الروح يحدّثنا عن الكلمات التي يتبادلها الآب والابن – البابا فرنسيس
قال الأب الأقدس: "نحتفل في عيد العنصرة، بنزول الروح القدس على مريم والرسل. في إنجيل الليتورجيا، يتحدّث يسوع عن الروح القدس ويقول إنّه سيعلّمنا "كلّ ما يسمعه" (يو 16، 13). لكن ماذا يعني هذا التعبير؟ ماذا سمع الروح القدس؟ ما الذي سيتحدّث عنه؟
إنّه يتحدّث إلينا بكلمات تعبّر عن مشاعر رائعة، مثل المودّة والامتنان والثقة والرحمة. كلمات تجعلنا نعرف علاقة جميلة ومضيئة وملموسة ودائمة مثل محبّة الله الأبديّة: الكلمات التي يقولها الآب والابن لبعضهما البعض. إنّها بالتحديد كلمات المحبّة التحويليّة، التي يكرّرها الروح القدس فينا، والتي من الجيّد لنا أن نصغيَ إليها، لأنّ هذه الكلمات تولّد المشاعر والنوايا نفسها في قلوبنا وتنميها: إنّها كلمات مثمرة.
لهذا السبب من المهمّ أن نتغذّى كلّ يوم بكلمات الله، كلمات يسوع، الموحى بها من الروح، وفي كثير من الأحيان.
أقول لكم: اقرأوا مقطعًا من الإنجيل، احصلوا على إنجيل صغير بحجم الجيب واحتفظوا به معكم، واستفيدوا إلى أقصى حدّ من اللحظات المواتية لقراءته. كتب الكاهن والشاعر كليمنتي ريبورا، متحدّثا عن اهتدائه، في مذكّراته: "وأسكت الكلمة (الإلهيّ) ثرثرتي!" (السيرة الذاتية). كلمة الله تُسكت ثرثرتنا السطحيّة وتجعلنا نقول كلمات جادّة، كلمات جميلة، كلمات فرحة.
إصغاؤنا إلى كلمة الله، يسكت ثرثرتنا. هكذا نفسح المجال، فينا، لصوت الروح القدس."
تابع الأب الأقدس عن سبل التواصل مع الروح القدس، قال:
" ثمّ في العبادة – دعونا لا ننسى صلاة السجود في صمت – بخاصّة تلك التي هي بسيطة، صامتة، مثل العبادة. وهناك، قول كلمات طيّبة في داخلنا، قولها للقلب حتّى نتمكّن من قولها للآخرين، بعد ذلك، لبعضنا البعض. وبهذه الطريقة نرى أنّها تأتي من صوت المعزّي، الروح القدس.
هذه الأمور سهلة، هي أيسر من الشتيمة، والغضب...بالتالي، فلنسأل أنفسنا: ما المكانة التي لهذه الكلمات في حياتنا؟ كيف أنمّيها حتّى أصغيَ على نحوٍ أفضل للروح القدس، فأرجّع صدى صوته للآخرين؟"
وكما في كلّ صلاة عند منتصف النهار، رفع البابا فرنسيس صلاةً قصيرة إلى مريم العذراء:
"فلتجعلنا مريم، الحاضرة في العنصرة مع الرسل، وُدَعاء لصوت الروح القدس."