لبنان
21 تشرين الثاني 2019, 06:00

الرّاعي: نصلّي لكي تنفتح الآذان ونصل إلى كلمة حوار

تيلي لوميار/ نورسات
واصل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي تلاوة صلاة المسبحة الورديّة على نيّة لبنان، في كنيسة سيّدة الانتقال في الصّرح البطريركيّ- بكركي، بمشاركة إعلاميّون وإعلاميّات وفنّانون وحركات رسوليّة وأخويّات.

في مستهل الصّلاة، ألقى الرّاعي تأمّلاً روحيًّا جاء فيه: "لقد أحبّت هذه المجموعة من الإعلاميّين مشاركتنا الصّلاة، وهي تحمل همّ الحوار الّذي سنصلّي على نيّته اليوم بين جماعة الحراك المدنيّ وما لديه من مطالب محقّة ومعروفة ونحن ندعمها، وبين السّياسيّين الّذين بفضل سياساتهم الشّخصيّة ومطالبهم الخاصّة لا يزالون عاجزين عن سماع صوت الشّعب الّذي ارتفع منذ 35 يومًا.

نصلّي لكي تنفتح الآذان ونسمع بعضنا البعض ونصل إلى كلمة حوار. صلاتنا لن تذهب سدى وتمامًا كما قال الملاك لزكريّا "لقد استجيبت صلواتك"، من غير الممكن ألّا يستجيب الرّبّ صلواتنا ولكن بالطّريقة الّتي يريدها والوقت الّذي يريده، وأكثر ممّا ننتظر ونطلب، فهو لا يعطينا كما نحن نطلب بالكمّيّة وإنّما من دون حدود لذلك. نواصل الصّلاة على الرّغم من مرور 35 يومًا لم يتغيّر فيها أيّ شيء. سنواصل الصّلاة برجاء كما قال القدّيس بولس: "رجاء ضدّ كلّ رجاء"، حتّى ولو أقفلت كلّ الأبواب سنرفع صلواتنا بهذا الرّجاء. هذه نيّتنا الأساسيّة اليوم وهي الاستمرار بالرّجاء، فربّنا هو سيّد التّاريخ والكلمة الأخيرة لله وليس للنّاس. وكلمته كلمة خير وسلام لجميع النّاس، ونحن بحاجة لأن نستمرّ ونطلب كأبناء وبنات الله، أن نضع بين يديه همومنا ونسلّمها لأمّنا السّماويّة مريم العذراء سيّدة لبنان.

هذا وسنتابع الصّلاة على نيّة من يقومون بالحراك المدنيّ ونقول لهم إنّ قوّتهم هي في تمتّعهم بروح السّلام والحضارة والأخلاق واحترام النّاس. هذه هي كلّ قوّتهم وهي لا تكمن لا بالخلاف ولا بالنزاع ولا بالاعتداء على أحد. كما أنّنا نوجّه نداء للجيش اللّبنانيّ والقوى الأمنيّة الّتي نقدّرها ونحترمها والّتي هي سياج الوطن وللمتظاهرين ألّا يتواجهوا، وهذا ما أكّد عليه قائد الجيش منذ يومين إذ قال "الشّعب اللّبنانيّ ليس عدوّنا" ولكن قد يكون هنا أو هنالك ارتكابات عنف وهذا أمر غير مسموح به.

نرفع نوايانا وتبقى النّيّة الأساسيّة من أجل إحياء الحوار بين السّياسيّين المسؤولين وبين شعبنا وشبابنا القائم بالحراك المدنيّ الحضاريّ الرّائع والسّلميّ الّذي هو نعمة من ربّنا، ولعلّه يكون فجرًا جديدًا في حياتنا اللّبنانيّة."