الرّاعي يتضامَن مع المُتظاهِرين ويُندِّد بالتّعرُّض للأشخاص وبِأعمال العُنف من نيجيريا
"إنّ لقاءَنا مصحوب بجرح كبير في قُلوبِنا لما جرى ويَجري في وطنِنا الحبيب لُبنان اليوم. نحن هنا نزورُ رعايانا لنَتشارَك وإِيّاها تطلُّعاتِها وتَمنّياتِها بمستقبلٍ أفضل؛ ولكنّ قلبنا مع إخوتِنا في لُبنان ومع الشّعب اللُّبنانيّ الذي يُعبِّر عن وجعِه وجوعِه ومَرارَتِه وفُقدان ثقتَه الكاملة بالسّياسيّين الذين أوصلوه الى هذا الواقع المُرّ.
نعم! لقد تَضامنّا معهم بمطالِبهم ولكن أُشدِّد على أنّنا لسنا مُتضامِنين أبدًا مع أحد بإِحداث الخراب والاعتِداء على الأشخاص وعلى الأملاك العامّة والخاصّة، ولسنا مُتضامِنين أبدًا مع من يقود التّظاهُرات إلى مسار سلبيّ لا يُعبِّر عن حضارة شعبِنا.
وهنا أُوضِّح من جديد نحن مُتضامِنون معهم بالمطالِب المُحِقَّة ولكنّنا نرفض بشكل مُطلَق وقاطِع ما حصل من اعتداءات وإساءات للأشخاص وتشويه للعاصمة بيروت، ونحن ضدّ الوسيلة الهمجيّة التي استُعمِلَت من قِبل البعض، لأنّنا نعي جيّدًا دور الطّابور الخامس في مثل هذه التّحرُّكات وهو يريد الدّمار والخراب ونحن ضدّه بشكل واضح وعلنيّ.
كما أنّنا نودُّ القول أنّه لطالما نبّهنا وقُلنا، لاسيّما في خلال المرحلة التي سبقت تأليف الحكومة والتي استمرّت لنحو ثمانية أشهر، أنّ تسمية الحكومة بحكومة الوحدة الوطنيّة لا يعني أنّها حكومة وحدة وطنيّة، فهي لن تتمكّن من تحقيق أي إنجاز لأنّها تشكَّلت من أخصام سياسيّين أرادوا تصفية الحسابات فيما بينهم واتّفقوا على أمرٍ واحدٍ وهو المُحاصَصَة في أموال الدّولة وتغطية الفساد المُشترك الذي أوصلنا الى هنا مع خزينة فارغة.
لبنان لا يَقومُ بهذا الشّكل وإنّما هو بحاجة لطريقة أخرى نحنُ في حالة نِزاع وحالة استثنائيّة، ونحنُ بأمسِّ الحاجة إلى أبطال إلى أشخاص يتّسِمون بنظافة السّيرة والكفّ وهدفهم القيام بلُبنان وليس الاستِفادَة من الدّولة ومقدراتها الماديّة على حساب الشّعب.
هذا جرحنا جميعًا ونأمل أن يُقِرّ المسؤولون في لبنان بأخطائهم وفشلهم ويكونوا على مستوى المسؤوليّات التي أُوكلت إليهم ويعرفوا أنّهم هم من أَوصَل البلاد الى هذه الحالة وعليهم إيجاد الطّرق النّاجحة للإِصلاح. هذه مطالب نضعُها أمام ضمائِرهِم ومسؤوليّاتِهِم. حرام أن يتحوّل شعبنا اللّبنانيّ الأَبيّ والنّبيل الذي يعيشُ بِكرامة الى شعب يحرق الإطارات ويقطع الطُّرُقات ويُنفِّذ الإضرابات والتّظاهُرات. هذا ليس الشّعب اللُّبنانيّ، لأنّ الشّعب اللُّبنانيّ في الأصل هو الشّعب المُنتِج المِعطاء والخَلّاق. لذلك نرفُض أن يجعلُوه شعبًا مُذِلًّا ومذلولًا بهذا الشّكل.
صلاتُنا لكي يُلهِم الرّبّ المسؤولين للخروج من هذه الأزمة ويُلهِم شعبَه لكي يتحمّل هذه الأزمة ليتجاوز هذه المرحلة الصّعبة التي نمُرُّ بها، لاسيّما بوجود أشخاص ثقافتهم الهدم والخراب .
إيمانُنا كبير بوطنِنا لُبنان وهو يمرُّ بأزمةٍ ولكنّها قابلة للحلّ؛ فالأسباب التي أوجدَتها لا بدَّ من أن تُصحَّح وتُعالَج بالحلول اللّازمة."