أميركا
26 حزيران 2016, 14:06

الرّاعي: الزواج بين الرجل والمرأة تأسيس الهي، والعائلة كنيسة منزلية يُنقل فيها الايمان من جيل الى جيل

المحطة الثالثة من الزيارة الرّاعوية التي يقوم بها غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الولايات المتحدة الأميركية، كانت في رعيّة مار يوسف - واترفيل Waterville في ولاية Maine شمال شرق أميركا. وقد ترأس الذبيحة الالهية بعد ظهر اليوم السبت 25 حزيران 2016، يعاونه راعي الابرشية المطران غريغوري منصور والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح النائب العام لابرشية مار مارون – بروكلين المونسنيور مايكل توماس وكاهن الرعية الخوري لاري جنسن Larry Jensen ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس بحضور حشد من المؤمنين.بعد الانجيل المقدس ألقى غبطته عظة تحت عنوان" انّ الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله" (يو3 / 34)؛ وقد تطرق فيها الى الزواج والعائلة، بمناسبة عيد والدي مار يوحنا المعمدان، زكريا واليصابات، فقال:

 

 "هي مناسبة لنا في أبرشيتنا، وفي هذه الرعية، وسائر رعايانا، لنعزّز راعوية الزواج والعائلة. ولنا خير دليل فيها الارشاد الرسولي الذي أصدره البابا فرنسيس في 19 اذار الماضي وعنوانه "فرح الحب"، في اعقاب دورتي سينودس الأساقفة المنعقدتين في روما في شهر تشرين الأوّل 2014 و2015، حول الزواج والعائلة اليوم في المجتمع والكنيسة."

 وأضاف غبطته: "الزواج" بين الرجل والمرأة هو تأسيس الهي، وقد رفعه المسيح الرب الى رتبة سرّSacrament، لكي يكون وسيلة لحضور الله الواحد والثالوث في حياة الزوجين، ولنقل النعمة الالهية اليهما لكي تعضدهما وتقويهما وتقدسهما.

والعائلة أصبحت بفضل هذا السرّ "كنيسة منزلية" يُنقل فيها الايمان من جيل الى جيل، ونتعلم الصلاة، ونعيش الاتحاد بالله.

 وعلى الصعيد الاجتماعي، العائلة هي "الخلية الاساسية" للمجتمع، "والمدرسة الطبيعية الأولى" للقيم الانسانية والأخلاقية والاجتماعية."

 وختم الكردينال الراعي: "نحن أيضاً بحكم المعمودية والميرون مرسلون من الله "لنتكلّم في العالم كلام الله"، وننشر الثّقافة المسيحية التي تنعش المجتمع البشري بالقيم الروحية والانسانية والأخلاقية. هكذا ننظر الى أهمية وضرورة الحضور المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الأوسط الممزقة بالحروب، من أجل اعادة انعاشها بكلام الله."

بعد القداس التقى غبطته أبناء الرعية في قاعة الكنيسة حيث تناول معهم الحديث عن أوضاعهم وعن الشؤون اللبنانية بحضور راعي الابرشية اللاتينية المطران روبرت هيليمطران أبرشية بورتلاند في ولاية Maine الشمالية الّذي القى كلمة في مستهل اللقاء رحّب فيها بزيارة الكردينال الراعي وأضاف: "لقد بحثت مع صاحب الغبطة في موضوع اللاجئين الى لبنان وأوضاعهم والتّحديات التي يواجهها لبنان في هذا السياق" معربًا عن تضامنه مع اللبنانيين ومع مأساة النازحين واستعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة.

 وتابع سيادته: "ان الرعية المارونية عزيزة جداً علينا ونحن نزورها دائماً، وبخاصة في عيد القربان المقدس كتقليد سنوي. وهي تفتخر اليوم بزيارتكم كأب وبطريرك لها. كلّنا يعلم يا صاحب الغبطة كم أنّ دربكم شاقة وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمرّون بها ويعيشها المسيحيون في الشرق. ولذلك، فانّنا نرافقكم دائماً بالصلاة، ونحن الى جانبكم من أجل تخفيف عبء الحرب والتهجير والظلم."

من جهته ردّ الكردينال الراعي بكلمة شكر قال فيها: "نحن نشكر لكم عاطفتكم الحارّة، ونطلب من الله أن يكافئكم ويعضدكم لكي يبقى هذا التعاون قائماً بينكم وبين المطران غريغوري منصور من أجل تعاون أوسع مع مجلس أساقفة أميركا الكاثوليك." وعرض نيافته للأوضاع في الشرق الأوسط متوقفاً عند ثلاثة أسباب تساهم في استمرار الازمات فيه، وفي لبنان، وهي:

 1- الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي: ويبدو أنّ الاسرة الدولية عاجزة عن حله.

2- الخلاف السعودي – الايراني وانعكاسه على العلاقة بين حلفائهما، ما أدّى الى حروب دامية ساندتها وتساندها دول من أجل مصالحها الخاصة، وبالتالي الى خسائر في الارواح والممتلكات وتهجير الملايين. ولبنان اليوم يواجه مشكلة النّازحين التي ترهقه وتهدد استقراره على كافة الصعد، واذا ما استمرت الحرب فانّ مخاطر النزوح على لبنان لن يكون لها حدود. ولا يخفى على أحد أيضاً تأثير هذا الخلاف وبالتالي الأزمة السنية-الشيعية على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

 3- تعاظم التّطرف الديني ونمو الحركات الأصولية والارهابية والمواجهات الدامية بينها وبين المعتدلين، وتسبّب ذلك في هجرة المسيحيين وغيرهم من الشرق الأوسط وانعدام فرص العمل وتراجع الاقتصاد وغياب الاستقرار.

 

وختم البطريرك الراعي: انّ الحل يكمن اليوم في ضرورة وقف الحروب وعودة اللاجئين الى أراضيهم واعادة حقوقهم في العيش الكريم، وفي الأمن والاستقرار؛ والا فسيتعرّضون بفعل معاناتهم الاجتماعية والانسانية للاستغلال لصالح الحركات الارهابية والاصولية."

ومن رعية مار يوسف في Waterville واترفيل توجّه غبطته الى بروكلين Brooklyn في ولاية نيويورك حيث سيحتفل بالذبيحة الالهية في كاتدرائية سيدة لبنان.