العالم
15 تشرين الأول 2019, 09:30

الرّاعي: مسبحة الورديّة تحتفظ بكلّ قوّتها الفاعلة تجاه التّحدّيات الجديدة

في إطار زيارته إلى أبرشيّة سيّدة البشارة في أفريقيا الغربيّة الوسطى، قدّم بطريرك الموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي التّنشئة المسيحيّة في بوركينا فاسو، متأمّلاً والمؤمنين الحاضرين في مسبحة الورديّة، فقال:

"نواصل التّأمّل في مسبحة الورديّة استنادًا إلى الرّسالة الرّسوليّة للقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني (16 ت1 2019). فننهي اليوم الفصل الأوّل وهو بعنوان "التّأمّل في وجه المسيح مع مريم".

1) نتذكّر المسيح مع مريم

2) بمريم نتعلّم المسيح

اليوم ننظر في الثلاثة الباقين:

1) التشبّه بالمسيح مع مريم (الفقرة 15)

صفة التّلميذ الأساسيّة التشبّه بمعلّمه بشكلٍ أكمل (روم 8: 2؛ فيل3: 10 و21). في المعموديّة والميرون أُفيض الرّوح علينا فصرنا أعضاء في جسد المسيح (1كور 12: 12؛ روم 12: 5). هذه العضويّة تلزمنا أن نطبّق هذه الوحدة مع المسيح في تشبّهنا الدّائم به. بولس الرّسول يدعونا "لنلبس المسيح" (روم 13: 14؛ غلا3: 27)، و"لنتخلّق بأخلاق المسيح" (فل2: 5).

بما أنّ مريم هي، من بين كلّ الخلائق، الأشبه بيسوع المسيح، فإنّ التّعبّد لها بتلاوة الورديّة أو أيّة فروض دينيّة أخرى، يجعلنا على شبهها في معرفة وجه يسوع، وفي التّشبّه به معها. وبقدر ما تتكرّس النّفس لمريم، بقدر ذلك تصبح بالفعل ذاته مكرَّسةً للرّبّ. مريم لا تحيا إلّا من المسيح وتبعًا له. إذا عشنا كذلك تشبّهنا بالمسيح مع مريم.

2) نتوسّل إلى المسيح مع مريم(الفقرة 16)

دعانا المسيح إلى المثابرة في الصّلاة: "إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم" (متى7: 7). كلّ صلاةٍ هي ثالوثيّة: فأساس فعاليّتها صلاح الآب؛ وساطتها المسيح فادينا ومخلّصنا؛ قبولها عمل الرّوح القدس الذي "يشفع فينا". بهذه المعرفة وهذا الإدراك نستطيع أن نعرف كيف نصلّي.

مريم بشفاعتها كأمّ، تدعم صلاتنا التي يصعّدها المسيح والرّوح من قلبنا إلى العرش الإلهيّ، وكأنّ صلاتنا وصلاة الكنيسة محمولتان بصلاة مريم (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، 2679). فيما يسوع هو الوسيط الأوحد، فإنّ مريم، التي هي شفافيّة المسيح الصّافية، إنّما تدلّنا على الطّريق. هكذا ظهرت في عرس قانا فعاليّة وساطتها، هي التي كانت بقرب يسوع الناطقة بحاجات البشريّة: "ليس عندهم خمر- إفعلوا ما يقوله لكم" (يو2: 3-4).

الورديّةهيتأمّل وتوسّلفي الوقت عينه. إنّ وساطة أمومتها كليّة القدرة على قلب ابنها. في الورديّةمريم تقوم أمام الآب الذي ملأها نعمة، وأمام الابن الذي ولدته في العالم، مصلّيةً معنا ومن أجلنا.

3) نعلن المسيح مع مريم(الفقرة 17)

تلاوة الورديّة هي مسيرةإعلانٍ وتعميق:من خلالها يُعلَن سرُّ المسيح ويُعمَّق بالتأمّل، ويُطبَّق على مختلف مستويات الاختبار المسيحيّ. هذه المسيرة تهدف إلى تصوير التلميذ– كلّ واحدٍ وواحدةٍ منّا يصلّيها– حسب قلب المسيح.

إنّ تلاوتها الجماعيّة في الرّعيّة أو في المزارات تشكّل مناسبةً فريدةً للقيامبالتعليم المسيحيّ المعبِّر. لقد شكّلت الورديّة سلاحًا فاعلاً بوجه تحدّيات الكنيسة في تاريخها، واليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى تجب العودة إلى تلاوتها، لأنّها تحتفظ بكلّ قوّتها الفاعلة تجاه التحدّيات الجديدة".

 

المصدر: بكركي