لبنان
08 حزيران 2016, 07:44

الرّاعي في افتتاح رياضة المطارنة الموارنة: سينودس الأساقفة هو مكان الشّركة والمجمعيّة ومجسّدهما

افتتح البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي أعمال سينودس الأساقفة الموارنة في بكركي، بكلمة جاء فيها:

 

أبانا صاحب الغبطة والنيافة

اخواني السادة المطارنة والاكسرخوسَين

الآباء الكهنة

 

1. نشكر الله الذي يجمعنا في هذه الرياضة الروحية السنوية، التي نتهيّأ بها داخليًا، طيلة هذا الاسبوع، للدخول في اعمال سينودس كنيستنا البطريركية المقدس في الاسبوع المقبل. وفيما يلقي علينا المواعظ التأملية مشكورًا مرشد الرياضة قدس الأب مالك ابو طانوس، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، فإننا نفتح عقولنا وضمائرنا وقلوبنا لعمل الروح القدس. ونلتمس منه أن يجددنا ويقود خطانا كي نعيش متأصلين في الانجيل، ومشبعين من كلام الحياة، وكي نلتزم برسالتنا الاسقفية كرعاة لشعبنا، مقتدين براعي الرعاة يسوع المسيح، الذي بذل نفسه عن جميع الخراف.

 

2. الرياضة الروحية جزء لا يتجزأ من السينودس المقدس، حيث يعيش البطريرك وجميع الاساقفة، اعضاء هذا السينودس أو بالعربية المجمع، الشركة والمجمعية. فالكنيسة، من حيث هي سرّ الشركة، انما تتجلّى بشكل خاص في العمل المجمعي، والهيكلية المجمعية. فلا تكتفي كل أبرشية مارونية سواء في النطاق البطريركي أم في بلدان الانتشار، بعيش مهماتها وأداء رسالتها وحمل همومها، بل تتشارك ايضًا مع الابرشيات الاخرى في تطلعاتها وهمومها. وبالتفاف الاساقفة حول البطريرك، "الأب والرأس"[1]، فإنهم معه يضطلعون بمسؤولية مثلثة: بناء الوحدة مع التنوع داخل كنيستنا التي هو رمزها ومفعّله، والمحافظة على تراثنا الليتورجي والروحي والتنظيمي، الذي هو ضامن الأمانة له، والقيام بالرسالة المسيحية الموكولة إلينا من المسيح والبطريرك هو الساهر عليها[2].

3. وبما أن سينودس أساقفة كنيستنا هو مكان الشركة والمجمعية ومجسّدهما، توجب قوانين الكنيسة "بواجب خطير"[3] جميع الأساقفة أعضاء المجمع المشاركة في جلساته، عندما يدعوهم إليها البطريرك. ويضيف القانون 104 بند2: "لا يحقّ لهم التغيّب عن هذه الجلسات إلّا لمانع شرعي يوافق عليه آباء المجمع أنفسهم". ويرسم القانون 109: "بعد افتتاح السينودس لا يحقّ لأيّ من الأعضاء التوقف عن الحضور والمشاركة إلّا لسبب صوابي يوافق عليه السينودس".

 

4. كلّ هذا الإلحاح القانوني على الحضور والمشاركة هو من جهّة، من أجل شدّ روابط الشركة المزدوجة: شركة الاتّحاد العمودي مع الله، وشركة الوحدة الأفقيّة فيما بيننا[4]. وهذا يتوفّر لنا في الرياضة الروحية؛ ومن جهة ثانية، من أجل ممارسة المجمعيّة الكنسيّة التي تميِّز كنيستنا البطريركيّة ويتوفّر لنا في السينودس المقدس. فالبطريرك مع مجمعه يؤلِّفان السلطة والمرجع الأعليَين في جميع شؤون كنيستنا المارونية. ما يقتضي المشاركة الفعليّة والمسؤولة من قِبل الجميع[5].

5. بعد عيش الشركة والمجمعيّة في الرياضة والسينودس المقدّس، يعود كلّ أسقف إلى أبرشيّته متجدِّدًا بالروح القدس، ليعمل فيها على مساعدة أبناء أبرشيّته وبناتها في عيش الشركة مع الله وفيما بينهم برباط المحبة والوحدة، وعلى إدارة أبرشيّته بالممارسة المجمعيّة من خلال الهيكليّات والمجالس واللّجان القانونيّة التي توآزر الأسقف في مهامه الثلاث: التعليم والتقديس والتدبير.

6. تحت حماية أمّنا مريم العذراء، أمّ الكنيسة، وأنوار الروح القدس، نبدأ اليوم رياضتنا الروحية وفي الأسبوع المقبل الأعمال المجمعيّة، راجين أن يؤول كلّ شيء لمجد الله، وخير الكنيسة، وخلاص أبنائها. والآن نصغي إلى التأمّل الروحي يلقيه قدس الأب المرشد.