لبنان
10 نيسان 2020, 13:00

الرّاعي: نتذكّر آلام المسيح ونضمّ إليها آلامنا وآلام المصابين بفيروس الكورونا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي اليوم الجمعة العظيمة رتبة سجدة الصّليب في الصّرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة جاء فيها:

"نحتفل برتبة السّجدة للصّليب، نتذكر فيها آلام المسيح وموته بقراءة الأناجيل الأربعة كما يرويها الإنجيليّون. نتذكرها لأن الرّبّ افتدى خطايانا وخطايا البشريّة جمعاء، لكي نتصالح كلّنا مع الله ونعود إليه بالتّوبة. ونتذكّرها لكي نضمَ إليها آلامنا وآلام المتألّمين جسديًّا ونفسيًّا ومعنويًّا، وحاليًّا آلام المصابين بفيروس الكورونا، لكي يعطيها الرّبّ يسوع قيمتها الخلاصيّة، ويجعلها مساهمة في فداء العالم وهدايته.
ونقوم بالتّطواف بالصّليب المحاط بزهور محبّتنا وإخلاصنا وعرفاننا بالجميل لآلامه وموته لفدائنا.
ثم نؤدّي السّجود للصّليب، عربون خضوعنا وأمانتنا له، قبل إيداعه في قبره ممجد إلى يوم الأحد لنحتفل بقيامته وبرتبة السّلام الذي أشاعه في العالم.
وفيما نستمع إلى قراءة الأناجيل، سنسمع من فم يسوع المصلوب 7 كلمات هي بمثابة تكملة لعظة الجبل التي افتتح بها رسالته العامّة، وأرادها دستورًا للحياة المسيحيّة. والآن يُكمّل تعليمه الإلهيّ من على عرش صليبه:
1."يا أبتٍ إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون". يعلّمنا أنّ الغفران هو ذروة للمحبّة.
2. "يا امرأة هذا ابنكٍ، يوحنّا هذه أمّكَ". يعلّمنا أنّ الأمومة والأبوّة الرّوحيّة الشّاملة تولد من الألم الشّخصيّ.
3. "اليوم تكون معي في الفردوس". يعلّمنا أنّ التّوبة هي باب الخلاص.
4. "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟. يعلمنا اختبار صمت الله في الضّيق، والتغلّب على اليأس.
5. "أنا عطشان". يعلّمنا العطش إلى المحبّة والرّحمة والعدالة".
6. "لقد تمّ كلّ شيء". يعلّمنا إتمام الغاية من حياتنا الشّخصيّة كما يريدها الله.
7. "يا أبتِ بين يديك أستودع روحي". يعلّمنا تسليم وديعة الحياة عند مماتنا إلى الآب الذي خلقها وسلّمنا إيّاها يوم ولادتنا.
نتأمّل اليوم بكل هذه الأفكار ونسجد للّصليب المقدّس مرددّين: "نسجد لك أيّها المسيح ونباركك، لأنّك بصليبك المقدّس خلّصت العالم".