العالم
05 كانون الأول 2021, 12:30

الرّاعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة مار شربل- ليماسول

نورسات/ قبرص
من كنيسة القديسة مارينا توجّه البطريرك الرّاعي ومرافقوه إلى كنيسة مار شربل المارونيّة في ليماسول حيث ترأّس قدّاسًا بحضور سفيرة لبنان لدى قبرص كلود الحجل، النّائب المارونيّ في البرلمان القبرصيّ جون موسى وحشد من أبناء الجالية وفاعليّات.

وشارك في القدّاس وفد من رابطة كاريتاس لبنان برئاسة رئيسها الأب  ميشال عبّود الكرمليّ،  والوفد اللّبنانيّ من الرّابطة المارونيّة، تجمّع الموارنة من أجل لبنان، رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث.

إستهلّ القدّاس بكلمة ألقاها راعي أبرشيّة قبرص المارونيّة المطران سليم صفير أكّد فيها السّعي إلى رعاية موارنة قبرص بروح المحبّة والأبوّة متابعة لرسالة الأسلاف الصالحين. وأمل أن تسفر اتّصالات ومراجعات البطريرك الرّاعي لدى المرجعيّات الدّوليّة المعنيّة من التّخفيف من الصّعوبات التي يعانيها الموارنة المهجرين من قراهم. وعرض لتطلّعاته المستقبليّة التي سيعمل على تحقيقها لنموّ أبرشيّة قبرص المارونيّة وازدهارها وخيرها الرّوحيّ.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظة بعنوان" اسمه يوحنّا" وجاء فيها: "يسعدنا أن نكون مع أخوتنا السّادة المطارنة والوفد اللّبنانيّ من الرّابطة المارونيّة، كاريتاس لبنان، تجمّع الموارنة من أجل لبنان، رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الاب عبدو أبو كسم شبيبة كاريتاس، شبيبة المكتب البطريركيّ الرّاعويّ في بكركي، لنكون معًا في هذه الزيارة الرّاعويّة. كما يسعدنا أن تكتمل فرحتكم مع زيارة البابا فرنسيس حيث نأمل أن تتحقق بزيارته كلّ امنياتكم."

تابع: " يسعدنا بالمناسبة أنّنا قمنا بزيارة قرانا في قبرص الشّماليّة كنيسة كنيسة وأكّدنا من هناك أنّنا مع أبناءنا بكلّ امكاناتنا والعمل من أجل إعادة وحدة قبرص. كما يسعدنا أنّنا زرنا رعيّة آيا مارينا في ليماسول ونحيّي كاهنها الأب اندريه الذي كان له الفضل في بناء كنيسة مار شربل بعهد المطران بطرس الجميّل".

أضاف: "هذا الأحد نحتفل ليتورجيا بعيد مولد يوحنّا المعمدان، الإسم الذي قاله الملاك لزكريّا وبشّره أنّه عجوز  وإمرأته العاقل، والرّبّ أعطاهما ولد ورحمهما وكم نحن بحاجة إلى رحمة الله وهذا هو عيدنا بامتياز.

فيوحنّا كان قد سبق المسيح ومعنى ذلك أنّ رحمة الله تتمّ بأوانها، لأنّ الرّبّ أمين لوعوده ونحن ننتظر برجاء رحمته. وأقول لأبناء قبرص: "إنّ رحمة الله ستتجلّى يومًا".

وتابع: "إنّ الكتب المقدّسة وبخاصّة المزامير فنحن ننشد من خلالها رحمة الله التي تدوم من جيل إلى جيل وإلى الأبد، إنّ الله هو رحوم لا يقبل الظّلم ولا الاستكبار والحقد والنّزاعات ولا يقبل بأن يأكل القويّ الضّعيف لذلك إنّ رحمة الله هي الكلمة النّهائيّة أيّ الصّخرة التي نبني عليها حياتنا. وعندما  نقرأ بالكتاب المقدّس نرى بأنّ هناك  لفظتين لفظة بالعبريّة  الأولى "حساد" بمعنى ان الله أمين لذاته والثّانية: "رحامين" أيّ أنّ الرّحمة تنبع من أحشائه رحمته وأبوته. وعالم اليوم بحاجة ماسّة إلى الرّحمة ولا يستطيع أن يعيش بدونها كالزّوجين واولادهم تسودهم الخلافات إذا لم تكن الرّحمة موجودة".

وفي الشّقّ الوطنيّ قال: "إذا لم يتحلّى المسؤولون السّياسيّون بالرّحمة تكون خدمتهم خدمة ظلم وإهمال وحمل النّاس على الجوع والفقر وهذا ما نختبره في لبنان وعلى المستوى الدّوليّ لذلك لا يمكن للعالم أن يعيش بدون رحمة".

وإختتم البطريرك الرّاعي عظته بالقول: "إنّ البابا القدّيس بولس السّادس بخطابه إلى الأمم المتّحدة قال: "إذا انفقدت الرّحمة عند الإنسان والمسؤولين يصبح الإنسان وحشًا لأخيه الإنسان"، لذلك فلنلتمس من شفاعة القدّيس يوحنّا، مار شربل، والقدّيسة مارينا الرّحمة حنى نعيش الأخوّة الإنسانيّة".

في ختام القدّاس ألقى كاهن رعيّة مار شربل المارونيّة في ليماسول الأب ابراهيم خيتا كلمة قال فيها: "إنّ محبّتك لنا يا صاحب الغبطة بدأت عندما كنّا رهبان مريميّين في روما وكنتم آنذاك مطرانًا على أبرشيّة جبيل، جئتم إلى ليماسول يا صاحب الغبطة رغم تعبكم حامل معكم كلّ أوجاع لبنان الجريح ووجع الأشخاص المقهورين وسوف تحمل معك ايضًا وجع القبارصة، نعم يا صاحب الغبطة نحن نتعلّم منكم المحبّة لأنّ لغتكم هي لغة المحبّة والسّلام. واسمح لنا يا صاحب الغبطة أن نقدم لكم باسم الرّعيّة أيقونة مار شربل وأيقونة العذراء باسم لجنة وقف المدافن."

بعد القدّاس، التمس أبناء الكنيسة بركة البطريرك الرّاعي الأبويّة.