لبنان
23 نيسان 2016, 11:21

الراعي في لقائه الحركات الرسولية الشبابية في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي: "العالم بحاجة اليوم الى رحمة"

إلتقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم السبت 23 نيسان 2016، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، الحركات الرسولية الشبابية في ابرشية انطلياس المارونية والتي ضمّت: رابطة الأخويات (شبيبة وطلائع العذراء)، الحركة الرسولية المريمية، حركة الشبيبة الإفخارستية، حركة التجدد بالروح القدس، حركة الفوكولاري، كشافة لبنان، الكشاف الماروني، جماعة ايمان ونور، مدرسة الحياة في جماعة رسالة حياة، Irap,GVX, Jeunesse chretienne de Service, Guides du Liban

ورافقهم راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان، المونسنيور روكز براك، المونسنيور طوني ابو نجم، والكهنة جان جرماني، ميراب حكيم وعبده صفير، وذلك في اطار رحلة حج لهذه الحركات بمناسبة سنة الرحمة الإلهية، انطلقت من كاتدرائية القيامة في انطلياس مرورا بالصرح البطريكي في بكركي على ان تصل الى الصرح البطريركي في الديمان، حيث ستختتم مسيرة الصلاة بالقداس الإلهي في كنيسة الصرح.  

بداية اللقاء رفعت صلاة على نية الحضور، تلاها تجديد لمواعيد المعمودية. 

 ثم كانت كلمة الشبيبة التي عرضت لتاريخ وظروف تأسيس الحركات الرسولية الشبابية في ابرشية انطلياس المارونية في العام 2012 اضافة الى دورها واهدافها وابرز نشاطاتها المرتكزة على وضع امكانياتها في خدمة الحركات الأخرى للتشجيع على الانفتاح والبحث الدائم عن الغنى عند الآخر. 

بعدها أجاب غبطته على عدد من الأسئلة التي طرحها الشبيبة،  وفي رده على سؤال حول دور الكنيسة في مساعدة الشبيبة على البقاء في أرضهم ولا سيما من خلال تأمين المساكن لهم بأسعار مقبولة، أوضح غبطته وقال:" بداية اتمنى لكم يوم حج مبارك، غني بالنعم التي حملتموها في نواياكم وانتم تعبرون الباب المقدس  وكما يقول البابا فرنسيس ان نعبر الى عالم الرحمة. العالم بحاجة اليوم الى رحمة. جميعنا بحاجة الى رحمة الله، لكي نكون نحن ايضا رحماء مع بعضنا البعض. كلمة رحمة هي كلمة واسعة وهي تعني كل عمل حب وخير بكل المضامين. الله محبة هي ترجمة للرحمة. لقد ترجمت محبة الله في الرحمة  وكل عمل هو رحمة. مجيئكم اليوم هو رحمة من عند الله، وحياتكم العادية هي رحمة من عند الله ايضا. رحلة الحج الروحية هذه تدعونا لأن نكون جماعة الرحمة وخصوصا اذا ما شعرنا بكلمة الرب يسوع" كونوا رحماء كما أبوكم السماوي رحوم هو."  

وأضاف غبطته:" قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته عن الرحمة الإلهية يقول ان العالم بحاجة للرحمة وللمشاعر الإنسانية. جميعنا يعاني من هذا الأمر وكأن قلب الإنسان بات من حجر. لقد فقد مشاعره وعاطفته واحترامه،  وهذا ما نعيشه وللأسف اينما كان. فليبارككم الرب في مشوار الحج والتوبة والصلاة والوقفة مع الذات." 

وتابع غبطته:" ان الصندوق الماروني لا يزال يبني المساكن ومن يود الإطلاع على الآلية هناك مكتب تابع للصندوق يعرض لكل التفاصيل. كذلك لقد انبثق عن هذا الصندوق مؤسسة التأمين الصحي الإجتماعي والمسؤول عنها هو الأب جورج كرباج. وحديثا تم افتتاح قطاع هو الإنماء اي مشاريع إنماية تمكن الناس من الإستفادة منها سواء على ارض الوقف او على الأراضي العامة. انها مشاريع انمائية تفسح المجال امام الناس وتساعدهم على البقاء في قراهم. ولا يجب ان ننسى ان الكنيسة وضعت كل الإمكانيات بين يدي الذين يودون استثمار الأوقاف وكثر هم من يستفيدون من هذا الموضوع." 

