الرّاعي من بعبدا: علينا في لبنان أن نبني وطننا وبيتنا
وبعد اللّقاء قال الرّاعي في كلمة أمام الإعلاميّين: "فخامة الرّئيس تابع كلّ ما حصل في روما ولكن زيارتي اليوم هي لوضعه في أجواء اللّقاء الّذي دعا إليه قداسة البابا وقيمته، وأردت أن أقول لفخامته إنّ خطاب قداسته هو خريطة طريق لنا كرؤساء كنائس وسنباشر عملنا ضمن إطارنا الكنسيّ لتنفيذ هذه الخريطة الّتي تفضّل بها في خطابه، والّذي وجّه في خلاله نداءات لفئات عديدة، وعلينا كرؤساء كنائس أن نعمل في الخطّ نفسه كلّ من موقعه لحماية المجتمع، فلبنان يقوم بسواعدنا جميعًا، وليس بفئة دون أخرى".
وردًّا على سؤال عن كيفيّة ترجمة رسالة قداسة البابا، قال: "سنتواصل مع المعنيّين الّذين وجّه لهم قداسة البابا النّداء، والمهمّ أنّ قداسته يحمل القضيّة اللّبنانيّة بعمق أعماق قلبه وسيحملها إلى المجتمع الدّوليّ فيما علينا في لبنان أن نبني وطننا وبيتنا، وكان ضروريًّا أن تكون الخطوة الأولى الّتي أقوم بها هي زيارة الرّئيس عون، و ما حدث في الأوّل من تمّوز أنا لا أسمّيه ذكرى ومضت بل هي حالة تتكرّر كلّ يوم عندما نسعى لتحقيقها".
وردًّا على سؤال حول تصريحه من الفاتيكان أنّ الجميع يخالفون الدّستور بمن فيهم رئيس الجمهوريّة، قال البطريرك: "لقد علّقوا كثيرًا على هذه الجملة، نعم سُئلت عن من يخالف الدّستور وقلت إنّ الجميع يخالفون، ولكن دعونا لا نتوقّف عند التّفاصيل، فلا أحد معنيّ بلبنان أكثر من رئيس الجمهوريّة بسبب الصّفة الّتي يحملها".
وعن رأيه بحلّ للأزمة يكون من خلال حكومة وحدة وطنيّة أو حكومة اختصاصيّين، قال: "لم أدخل في هذه التّفاصيل مع الرّئيس، ولكن حكومة التّكنوقراط أو الاختصاصيّين هي مطلب الجميع، وقداسة البابا تحدّث عن وجع اللّبنانيّين وقال لهم اصمدوا فالغيمة ستمرّ ونحن سنكون إلى جانبهم بالكلام وبالمساعدة الرّوحيّة والمعنويّة والمادّيّة، فلبنان والشّعب اللّبنانيّ له جذور وتاريخ، ودعانا قداسة البابا إلى الصّمود حتّى زوال العتمة".
وعن ما إذا كان يعتقد بوجود مخطّط يستهدف لبنان، قال: "لقد ذكرت هذا الكلام في عظتي، وأنا لا أتعجّب أن يكون هناك مخطّط يستهدف لبنان، لكن هل يجب أن نفتح الباب أو النّافذة للسّارق أم يجب أن نتحصّن؟" من الضّروريّ أن نتحصّن كي لا يتمّ هذا المخطّط، فصحيح أنّها حرب الآخرين على أرضنا ولكن يجب أن نتحصّن وأن نحافظ على وحدتنا الدّاخليّة، وأن نتصالح ونتكاتف كي ينهض البلد".
وتوجّه البطريرك للرّئيس المكلّف بالقول: "عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع الرّئيس عون وفق روح الدّستور لأنّ لبنان يقع ضحيّة هذا التّأخير".
وأنهى قائلاً: "الباب لحلّ كلّ المشاكل هو في تشكيل حكومة، فغياب الحكومة يخرّب الاقتصاد ويزيد البطالة والهجرة ويؤدّي إلى إقفال المؤسّسات والمصارف، فالحكومة هي الباب، أيّ السّلطة الإجرائيّة ومن دونها البلد يموت، ولا نستطيع بروح المسؤوليّة الوطنيّة أن نتأخّر ربع دقيقة عن تشكيل الحكومة".