الرّاعي يدشّن كنيسة مار شربل المعمّرة 800 سنة في فلورنسا
حضر القدّاس عددٌ من الفاعليّات العامّة، منها السياسيّ والحزبيّ والمصرفيّ، وحسين غلموش، السفير العالميّ للسلام، وحشد من أبناء الجالية اللبنانيّة في بلاد الاغتراب ومدعوّون.
في بداية القدّاس، ألقى الكردينال بيتوري كلمة هنّأ فيها أبناء الجالية على كنيستهم الجديدة وما قدّمه القنصل الشبير من سخاء لإعادة ترميمها معلنًا عن إصدار مرسوم إنشاء رعيّة مار شربل رسميًّا.
بعد الإنجيل المقدّس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "ها أنا معكم طول الأيّام حتّى نهاية العالم".
وقال: "نحن اليوم نحتفل بعيد الثالوث الأقدس وبهذه المناسبة ندشّن هذه الكنيسة الجميلة التي وضعها الكردينال جوزيبي بيتوري في خدمة الموارنة في فلورانس بكثير من الحبّ والتقدير وبالمساعي الحثيثة والدائمة للقنصل العزيز شربل الشبير".
أضاف: "نحن رأيناها قبل أن تصير هكذا جميلة ولا نستطيع أن نقدّر المبالغ التي دفعها القنصل الشبير، لا نريد أن نعرف وأنت لا تريد أن تقول كم هي ولكن ما نعرفه أنّك أبديت الكثير من السخاء لحبّك لمار شربل شفيعك والذي اجتاز البحار ليصبح قدّيسًا في كلّ مكان، عابرًا للدول والانتماءات الدينيّة وللمذاهب. فشكرًا لك أيّها القنصل وشكرًا لمحبّتك لكنيستك ولمار شربل، ونحن نقدّم هذه الذبيحة على نيّتك ونيّة عائلتك لكي يبارككم الله بمزيد من الخير والنعم. أنتم تحتاجونها وتستحقّونها".
تابع: "اليوم تحتفل الكنيسة بعيد الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، ثلاثة أقانيم في إلهٍ واحد...
هذا ما نجده في كلام الربّ في الإنجيل عندما سلّم تلاميذه الذين هم أساقفة العهد الجديد كلّ سلطانه الإلهيّ، وأشركهم بقدرته التعليميّة، وقال لهم: "اذهبوا وتلمذوا الأمم جميعها، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" وهذا هو البعد الكهنوتيّ، وعلّموهم أن يعيشوا ما أوصيتكم به كلّه وهذا هو البعد الملوكيّ".
أضاف: "ثلاثة أبعاد في حياتنا المسيحيّة تأتينا من الربّ يسوع، فهو النبيّ لأنّه يعلّم الكلمة وهو الكاهن بامتياز يقدّم لنا ذاته ذبيحة فداء ووهو الراعي، يرعى المسؤولين في الكنيسة لكي يسوسوا أبناء الكنيسة بكلّ حكمة ودراية لكي يعملوا على جمع هذا القطيع بالوحدة والمحبّة".
تابع الكردينال الراعي: "نعم نحن نحمل ثقافة جديدة إلى عالمنا، الأولى هي ثقافة النبؤة، فتنفتح عقولنا وقلوبنا إلى معرفة كلام الله، لأنْ من خلاله نستطيع أن نفهم ما يجري حولنا وفي حياتنا، ونحمل ثقافة كهنوتيّة لأنّنا نشارك المسيح في تقديم كهنوته وما نحمله من تضحيات وأعمال صالحة، كما نشارك المسيح في خدمتنا الملوكيّة وهي أنّنا ندحض ما هو ضدّ الحقّ والحقيقية كلّه ونعمل جهدنا من أجل الخير والوحدة والمحبّة والسلام، فهذه الثقافة نحملها حيث نحن، فلا نستطيع أن نعيش من دون ثقافة ورسالة نحملها كمسيحيّين حيثما نحن: نبويّة، كهنوتيّة، ملوكيّة، ولا من دون العمل من أجل السلام والتفاهم والنضال لكي يعيش الناس بسلام وحقّ".
وختم البطريرك الراعي: "يا ربّ، نحن اليوم نقرّ ونعترف أنّك تسلّمنا هذه الرسالة المثلّثة فأعطنا النعمة كي نفهمها ونعيشها فنقدّس حياتنا ونقدّس عالمنا".
وبعد القدّاس كانت كلمة لخادم الرعيّة الخوري داني كمال وللقنصل الشبير الذي تحدّث في كلمته عن المراحل التي قطعتها عمليّة الترميم، سائلًا الله "بشفاعة القّديس شربل أن ينعم على وطننا لبنان بأعجوبة لخلاصه من ازماته".
ثمّ، قدّم البطريرك الراعي أيقونة سيّدة لبنان للكنيسة وميداليّة البطريركيّة لكلٍّ من الكردينال بيتوري والقنصل الشبير، وأعلن منح القنصل الشبير وسام مار مارون إبّان زيارته لبنان.
بعد ذلك تسلم البطريرك الراعي مفتاح الكنيسة من الكردينال بيتوري، وبارك تمثال القّديس شربل الذي وضع داخل الكنيسة، والمصنوع من الرخام وانجز في لبنان تقدمة ابن الجالية اللبنانية صخر عازار.
أمّا السفير غملوش فقال: "شرف كبير لي كلبنانيّ مقيم في الخارج، أن يتمّ تدشين كنيسة عمرها 800 عام على اسم طبيب السماء "مار شربل" الذي أصبح اسمه يصدح في أنحاء العالم قاطبة، هو الذي وهبه الله نعمة شفاء المرضى من دون تمييز بين مسلم ومسيحيّ، أبيض و أسود، فقير وغنيّ، فظهرت رحمة الله وعدله في أعماله كلّها وشفاءاته الجسديّة والنفسيّة والروحيّة. والشكر للقنصل شربل شبير على هذا العمل الذي قام به من جيبه الخاصّ. مار شربل أنت قدوة وفخرٌ كلّ لبنانيّ".
وفي الختام أقيم كوكتيل في باحة الكنيسة وشرب الجميع نخب المناسبة.