وقال غبطته:"  نشكر الرب على انه للكنيسة مؤسسات تقدم فرص عمل لكثيرين كالمدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز المتخصصة على انواعها. ونحيي كل المبادرات الخاصة التي يقوم بها الأشخاص ايضا. ولا يجب ان ننسى الى جانب دور الكنيسة ان الدولة تقدم فرص عمل ونحن نرجو الشباب للدخول اليها والتطوع في الجيش والدرك والقوى الأمنية هناك معاشات جيدة كذلك تقديمات وضمانات، لا احد يريد ان يكون مأسورا هذا امر لا يجوز. هناك مجالات كثيرة ونحن نشكر لابورا التي تساعد الشباب على الإنخراط في الدولة من خلال تحضيرهم للمباراة ولكن هناك معاناة مع شعبنا وشبابنا، انهم لا يودون الإنخراط في مؤسسات الدولة. الدولة للجميع. ادخلوا في هذه المؤسسات ايها الشبيبة وهي من المجالات المفتوحة بدل طلب تأشيرة الهجرة الى الخارج. علينا ان نعطي وطننا من قلبنا وليس لأنه يمر بمرحلة صعبة نقول انه ليس لنا. ابناء البلدان التي تودون الهجرة اليها دفعوا ابهظ الأثمان ليبنوا اوطانهم ومروا بظروف اصعب من التي مررنا ونمر بها نحن وانتم درستم التاريخ من الشيوعية والنازية وغيرها. نعم نعيش ضيقة ولكن ايضا هناك مجالات يمكننا ان نتواجد فيها." 

وعن إمكانية توحيد عيد الفصح أوضح غبطته :" ان سبب الخلاف في هذا الموضوع هو ان هناك العد الغريغوري والعد الهيولياني. وقبل انقسام الكنيسة كان العيد على العد الهيولياني. من ثم اعتبروا ان هذا العد بحاجة الى اصلاح فكان الإصلاح الغريغوري ولكن الكنيسة الأورثوذكسية لم تقبل بهذا القرار. سنة 64 زار البابا الطوباوي بولس السادس الاراضي المقدسة والتقى بطريرك القسطنطنية يومها وقال له نحن على قبر المسيح فلنتخذ قرارا بتوحيد العيد اجابه البطريرك انا لا يمكنني اتخاذ القرار لأن كل كنيسة ارثوذكسية هي مستقلة كليا عن باقي الكنائس والبالغ عددهم نحو 20 اي ان سلطة كل كنيسة مستقلة ولا وجود سلطة مركزية، لذلك سنعرض اقامة مجمع ارثوذكسي لبحث الأمر واتخاذ القرار.  ومن تاريخه حتى اليوم لا يزال الأمر على حاله." 

وأضاف غبطته:" كذلك دخل العنصر السياسي والديني لأن الكنائس الأورثوذكسية هي كنائس وطنية كالكنيسة الروسية والكنيسة الرومانية وغيرها، والمشكلة تكمن في انه ليس باستطاعتهم اتخاذ قرار فهم اضافة الى صفتهم الوطنية هم ايضاautocephale  اي لكل كنيسة  رأسها الخاص بها وليس كالكنائس الكاثوليكية تخضع لسلطة البابا." 

وتابع غبطته:"  في حزيران المقبل سينعقد مجمع،  والكل يعتقد انهم سيضعون على جدول اعماله موضوع توحيد العيد. وكان قد سبق للبابا بولس السادس ان اقترح ايضا بترك العدين واتخاذ الاحد الثالث من نيسان كتاريخ موحد. كذلك كانت مبادرة من بابا الإسكندرية تواضروس الذي اقترح الاحد الثاني او الثالث من نيسان وهي خطوة متقدمة اتخذها البابا تواضروس. وكان رد ايجابي من البابا فرنسيس معلنا ان الكنيسة الكاثوليكية تقبل بالأمر. لقد انعقدت الآمال على الإجتماع الذي سينعقد في حزيران المقبل عله يتضمن على جدول أعماله هذا البند، الا انه لم يوضع. 

وختم غبطته:" ولكن دعونا ننظر الى الجانب الإيجابي لهذا الأمر وهو التعرف الى طقوس بقية الكنائس فنفرح بعيدنا ونشارك اخوتنا اعيادهم وهكذا نتعرف الى طقوسهم وتقاليدهم حتى ولو عشنا مرة ثانية الذكرى. نحن نعيش في كل احد موت المسيح وقيامته. فلنحاول قبول الواقع واعطائه النعمة فالرب يسوع هو كلمة تحدثني في كل مراحل حياتي. نعم هي مشكلة ولكن عليي الإحاطة بها في ضوء الكلمة."