لبنان
29 كانون الثاني 2017, 13:30

الراعي في العشاء الخيري لكاريتاس: لدعمها والإقرار بجميلها

أقامت رابطة كاريتاس لبنان عشاءها الخيري السنوي الذي يعود ريعه للاطفال، في قاعة السفراء في كازينو لبنان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بطريرك طائفة السريان الكاثوليك اغنياطوس الثالث يونان، المطران جورج اسادوريان ممثلا بطريرك طائفة الارمن الكاثوليك فرنسيس بادروس التاسع عشر، المطران ادوار ضاهر ممثلا بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريس الثالث لحام، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، السفير البابوي غابريال كاتشا، النائبين حكمت ديب وغسان مخيبر، رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام وممثلي قادة أجهزة أمنية ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والآباء والرهبان والكهنة وممثلي هيئات مجتمع مدني وفاعليات.

بداية النشيد الوطني ونشيد كاريتاس، ثم كلمة للاعلامي يزبك وهبي فكلمة لرئيس رابطة كاريتاس الاب بول كرم قال فيها: "إن أروع ما أعطاه الله للانسان، هو إشراكه في عملية الخلق، إذ من خلال العائلة المكونة من أب وام وأولاد، يكبر ويتطور الإنسان، ينمو ويزدهر المجتمع. إن إنجاح تلك المسيرة يتطلب وفاء في تحمل المسؤولية. فلا أعذار ولا هروب إلى الأمام، بل مثابرة وإندفاع دون كلل، والسهر على التربية بدءا من الأسرة والمدرسة معا".

أضاف: "أمانة ووفاء لمعلمها الفادي، أخذت الكنيسة على عاتقها لعب هذا الدور من خلال مؤسساتها الإنسانية. فلا تهميش أو إقصاء أو تمييز، لأن الخدمة في المجتمع تتجلى في رؤية وجه الله في كل إنسان مجروح بكرامته أو بشخصه ككائن بشري، فنحن خلقنا على صورة الله ومثاله. قد تتفاجأ الأسرة أحيانا بأن الأولاد الذين تنتظرهم بشغف القلب وفارغ الصبر غير سليمين نفسيا أو عقليا أو جسديا، فتنقلب فرحة الولادة إلى حزن ويظهر الألم والشعور بالذنب، والجفاء. فأمام الحاجة الملحة للاهتمام بأطفالنا ذوي الإحتياجات الخاصة، على الصعد النفسية والعقلية والجسدية، وضعت رابطة كاريتاس لبنان نفسها بتصرف أولاد اليوم وبناة حضارة الغد، ليتابعوا علمهم واندماجهم مع أخصائيين، فيعودوا إلى الإنخراط في المجتمع متساوين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز. لذا أنشأت كاريتاس لبنان منذ سنوات مراكز إنسانية في فغال (قضاء جبيل) وزحلة والقنيطرة (بيت شباب)، وتبدأ اليوم العمل منذ أشهر في الشواليق - لبعا (قضاء جزين)، وإن شاء الله قريبا في بحرصاف. هذه المراكز تعنى كلها بأولادنا الطيبين، نحبهم ونرعاهم ونسهر لتأمين حاجاتهم الملحة ولتربيتهم ومساندتهم، فيتغلبوا على ضعفهم النفسي والعقلي والجسدي، ويتخطوا صعوباتهم التعلمية، ويعودوا إلى بيتهم وأهلهم ومجتمعهم متعافين أصحاء فخورين وواثقين من أنفسهم".

وتابع: "في ظل الأزمات المتتالية على بلدنا الصغير بحجمه والكبير برسالته، لبيتم دعوتنا لهذا اللقاء العائلي على عشاء خيري يهدف إلى تحفيز الطاقات المحلية اللبنانية، لأننا جميعنا لدينا الإرادة الطيبة في ترسيخ ثقافة التضامن معنويا وماديا، ومعكم تتمكن كاريتاس جهاز الكنيسة الكاثوليكية للعمل الإجتماعي، من مواصلة تأمين حاجات أساسية وضرورية لأولادنا، الذين يفخرون بمساندتكم لهم. فالوضع الإقتصادي الذي يجعل العديد من عائلاتنا ترزح تحت خط الفقر، يتطلب منا تحويل النظر إلى هذا الداخل اللبناني، الذي ما زال قادرا على زرع البسمة والفرحة في قلوب الكثيرين الذين أصبحوا عاجزين عن تحقيق أبسط متطلبات العيش اليومي. والله الذي يرى في الخفية يكافىء ويعوض أضعاف أضعاف على ما ستعطيه الأيادي البيضاء من سخاء وكرم القلب أمثالكم".

