لبنان
02 آب 2022, 09:30

الرّاعي كرّس كنيسة مار شربل جبل الصّليب- فاريّا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي القدّاس الإلهيّ وتكريس كنيسة مار شربل جبل الصّليب- فاريّا يوم الأحد 31 تمّوز/ يوليو. بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى الرّاعي عظة بعنوان "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشّمس في ملكوت أبيهم. " (مت 13 :43)، جاء فيها:

"ربّنا يسوع المسيح ابن الله الأزليّ صارَ في الزّمن إنسانًا وأصبح إبن الإنسان فَزَرَعَ بكلامِهِ ونعمة الفداء أبناء وبنات للملكوت ونحن منهم. ويدعونا في الإنجيل لأن نحافظ على طبيعتنا كأبناء وبنات في ملكوت الله أيّ كي نعيشَ في الشّركة والاتّحادٍ بالله ووحدةٍ مع كلّ النّاس. وأعطانا كلّ الوسائِل لذلك، كلام الرّوح والأسرار والنّعم اللّازمة لكي نحافِظ على طبيعتنا. ولنا خير مثالٍ القدّيس شربل الذي زَرَعَهُ الله كغيره من البشر بالمعموديّة والميرون في أرض بقاعكفرا، ثم في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الجليلة، ثم في محبسة عنّايا. فكان في كلّ هذه الظّروف يرتفع يومًا بعد يوم في الشّرِكةِ مع الله والوحدةِ بصلاتِهِ مع كلّ النّاس فكان يتلألأ بالنّعمةِ أمامَ الله بشكلٍ خفيّ عن أعين البشرِ وكان يتلألأ أمامَ الله بالنِّعمَة. وبعد وفاتِهِ، ها هو يتلألأ وينيرُ كلّ شعوبَ الأرض، بحضورهِ ونِعَمِه وعجائِبه. فَقَد شئتم أن يكونَ في ظلِّ الصّليب، صليب الفِداء مرتفعًا ليذكّرنا أنّنا بالمسيح افتُدينا ومار شربل هو طَريقنا ومثالنا في عَيشي طبيعَتِنا كزرعٍ جيّد يقول الرّبّ أبناء وبنات للملكوت. ويدعونا الرّبّ أيضًا في الإنجيل أن ننتصر على تجارب الشّيطان في حياتنا، الذي يسعى في كلّ يوم لأن يحوّلنا من زرعٍ جيّد إلى زؤآن. هذا ما نحن ما نلمس اليوم النّعمة.

أُسعدنا معكم في تكريس الكنيسة على اسم مار شربل ومذبحها. ففي كلّ مرّةٍ ندخل هذه الكنيسة وسواها، فلنتذكّر أنّنا في الكنيسة نستعيد طبيعتنا كأبناء وبنات للملكوت. نستعيد طبيعتنا كزرعٍ جيّد في هذا العالم، وكل مرّةٍ ندخل الكنيسة وسواها نتذكّر أنّ فيها كلّ الوسائل لكي نحافظ على طبيعتنا كزرعِ جيّد وألّا يتحوّل أحد منّا إلى زؤآنٍ.

أجل، الكنيسة الذي احتفلنا بتكريسها تذكّرنا أيضًا، بهندستها الدّاخليّة وكلّها من حجارة، نتذكّر القدّيس بطرس الرّسول أنّ المؤمنين والمؤمنات هم حجارة هيكل الله. فكلّ مرّةٍ تتطلّعون إلى حجارة هذه الكنيسة أو سواها نتذكّر أنّنا كلّ واحد وواحدةٍ منّا حجر حيّ في بناء هيكل الله، هذه هي ثقافتنا، هذه هي هويتُنا، هذه هي رسالتنا. القدّيس شربل هو شفيعنا، هو مثالنا، هو الذي يعلمنا كيف نحافظ على طبيعتنا كقمحٍ أيّ زرع جيّد في حقل هذا العالم.

نلتمس اليوم في هذه الذّبيحة الإلهيّة المقدّسة وبشفاعة القدّيس شربل هذه النّعمة أن نحافظ على طبيعتنا التي نلناها بالمعموديّة والميرون، زرع جيّد في هذا العالم، راجين أن نكون متلألئين في النّعمة في الدّاخل، أن يرانا الله أنّنا متلألئين بنعمته في الدّاخل. وأن يمنحنا النّعمة كلّ واحد وواحدة منّا أنْ بعد مسيرة هذه الدّنيا نكون من عداد الأبرار الذين يتلألأون كالشّمس في ملكوت أبيهم. آمين."