزير: الكنيسة بحاجة إلى كهنة مثقّفين ولديهم روحانيّة

زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الخميس، الإكليريكيّة البطريركيّة في غزير يرافقه المطران الياس نصّار وأمين سرّ البطريرك الخوري شربل عبيد، بمناسبة اختتام دورات التّنشئة للكهنة الجدد لهذا العام، حيث التقى الآباء المنشئين والآباء الجدد بحضور المشرف على التّنشئة الكهنوتيّة المطران جوزيف معوض والمونسنيور أنطوان مخايل.

 

ووجّه الرّاعي كلمة للكهنة، قال فيها:"كما أنّ النّبتة إن عطشت تذبل وتيبس هكذا هو الكاهن إن لم يرتو من نبع العلم والثّقافة واللّاهوت فهو أيضًا معرّض لليباس. واليباس الرّوحيّ للكاهن أمر خطير فهو ينتج عن عدم عيش الحياة الرّوحيّة ورفع الصّلاة والاعتراف وعدم مواكبة تعاليم الكنيسة. في هذه الحال ماذا يمكنه أن يعلّم النّاس؟ أيّ شيء يخطر بباله؟ هذا يجعل النّاس يملّون من عظته لأنّها لا تحمل أيّ معنى فهي قبل كلّ شيء لا تحاكيه. والفكرة الأساسيّة من الوعظ هي التّركيز دائمًا على ما يريد أن يقوله الإنجيل للكاهن  قبل أي أحد آخر، وهو بدوره ينقل هذه الرّسالة إلى النّاس من خلال تحضير العظة بالأسلوب المناسب.

من هنا أهمّيّة التّنشئة الّتي استفدتم منها من دون أدنى شكّ. الكنيسة بحاجة إلى كهنة مثقّفين ولديهم روحانيّة لأنّه لا يمكننا الفصل أبدًا بين العلم والحياة الرّوحيّة. فالحياة الرّوحيّة من دون علم لا تنفع والعلم من دون حياة روحيّة يبقى ناقصًا. على الكاهن أن يعّلم ويعظ ويعرف النّاس. تمامًا كالقاضي الّذي نتيجة لثقافته المتخصّصة في القانون وخبرته وعلمه يمكنه إطلاق الأحكام المنصفة بحقّ الأشخاص. هذه هي أهمّيّة التّنشئة اليوم لا يمكننا الاتّكال عليها فقط وإنّما علينا أيضًا أن نتبع لاهوتنا. التّحصيل الأكاديميّ وحده لا ينفع إن لم يكن مواكبًا لروحانيّة مميّزة. فإن لم تكن المفاهيم اللّاهوتيّة والأخلاقيّة واضحة عندي كذلك المفاهيم الكتابيّة لا يمكنني تطبيقها في حياتي. العلم لا ينتهي. ونحن بقدر ما نقرأ بقدر ما نغتني وهذا ما أكّده القول الشّهير اثنان لا يشبعان طالب العلم وطالب المال. ونحن نعير اهتمامنا للقسم الأوّل أيّ لطالب العلم وربّنا يوفّقكم في حياتكم الكهنوتيّة والمسيح ربّنا بحاجة إلى كلّ واحد منّا.

وكان البطريرك الرّاعي قد استقبل صباحًا في الصّرح البطريركيّ في بكركي، الممثّل الرّسميّ لاتّحاد خبراء الغرف الأوروبيّة لدى الجمهوريّة اللّبنانيّة، المستشار الدّكتور نبيل بو غنطوس، يرافقه الأستاذ جوزيف توتنجي، في زيارة عرض فيها الزّائران "المهام الّتي يتولّاها مكتب اتّحاد الغرف الأوروبيّة في لبنان، حيث ينقسم العمل على نطاقين، الأوّل يقوم على بناء علاقات تنسيق بين غرف التّجارة والصّناعة والزّراعة في لبنان وفي الاتّحاد الأوروبيّ، أمّا النّطاق الثّاني، فهو الدّور التّنمويّ على كافّة الأصعدة ".

ولفت بو غنطوس إلى أنّ: "الإتّحاد يتولّى أمورًا كثيرة بالتّعاون مع البرلمان الأوروبيّ والمفوّضيّة الأوروبيّة، من خلال المساهمة في مشاريع داخل لبنان، سيتمّ الإعلان عنها تباعًا"، مثنيًا على"البيان الّذي أصدره سينودس الأساقفة الموارنة وبشكل خاصّ مشكلة الإسكان، فقمنا بعرض بعض الأفكار مع صاحب الغبطة، والمبنيّة على تجربتنا السّابقة، من خلال بناء بعض الوحدات السّكنيّة المدعومة، والّتي تقوم على قروض ميسّرة ، وفوائد منخفضة، وطرحنا فكرة أن تقوم المصارف بمساعدتنا في هذا المشروع، من خلال الإشراف على تنفيذ هذه المشاريع".

وإختتم بو غنطوس كلمته قائلاً :" لقد أكّدنا لصاحب الغبطة من خلال لقاءاتنا في الاتّحاد الأوروبيّ، أنّ لبنان لن يُسمح له بالانهيار ".

وبعد الظّهر، استقبل البطريرك الرّاعي وفد جمعيّة "معًا نعيد البناء" برئاسة المؤسّس الأب مارون عطالله الأنطونيّ، يرافقه الأب جوزيف عبد السّاتر الأنطونيّ، في زيارة وجّه خلالها الأب عطالله دعوة للرّاعي لمباركة اللّقاء الّذي تنظّمه الجمعيّة مع مدرسة الآباء اللّعازاريّين وبلديّة عينطورة حول مئويّة لبنان الكبير بعنوان "واقع ومرتجى" في شهر تموز/ يوليو المقبل.