وقال: "معكم يا أحباءنا وأصدقاءنا الأوفياء، ومع العهد الرئاسي الجديد والواعد، والممثل بيننا بدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة ومع حكومة إعادة الثقة الحاضرة معنا بوزراء أوفياء نحترمهم ونجل عنفوانهم، نأمل ونتطلع إلى بلوغ العدالة الإجتماعية، فتتمكن كاريتاس بالتعاون مع مختلف الوزارات من تحقيق أهداف أساسية لأولادنا وعيالنا ولا سيما المعنية منها، من تقديم يد العون ووضع لمسة الكنيسة الحنونة على المهمشين، عنيت تلك التي تهتم بالشأن الإجتماعي والصحة والعدل والمال والتربية، وغيرها من الوزارات ومؤسسات الدولة الكريمة، آملين أن تبقى كاريتاس المحبة عنوانا جليا لخدمة الإنسان كل الإنسان. فمعا ويدا بيد، ومع طاقاتنا المتعددة والمتنوعة، نبني وطن الرسالة لبنان ويترسخ مجتمعنا العريق بكل مقوماته في أرض وشعب أبي شامخ كأرزه الصلب".

أضاف: "شكر من القلب لكم يا صاحب الغبطة والنيافة بطريرك الشركة والمحبة، فدعمكم لعملنا مقدر ومثمن، وثقتكم مع آباء المجمع لشخصي الضعيف تزيدني عزما واندفاعا لخدمة الأضعف. شكر مفعم بالامتنان لأصحاب الغبطة في مجلس الرئاسة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. شكر للسادة الأساقفة وخصوصا المطران المشرف ميشال عون، وأصحاب السيادة والمعالي والرؤساء والرئيسات العامات والآباء الأجلاء والراهبات الفاضلات. شكر لرؤساء البلديات والمخاتير وسيدات المجتمع ورجال الأعمال وكل المتبرعين الأسخياء الحاضرين والغائبين الذين يؤمنون بدور ورسالة كاريتاس. شكر كبير للأقاليم في كاريتاس التي لبت نداءنا واجتهدت مع هيئات مكاتبها فجندت طاقاتها وعلاقاتها لإنجاح هذا اللقاءالجميل".

وختم كرم: "مئة ألف شكر في الختام أتوجه بها لفريق عمل كاريتاس الرائع، من أعضاء مكتب ومجلس ومستخدمين وأجراء ومتطوعين وأصدقاء بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء الشأن العام في سبيل خدمة المحتاجين والأكثر ضعفا. عساي ألا أنسى أحدا، وإذا تاه ذهني عن أحد، فالله يرى بمنظاره الخفي ويكافىء ويعوض. في الختام جل من لا يخطىء، إن حصل شيء من هذا القبيل، فاعذرونا وسامحوا هفواتنا وبراءتنا. بارككم الرب القدير وحفظكم مع عيالكم ومحبيكم ذخرا غنيا لكاريتاس وللبنان".

صفير
بدوره ألقى رئيس مجلس ادارة المدير العام لبنك بيروت سليم صفير كلمة قال فيها:
"يسعدني ان اكون معكم في هذه الامسية بصفتي الشخصية وبصفتي رئيس مجلس ادارة مدير عام بنك بيروت الذي يرعى بكل فخر هذا الاحتفال. كاريتاس بما تقوم به من اعمال انسانية واجتماعية من مساعدة الاشخاص والجماعات ومساندة النشاطات الخيرية والاجتماعية والانمائية، انما تصب في اطار المساعدات التي تساهم في حماية الانسان اولا وتحصين المجتمع من خلال تنمية المناطق ثانيا. كاريتاس من خلال عملها في حقول التعليم والتربية والصحة تحقق التضامن الاجتماعي وتساهم بالترقية البشرية والتنمية بالعمل التطوعي والجماعي وفقا لتعاليم الكنيسة ولروح كاريتاس العالمية".

