لبنان
17 تموز 2020, 12:30

الرّاعي في عيد القدّيسة مارينا: نتطلّع مع اللّبنانيّين لنعيش العرس النّهائيّ عندما يعيش لبنان فرح حياده

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد القدّيسة مارينا، ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قدّاس العيد في كنيسة القدّيسة مارينا في الوادي المقدّس، وعاونه المطرانان بولس صيّاح وجوزيف نفّاع وكاهن رعيّة قنّوبين الخوري حبيب صعب، بحضور السّفير الفرنسيّ في لبنان برونو فوشيه، الرّئيسة العامّة للرّاهبات الأنطونيّات الأمّ نزها الخوري، المدبّرة العامّة الأخت لينا خوند، ورئيسة دير سيّدة قنّوبين الجديدة الأخت جانيت فنيانوس، نائب رئيس اتّحاد بلديّات جزّين رئيس بلديّة لبعا فادي رومانوس، رئيس مكتب مخابرات الجيش في بشرّي الرّائد إيلي زكريّا، رئيس دير مار أنطونيوس جديدة زغرتا في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة ومعهد نورث ليبانون كولدج الأب الرّئيس الدّكتور لويس الفرخ، الأخت مارينا عيسى من جماعة رسالة حياة، سفير الإعلام العربيّ في لبنان الجديد الزّميل الصّحافيّ جوزاف محفوض، وراهبات دير قنّوبين ومختار البلدة طوني خطّار وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى عظة تحدّث فيها عن حياة القدّيسة مارينا وقال: ""العروس آت" المسيح يأتي كلّ يوم في حياة كلّ واحد منّا وفي حياة الجماعة. يأتي وهو العريس لكي يحيي معنا عرس الحقيقة والمحبّة والعدالة والأخوّة عرس الصّبر والألم والبناء والموت في كلّ حالات حياتنا، يأتي لكي نعيش هذا العرس المتنوّع. ونلتمس اليوم أن نعيش هذا العرس على مثال القدّيسة مارينا الّتي اجتمعنا لإحياء عيدها وهي الّتي عاشت هذا العرس كلّ حياتها عندما تيتّمت. بموت أمها عاشت عرس الدّخول إلى الدّير بزيّ راهب مع والدها فكانت مارينوس الّذي عاش عرس الرّاهب المثاليّ في صلاته وطاعته وحياته، عاشت عرس الرّسالة وعاشت عرس الاتّهام. عندما قالوا إنّ مارينوس تجنّى على أحد البنات والطّفل هو ابنها. وترون ذلك في الصّور حين طردوها من الدّير لتربّي ابنها عاشت عرس الصّبر بصمت على الظّلم، ولم يكتشفوا أنّها امرأة إلّا عند وفاتها. وعندها طلب رئيس الدّير والرّهبان منها المغفرة وهي ميته وتعيش إلى الأبد عرس الملكوت السّماويّ .

إخوتي نعم المسيح يأتي كلّ يوم ويساعدنا في كلّ حالة نحن فيها لكي نحيي معه عرس الحالة الّتي نعيشها أكنّا أفرادًا أو ضمن جماعات... نحن في لبنان مدعوّون اليوم لنعيش عرس كلّ الأزمات الّتي نحن فيها، أقول عرسًا لأنّنا إذا عشناها عرسًا مع المسيح الّذي تضامن مع البشريّة كلّها في أفراحها وآلامها وأحزانها حتّى الصّليب ولكن إلى مجد القيامة. ونحن يجب أن نعطي معنى لهذه الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، نتقبّل، نتضامن ونتكاتف لنبني وحدتنا ولكي نعيش بعضنا بقرب الآخر ونخفّف من آلام الموجوعين والمتألّمين، وإلى جانب الجياع والعطشى والمحرومين لنكون معهم وجه العناية الإلهيّة لأنّ الرّبّ يريدنا أن نعيش معهم هذا العرس .

هذه هي دعوتنا في هذه الأيّام وكلّنا نتطلّع مع اللّبنانيّين لنعيش العرس النّهائيّ عندما يعيش لبنان فرح حياده الّذي يرغبه كلّ اللّبنانيّين كمدخل لخلاصنا ونحن اليوم نصلّي لكي نعيش هذا العرس .

من القدّيسة مارينا نلتمس هذه النّعمة بأن نكون دومًا مؤهّبين ومصابيحنا مشتعلة مصابيحنا هي أملنا ورجاؤنا ومحبّتنا فنكون جاهزين مثل مارينا عندما يأتي المسيح."

وإختتم متوجّهًا باللّغة الفرنسيّة إلى السّفير شاكرًا له مشاركته في العيد والّتي تعبّر عن محبّة فرنسا للبنان ولهذا الوادي المقدّس، وحمّل البطريرك السّفير تحيّة شكر ومحبّة وتقدير لرئيس جمهوريّة فرنسا والمسؤولين فيها لوقوفهم الدّائم إلى جانب لبنان وشعبه.