لبنان
15 أيلول 2018, 10:30

الرّاعي: رفع يسوع عريانًا لا يملك شيئًا من الدّنيا، ولذلك كسب الدّنيا كلّها

أقام رئيس أساقفة بيروت ورئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وبرعاية البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي وحضوره العشاء السّنويّ للمركز الكاثوليكيّ للإعلام، دعمًا لنشاط المركز في فندق "ريجنسي بالاس" أدما صالة الجاد، حضره وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرّياشي، وحشدّ من الشّخصيّات السّياسيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة، رؤساء بلديّات ومهتمون.

 

وبحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام، إستهل الحفل الّذي قدّمته الإعلامية ربيكا أبو ناضر بالنّشيد الوطنيّ، ثمّ ألقى رئيس المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأبّ عبدو أبو كسم كلمة، جدّد فيها "العهد والوعد في الحفاظ على الأمانة ألا وهي: إعلان الحقيقة دون سواها في رسالتنا الإعلاميّة بعيدًا عمّا يسمى بالأخبار المضلّلة أو المشبوهة والمرهونة بكسب الإعلانات على حساب الموضوعيّة، لا بل أكثر من ذلك فقد يصل الأمر بالبعض وتحت ستار الحرّيّة الإعلاميّة بأن ينتهك الكرامات ويهين المقدّسات ويفاخر بأعماله هذه تحت عنوان عريض إسمه الحرّيّة المشوهة والمشوهة، إننا نعيش اليوم على مفترق خطير مع تطوّر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، التي من المفترض أن تقصر المسافات وتعلن الحقيقة دون سواها، لكن مع الأسف شكّلت هذه الوسائل تحدّيًا يوميًّا بين الحرّيّة والحقيقة والأخبار الكاذبة والمهينة من جهة أخرى، فالكنيسة مؤتمنة على الحرّيّة كيف لا؟ والمسيح حرّرنا وعلّمنا كيف تصان الحرّيّات، وعليه من موقعنا نحن حرّاس الكنيسة، لن نقبل بأيّ شكل من الأشكال أن تهان مقدّساتنا ورموزنا الدّينيّة المسيحيّة عبر وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ تحت عنوان حرّيّة التّعبير".

وتوجّه المطران مطر بدوره إلى البطريرك الرّاعي بالقول: "صوت نبوي تطلقونه في لبنان وخارجه من أجل لبنان والمنطقة تذكروننا يا صاحب الغبطة بالتّفاعل الّذي كان قائمًا في العهد القديم لبني ملوك اسرائيل وأنبيائها، الملك يحكم بإسم الله، لكنّه قد ينسى ربّه أيضًا، فالنّبي عند ذاك يذكّره بربّه وبالقيم التي يحافظ عليها أو يجب أن يحافظ عليها، وهكذا الأنبياء الذين هم بقرب الملك يضمنون الحرّيّة والحقيقة والخير للمجتمع بأسره، نشكر لغبطتكم هذا الصّوت الحرّ الرّبانيّ المعمّر المثقّف، وننوّه أيضًا بمعالي وزير الإعلام المميّز ملحم الرّياشي الذي عندما دخل إلى وزارته قال لن تسمّى بعد اليوم وزارة الإعلام كأن إنسانًا يعلم آخر والآخر لا علاقة له مع الحقيقة. الوزير قال لتسمّى وزارة الحوار والتّواصل، فشكرًا معالي الوزير الرّياشي على هذه اللّفتة، وبعد ذلك قارنتم الكلمة بالعمل وأنطلقتم نحو حوار وطنيّ أدّى إلى مصالحة أساسيّة في الصّف المسيحيّ، فشكرًا على كل ما فعلتم مع من عاونوكم وكانوا إلى جانبكم في هذا السّبيل، ونطلب بإلحاح ألّا نعود إلى الوراء بل أن نكمل المسيرة ليضم هذا الحوار ليس فقط المسيحيّين بل كل اللّبنانييّن، وأن نتحوّل إلى عائلة واحدة ونتقاسم الخبز معًا والحرّيّة والحياة، وربّما كان علينا أن نتعدّى مجرّد الشّراكة بيننا الشّراكة الماديّة هي بتقاسم للخيرات والمنافع، ما يتطلّب الشّراكة الحقّة هي المحبّة والأخوّة. نحن في لبنان أخوة، الأخ يعطي أخاه ويعطي أكثر من اللّزوم عند اللّزوم، بينما الشّريك يريد حصّته وحده، ويجب أن ننظر للأخوة بعين الإعتبار لعلّ لبنان يصل إلى شاطىء الآمان".

وحيّا الرّاعي في مستهلّ كلمته بإسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الوزير الرّياشي والحضور وقال: "توقفنا وفرحنا عندما ذكر المطران مطر أن مجال العلم والثّقافة في لبنان متقدّم، لكنني كدت أمسك قلبي بيدي لو صنّف تقرير المنتدى الاقتصاديّ لبنان على المستويّين السّياسيّ والدّيموقراطيّ، ونشكر الله على عدم تصنيفهم، نحن اليوم في عيد ارتفاع الصّليب، ماذا يعني لنا هذا العيد في لبنان، وقد بلغنا مرحلة من الانحطاط كبيرة، الرّبّ يسوع رفع على الصّليب وقبل أن يرتفع بقليل قال: إذا رفعت عن الأرض اجتذبت إلى الجميع، لقد رفع عريانا لا يملك شيئًا من الدّنيا، ولذلك كسب الدّنيا كلّها، فيعلمنا الرّبّ يسوع أنّ القوّة ليست في ما نملك بل في ما نحن فيه وعليه. وفي موضوع آخر قال إذا نازعك أحد على قميصك أترك له أيضًا رداءك كله؟ هل يعني هذا الكلام خنوعًا كلا؟ هل هو ضعف كلا بل هو عظمة، لا أحد يستطيع أن يأخذ شخصيّة الإنسان فشخصيّته ليست في ثيابه ولا في سلطته ووظيفته بل في قلبه وعقله، يستطيعون أن يأخذوا كلّ شيء لكن لا أحد يستطيع أن يأخذ شخصيّة الإنسان، هذا هو المدخل للخروج من أزمة عدم تأليف الحكومة، إذا بقي كلّ فريق يريد أن يأخذ كلّ شيء ويحرم غيره، 4 أشهر والعالم كلّه يتفرّج علينا ويمسك قلبه بيده يعرفون أنّ الوضع في لبنان يتراجع، وهو على شفير الهاوية، والأدهى أنّ الكلّ يتكلّم نفس الكلام وليسوا معنيين إلا بالأحجام والحصص، إذا كان الحل أن يأخذوا فليأخذوا كلّ شيء ويحكموا لنخلص لأنّ الوطن سيقع علينا جميعًا.

وحيّا للوزير الرّياشي "دعوته الدّائمة إلى الحوار والتّواصل" داعيًا إلى "أن ندرك خطورة الإعلام ونتوقّف عن الكلام الذي يخرّب ويهدم".

وفي الختام، كرّمت اللّجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكيّ للإعلام الوزير الرّياشي وقدّم الرّاعي ومطر وأبو كسم درعًا تقديريًة. كما تمّ تكريم المدير العامّ الرّاحل لإذاعة "لبنان الحرّ" مكاريوس سلامة وتسلّم الدّرع نجلاه الياس وغبريال وأيضّا حبيب يونس وبسّام برّاك والمخرج في محطة "أم تي في" فرنسوا زيادة والمخرجة كريمة أبو جودة.

بعدها قطع البطريرك الرّاعي والوزير الرّياشي والمطران مطر قالب حلوى للمناسبة.