أضاف: "في هذاالاطار، ان بنك بيروت ليس ببعيد عن هذا الايمان والتوجه وهو المبادر الاوحد على الاطلاق إلى فتح فروع مصرفية عديدة في مناطق متعددة تعتبر احيانا ريفية، كل هذا بسبب الايمان الراسخ لدينا بواجب انماء مناطقنا كافة واعطاء ابنائها الامكانيت لخلق فرص عمل ومقومات حياة لائقة لترسيخ شبابنا في ارضنا. فهنا تلتقي اهداف بنك بيروت باهداف كاريتاس الاجتماعية والانسانية، وقد شهدنا معا خلال سنين تعاونناالمشترك على اطلاق مبادرات عديدة منها القروض التي شهدت زواجا كبيرا بحيث بلغ عدد المستفيدين منها حوالي 3000. كما اننا اطلقنا منذ سنتين البطاقة الائتمانية المشتركة كاريتاس -بنك بيروت مع مردود لصالح كاريتاس وقد اصبح اليوم عدد حاملي هذه البطاقة يتجاوز الاربعة آلاف".

وختم: "بالانماء، بحماية الانسان، بخلق فرص عمل، نعم هكذا يحصن المجتمع وهكذا تبنى الاوطان. فكرة المسؤولية الاجتماعية ال CSR، بدأت مع كاريتاس والكنيسة التي ترتكز بعملها على العطاء والايثار. الكنيسة ألهمت الشركات والبنوك ان تحذو حذوها وتقوم طوعا بالمساعدة الاجتماعية، التي اصبحت بغنى عن التعريف يتسابق الجميع عليها".

وثائقي
وكان عرض فيلم وثائقي عن تاريخ تأسيس رابطة كاريتاس لبنان ونشاطاتها واتحاداتها وبرامجها المستقبلية لتطوير تأدية الخدمات الانسانية والاجتماعية التي تعنى بالمعوزين والمرضى والفقراء وبخاصة الاطفال.

الراعي
وفي الختام ألقى الراعي كلمة استهلها بقوله: "يشرفني ان ألقي الكلمة باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان ونوجه كلمة تحية الى كاريتاس لبنان، الجهاز الذي اسسه المجلس ليكون جهاز الكنيسة الاجتماعية في كل الشؤون الطارئة او الحاجات الخاصة للاطفال والمسنين حتى تتمكن الكنيسة من ان تواصل خدمة المحبة الى جانب مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية حتى تكون كاريتاس لبنان على الارض تلملم ما لا تستطيع مؤسسات الكنيسة القيام به".

أضاف: "منذ خمسة واربعين سنة وكاريتاس لبنان تعيش هذه المحبة واليوم تجمعنا مائدة المحبة، نشارك جميعا بالمحبة، الكل من موقعه، ونحيي المؤتمن على محبة لبنان وكل اللبنانيين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمشاركين معنا في هذه الامسية".

وتابع: "جميعنا مدعوون إلى خدمة المحبة من اجل دعم رابطة كاريتاس، وبيننا الرئيس الأول للرابطة الذي رافقها منذ خسمة واربعين عاما المطران سمير مظلوم والمطران بولس مطر، وهما من الرعيل الاول والرؤساء الذين رسخوها على اسس متينة مع المسؤولين والمكاتب والاقاليم، وانتشرت كاريتاس وتوسعت على كل الاراضي، وتطال برامجها معظم حاجات المجتمع وهي بحاجة الى دعمنا الدائم المادي والمعنوي والروحي بنوع خاص لان كاريتاس بحاجة الى محبة وثقة الناس بها والاقرار بجميلها ومد يد العون للمساعدة".

وقال: "نشكر جميع الذين منذ خمسة واربعين سنة ضحوا واعطوا كاريتاس من كل قلبهم، منهم من اعطى فلس الارملة ومنهم من اعطى اكثر وبذلك خدموا المحبة. لا يمكننا ان نحصي الخير الكبير، واتوجه بتحية كبيرة لقداسة البابا فرنسيس المتمثل بيننا بالسفير البابوي غابريال كاتشا، ونحن بواسطتكم نعبر عن محبتنا الكبيرة لقداسته الذي يدافع عن الفقراء في كل مناسبة وفي عظاته، إذ من دون المحبة يستحيل العطاء والعيش بين الشعوب". 


وختم الراعي مستشهدا بفصل من انجيل القديس متى: "في مساء الحياة سنحاسب على المحبة لان المحبة تنبع من قلب الله وهي من صميم انجيل يسوع المسيح الذي يترجم بكلمة واحدة هي المحبة، ولقاءنا الليلة لقاء المحبة ونخرج من هذه الامسية ومعنا هذه القضية مع الكنيسة، مع كاريتاس لبنان ونشكر الرب على ثقافة وحضارة المحبة المتجسدة".