لبنان
12 حزيران 2023, 08:45

الرّاعي في ختام رياضة الأساقفة الرّوحيّة وتبريك الميرون: لنصلّ معًا لكي يملأنا الرّوح القدس من مواهبه السّبع

تيلي لوميار/ نورسات
في ختام رياضة الأساقفة الرّوحيّة وتبريك الميرون، ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي القدّاس الإلهيّ في بكركي، يوم السّبت، ألقى خلاله عظة قائلاً:

"1. في ختام رياضتنا الرّوحيّة وقد انتزعنا من قلوبنا ونفوسنا بروح التّوبة كلّ خطيئة شوّهت قدسيّة أسقفيّتنا، نسأل المسيح الكاهن الأسمى وأسقف نفوسنا أن يؤهّلنا لنسكب على قدميه عطور حياتنا الجديدة وأعمالنا الصّالحة والتزامات رسالتنا الأسقفيّة.  

2. أودّ أن أشكر معكم عزيزنا حضرة المرشد الأب الياس الجمهوريّ على التّأمّلات الرّفيعة الّتي قدّمها لنا مأخوذة من كنوز السّعيد الذّكر البابا بندكتوس السّادس عشر الرّوحيّة واللّاهوتيّة. نتمنّى لعزيزنا الأب المرشد، إبن الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الجليلة فيض الخيور والنّعم من الله، لكي يواصل حياته ورسالته الكهنوتيّة المعطاءة والمتفانية على صورة المسيح "راعي الرّعاة العظيم" (ا بطرس 5: 2).

3. أفرغت المرأة قارورة الطّيّب على رأس يسوع. فكان لمبادرتها موقف وتفسير. أمّا الموقف فمن تلاميذ يسوع أنفسهم الّذين استاؤوا واعتبروا ذلك إسرافًا، إذ كان من الأفضل لو بيع بثلاثماية دينار ووُزّع على الفقراء، بل راحوا يوبّخون المرأة.

أمّا التّفسير فمن يسوع: وهو أنّ تلك المرأة قامت بعملٍ نبويّ. فإستبقت تطييب جسده لدفنه. وهذا لا يتنافى مع الفقراء الذين معهم في كلّ حين. ودعاهم ليسخوا هم على الفقراء كما سخت هي عليه.  

4. علّمتنا تلك المرأة أنّ كلّ شيء يرخص أمام محبّة المسيح وأمام معنى الحياة الّذي يعطيه. فلنفكّر على سبيل المثال بالقدّيس شربل الذّي تخلّى عن كلّ شيء حتّى عن رؤية وجه أمّه، وبالقدّيس فرنسيس الأسيزيّ الّذي لم يستبقِ شيئًا لنفسه من حطام الدّنيا وثروة أبيه.

أجل وضعتنا تلك المرأة أمام تحدّيات يوميّة إذا سلّطنا على حياتنا وأعمالنا وطريقة عيشنا أضواء هذا الحدث الإنجيليّ. فلنتساءل لعلّي أفضّل راحتي على القيام بواجبي الأسقفيّ؟ لعلّي أتهرّب من مساعدة فقراء تاركًا هذه المساعدة لغيري؟ لعلّي أستضيع وقت صلاة السّاعات والاحتفال بالقدّاس اليوميّ، هذا المصدر المغذّي حياتي الأسقفيّة، لأعمل شيئًا آخر هو تافه بالنّسبة إليهما؟ أجل، تضعنا تلك المرأة أمام تحدٍّ يوميّ يهزّ ضميرنا الأسقفيّ.

5. نحتفل اليوم بتبريك الميرون المقدّس بحضور جميع أساقفة سينودس كنيستنا للدّلالة على الشّركة الكنسيّة والرّوحيّة القائمة فيما بيننا بفعل الرّوح القدس الّذي بمسحته الأولى بعد المعموديّة جعلنا هياكله؛ وبمسحته الثّانية في الكهنوت أشركنا بكهنوت المسيح المثلّث الأبعاد: التّعليم والتّقديس والرّعاية؛ وبمسحته الثّالثة أقامنا الرّوح القدس أساقفة العهد الجديد، خلفاء للرّسل، مقلّدين سلطان المسيح راعي الرّعاة.

لقد نقلنا تبريك الميرون من يوم خميس الأسرار إلى التئام السّينودس لكي نعبّر عن الشّركة الرّوحيّة والكنسيّة الّتي تجمع بين البطريرك، الأب والرّأس، وأساقفة الكنيسة البطريركيّة. وهكذا يأخذ المطارنة من يد البطريرك الميرون إلى أبرشيّاتهم.

فلنصلِّ معًا لكي يملأنا الرّوح القدس من مواهبه السّبع الّتي تسند فينا الفضائل الإلهيّة: الحكمة والمعرفة والفهم للإيمان، المشورة والقوّة للرّجاء، التّقوى ومخافة الله للمحبّة، فيما نسير على خطى المسيح الرّاعي الصّالح. له المجد مع الآب والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".