الراعي في العشاء السنوي للجنة الاسقفية والكاثوليكي للاعلام: الرئيس القوي يكون قويا بشعبه
بداية النشيد الوطني، فتقديم للاعلامية ربيكا ابو ناضر، ثم كلمة مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم قال فيها: نلتقي اليوم ويغمرنا فرح العبور من الفراغ إلى الرئاسة، هوذا قصر بعبدا يفتح أبوابه أمام الرئيس العتيد ليكون رئيسا لكل اللبنانيين، ويزيل اليتم الذي دام سنتين ونصف السنة. فالعيون شاخصة إلى يوم الإثنين القادم بانتظار أن تعود اللعبة الديمقراطية إلى ملعبها الطبيعي، المجلس النيابي، فتنبض فيه الحياة من جديد من خلال الكتل النيابية التي من المفترض أن تكون أمينة على الوكالة التي ائتمنت عليها".
أضاف: "نأمل أن يترفع جميع المسؤولين عن مكتسباتهم المفترضة ويضعوا مصلحة لبنان العليا فوق كل المصالح ليعوضوا عما فاتنا من السنين العجاف، فالمواطن اللبناني لم يعد يحتمل قهرا وذلا وفسادا. لست في موقع يسمح لي أن أحدد مواصفات الرئيس القوي، فهذا الأمر متروك لرؤسائي، إنما من حقي كمواطن لبناني أن أطمح ليكون وطني مثل البلدان المتحضرة، ومن حقي أن أحصل على حقوقي دون منة من أحد. نريد رئيسا يحفظ كرامة لبنان، وكرامة اللبنانيين، من خلال وطن سيد حر مستقل. وبما اننا اليوم في حفل طابعه اعلامي، نناشد الرئيس العتيد أن يضع حدا لما يتعرض له العديد من زملائنا الإعلاميين من صرف تعسفي من مؤسساتهم، بسبب الضيقة المالية التي تمر بها هذه المؤسسات، فالمطلوب معالجة هذا الموضوع بشكل جدي وعلى نحو سريع، لأننا كلنا نؤمن ان الإعلام والصحافة والإعلاميين، يشكلون واجهة لبنان الحضاري في لبنان وإلى كل العالم".
وتابع: "أخيرا، ونحن على مقربة من يوم الإنتخاب لا يسعنا إلا أن نقول لغبطتكم لولاك سيدي، ولولا إصرارك ولولا صوتك المدوي ما كان ليكون، ما سيكون في هذا النهار، فلتبق لنا يا صاحب الغبطة، مع مجلس البطاركة، الصوت الصارخ في برية هذا الشرق وهذا العالم، لتبقى المسيحية عنوانا للحق والمحبة والسلام".
من جهته، قال رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بولس مطر: "نحن في السنة الخمسين لأيام اللجنة الكاثوليكية لوسائل الإعلام. وفي هذه السنة أراد البابا فرنسيس، أن يلفت أنظار الإعلاميين، إلى دورهم الأساسي في عملهم المميز. أولا، هم خدام الحقيقة، ينقلونها بموضوعية وشفافية. هم أيضا، حراس الحرية، حرية الكلمة في كل مكان وبخاصة في لبنان وطننا العزيز".
أضاف: "نشكر لكم مواقفكم وعملكم الدؤوب في سبيل الحرية، والحرية الإعلامية بصورة خاصة. ثم يضيف البابا قائلا: رسالتكم، أيها الإعلاميون، لا تقتصر على ذلك. عندكم رسالة بنيان المجتمع، بنيان السلام. أنتم بناة حضارة جديدة، حضارة المحبة وحضارة السلام. لا يكفي أن يكون الإعلامي موضوعيا، يجب أن يلتزم بخدمة الآخرين، يجب أن يلتزم بالحقيقة، أن يلتزم بالمصالحة. ويضيف البابا قائلا: في هذا العالم القاسي، اتركوا القساوة جانبا وضعوا مكانها محبة الله والرحمة. وإذا جمعتم بين الصحافة والرحمة، كانت لكم ثمار وفيرة جدا. فيا أيها الإعلاميون، الرحمة باب الخلاص لمجتمعنا لا في لبنان وحسب، بل في الشرق كله والعالم أجمع".
وتابع: "نحن في لبنان على عتبة عهد جديد، نحيي فخامة الرئيس الجديد من كل قلبنا، ونفرح به رئيسا لجميع اللبنانيين، وما جرى من توافقات حوله، كان أحسن طريق لوصول لبنان المستقبل، إلى مصالحة شاملة كاملة إن شاء الله. لبنان بحاجة إلى هذه المصالحة التي ترعون يا صاحب الغبطة منذ زمن، وتريدونها وتصلون من أجلها. كفانا تشرذما، لبنان بحاجة إلى أن يقف على رجليه وان يخدم منطقته، الخدمة التي وحده يستطيع أن يخدمها. في المنطقة رفض للآخر، لبنان يعلم قبول الآخر، شرط أن يكون مستتبا في أمنه وفي سياسته وسلامه. لذلك الحاجة ملحة، لأن ينجح هذا العهد، لننجح كلنا في خدمة لبنان وخدمة المنطقة بأسرها. نصلي هذا المساء، على نية الاعلاميين الذين استشهدوا في سوريا والعراق واليمن وقبلا في لبنان أهرقت دماؤهم من أجل الحرية، حرية الكلمة والقرار".
وختم: "من صميم القلب أشكر حضوركم جميعا وتشجيعكم. اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للاعلام، في خدمة الصحافة وفي خدمة المحبة، نحن وإياكم واحد، تعالوا نعمل معا من أجل لبنان والمصالحة فيه".
بعد ذلك، كرمت اللجنة كوكبة من الاعلاميين على "جهودهم وتفانيهم في العمل" بتقديم الدروع التكريمية بدءا من الاب فادي تابت مدير اذاعة "صوت المحبة"، المونسنيور عصام ابو خليل مؤسس اذاعة "صوت الانجيل"، رئيس مجلس ادارة مدير عام "تلفزيون لبنان" طلال مقدسي، المخرجة في تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" جوليات سلامة، رئيس تحرير موقع "النشرة" الالكترونية جوزف سمعان، الاعلامي عبدو حلو ومعد مقدم برنامج "سلم عالسما" على تلفزيون OTV، الاعلامي سمير يوسف معد ومقدم برنامج "عاطل عن الحرية" في تلفزيون MTV، التقني في "إذاعة لبنان" جورج ابو فياض.
كما كرمت اللجنة رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة جورج افرام.
بدوره، دعا الراعي الاعلاميين الى ان يكونوا "السند الاساس للرئيس العتيد، وقال: "الرئيس القوي يكون قويا بشعبه، ويكون قويا عندما نسانده، وعندما نعيش جميعا محافظتنا على وطننا. الرئيس القوي يكون عند التزام شعبه بالنهوض وانهاض الوطن. الرئيس القوي يكون قويا فينا وبكل واحد منا".
وهنأ اللبنانيين بالرئيس الجديد، وقال: "الفرحة تعتلي الوجوه فالاثنين سيكون لنا رئيس بعد سنتين ونصف سنة".