لبنان
24 حزيران 2020, 05:00

الرّاعي من الدّيمان: لا نريد اليوم أن يستسلم شبابنا بسهولة وأن يتركوا هذا الوطن

تيلي لوميار/ نورسات
واصل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي تلاوة صلاة المسبحة الورديّة على نيّة لبنان في كنيسة الصّرح البطريركيّ في الدّيمان حيث ألقى في مستهلّها تأمّلاً روحيًّا، جاء فيه:

"أصلّي اليوم، في الوقت الّذي يتخبّط فيه لبنان في أزمات معيشيّة سياسيّة اقتصاديّة وماليّة، من أجل شباب لبنان المتواجد على الطّرقات والسّاحات منذ السّابع عشر من تشرين الأوّل الماضي، كي لا يفقدوا الأمل، على الرّغم من ارتفاع وازدياد أعداد المهاجرين والرّاغبين في الهجرة، كما تُظهر التّقارير في الوسائل الإعلاميّة. أناشد اليوم شباب لبنان كي نتكاتف سويًّا لنحافظ على هذا الوطن، أرض الإيمان والثّقافة والمحبّة كما عهدناه، فقد مرّ أجدادنا بظروف أصعب بكثير من الظّروف الحاليّة، ولكنّهم تماسكوا وقاوموا وانتصروا بالصّلاة وقد كان البطاركة أمامهم وقدّموا شهيدين وعاشوا في الوادي المقدّس وصمدوا أربعمائة سنة في وجه العثمانيّين، لذا لا نريد نحن اليوم أن يستسلم شبابنا بسهولة وأن يتركوا هذا الوطن.  

نحن نصلّي أيضًا كي يزيل الرّبّ يسوع أيّام الصّعوبة ويُعيد إشعال الرّجاء في قلوب شبابنا ويُعيد تمسّكهم في هذه الأرض كما هتفوا منذ اليوم الأوّل للثّورة، لأنّنا ومع الأسف نلاحظ أنّ وجه وطننا الّذي كان زينة الأوطان بدأ يتغيّر ويسلك طريق الظّلم وطريق النّظام البوليسيّ والاعتداء على حرّيّة الإنسان وكرامته، وهو أمر لا نقبله، بل نريد أن نبقى أبناء الثّقافة المسيحيّة الإنجيليّة، وأبناء الحرّيّة اللّبنانيّة الأصيلة، كي يبقى لبنان قبلة الأنظار شرقًا وغربًا، وكي تبقى كلمة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني بمثابة برنامج لنا وأن يبقى لبنان دائمًا أكثر من وطن، لبنان رسالة ونموذج للشّرق وللغرب.

يؤسفنا ويعزّ علينا في مئويّة لبنان الكبير أن يهدم السّياسيّون ما تمّ بناؤه من قبل وكأنّهم غير معنيّين بلبنان وبالمئة سنة من عمر الدّولة اللّبنانيّة، الّتي كانت مثالاً بين الدّول، وكأنّ السّياسيّون يريدون العودة بلبنان إلى العصر الحجريّ، وإلى تجويع النّاس وإفقارهم وتهجيرهم من وطنهم. ولكن على الرّغم من كلّ شيء نقول إنّنا أبناء الرّجاء وسنواصل صلاتنا الّتي هي السّلاح الأقوى. ويبقى الله وحده سيّد التّاريخ وتبقى مريم العذراء أمّ جميع الشّعوب".