الرّاعي في افتتاح أنشطة حديقة البطاركة: حفظ التّراث من حفظ المستقبل
وترأّس احتفالًا نظّمته رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة دير مار اسطفان للرّاهبات الأنطونيّات في موقع الحديقة، بحضور المطرانين الياس نصّار وجوزف نفّاع، النّائب جورج عطاالله، الرّئيسة العامّة للرّاهبات الأنطونيّات الأخت نزهة خوري، إيلي مخلوف، رئيس اتّحاد بلديّات قضاء بشرّي، قنصل لبنان في مقاطعة نوفاسكوشيا الكنديّة المهندس وديع فارس، الأستاذ حنّا طوق، ممثّلًا النائب وليام طوق، رئيس رابطة قنّوبين نوفل الشّدراوي، المنسّق العامّ بين المؤسّسات البطريركيّة، المهندس أنطوان أزعور، الخوري خليل عرب، رئيس الدّيوان في كرسيّ الدّيمان، الياس ملحم، رئيس جمعيّة وادي قنّوبين في أستراليا، ومستشار الجمعيّة ريمون بشارة، الياس أنطونيوس، النّائب الأوّل لحاكم المنطقة اللّيونزيّة 351، الوكيل البطريركيّ في الدّيمان الخوري طوني الآغا، رئيسة دير مار اسطفان الأخت لينا الخوند، المهندس مطانيوس بولس، وحشد من الكهنة والرّهبان والرّاهبات وأعضاء رابطة قنّوبين والأصدقاء.
قام البطريرك الرّاعي بتبريك ثلاث منحوتات صخريّة، وتلا صلاة التّبريك، ثمّ أزاح السّتائر عنها، وقد رفعت في ساحة دير مار اسطفان ضمن مشروع تجميل ممرّات وساحات حديقة البطاركة. وهي منحوتة سيّدة لورد برمزيّة شفاعة السّيّدة العذراء للبطاركة الموارنة ولمقرّاتهم البطريركيّة، تقدمة المحامي طوني جان السّيّد، أمين شؤون الانتشار لرابطة قنّوبين في دولة الإمارات العربيّة، بحضور والده عضو غرفة الصّناعة والتّجارة في الشّمال، جان السّيّد. المنحوتة الثّانية هي منحوتة بطاركة إهدن "بطاركة القداسة والسّلام"، تمثّل أيدي البطاركة الإهدنيّين مرتفعة من جذع زيتون معتّق حاملة رسالة السّلام والمحبّة، ومجتمعة حول عصا البطريرك، رمز الرّعاية والقداسة والأبوّة، هي تقدمة جوزف وسوزي الحلبي الإهدنيّين. أمّا المنحوتة الثّالثة فهي منحوتة "بطريرك الحياة في قنّوبين"، تمثّل ید البطريرك الرّاعي تحتضن وادي قنّوبين، وترفعها إلى الحياة. وهي تحيّة وفاء للبطريرك وولاء لموقعه ولموقفه الدّاعم إعادة الحياة الرّوحيّة والرّاعويّة والاجتماعيّة في وادي قنّوبين، وهي تقدمة القنصل وديع فارس. ونفّذ المنحوتات المذكورة النّحّات نصري طوق.
بعد ذلك تفقّد البطريرك الرّاعي دير مار اسطفان للرّاهبات الأنطونيّات وجال في أرجائه بعد إنجازه وفرشه وإقامة الرّاهبات فيه. وألقت الرّئيسة العامّة الأخت نزهة خوري كلمة رحّبت فيها بالبطريرك وبسائر الحضور، وتناولت رسالة الرّاهبات الأنطونيّات في حديقة البطاركة، الرّوحيّة والثّقافيّة والاجتماعيّة. ثمّ كانت صلاة تلاها البطريرك الرّاعي على نيّة جميع المساهمين وداعمي بناء الدّير، الّذي أنجزه السّيّد جو خوري وعقيلته القاضية تراز مقوم، بعناية واهتمام رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث.
وفي واحة عصام فارس للتّنمية والتّراث حيث استراحة "هوى قنّوبين" كانت سهرة افتتحها أمين النّشر والإعلام في رابطة قنّوبين الزّميل جورج عرب بكلمة تناول فيها موقف البطريرك الرّاعي المشجّع لتعزيز الحياة الرّوحيّة والاجتماعيّة والرّاعويّة في وادي قنّوبين، فأطلق عليه لقب "بطريرك الحياة في قنّوبين". وقدّم رئيس جمعيّة الوادي في أستراليا الياس ملحم باسم أبناء الوادي هديّةً تذكاريّة للبطريرك الرّاعي عربون محبّة لشخصه وولاء لمقامه. تبع ذلك محطّة زجليّة فولكلوريّة، أدّت خلالها جوقة العمر برئاسة الشّاعر شربل كاملة أشعارًا من ألوان الزّجل اللّبنانيّ تمحورت حول تراث الوادي المقدّس.
وختامًا ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "إفتتحنا في هذه الأمسية الأنشطة الصّيفيّة لحديقة البطاركة، الّتي تنظّمها رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة الرّاهبات الأنطونيّات. ومحطّة اللّيلة واحدة من ثلاث محطّات أساسيّة تقام، على هامشها، نشاطات متعدّدة أخرى، متّصلة بالخدمة الرّوحيّة والثّقافيّة والرّاعويّة الاجتماعيّة المرجوّة من هذا الموقع. لقد أزحنا السّتائر عن ثلاث منحوتات هي منحوتة "بطريرك الحياة في قنّوبين" ومنحوتة "بطاركة إهدن رعاة القداسة والسّلام"، ومجسّم سيّدة لورد، الّتي تعكس شفاعة العذراء مريم للبطاركة الموارنة ولمقرّاتهم البطريركيّة. لقد نفّذ هذه المنحوتات النّحّات نصري طوق بلمساته الفنّيّة، وهي تقدمة سعادة القنصل المهندس د. وديع فارس، والمحامي طوني جان السّيّد وجوزف وسوزي الحلبيّ الإهدنيّين. شكرًا لكلّ التّقديمات والمساهمات المعنويّة والمادّيّة، والله يجازي أصحابها صحّة وخيرًا وسعادة.
إنّ إقامة هذه المنحوتات تندرج في إطار مشروع تجميل مساحات وممرّات حديقة البطاركة، الّذي وضعته رابطة قنّوبين برئاسة الشّيخ نوفل الشّدراوي، وبتخطيط ومتابعة حثيثة من عزيزنا جورج عرب، ويتمّ تحقيق هذا المشروع بالتّعاون والتّنسيق مع جماعة الرّاهبات الأنطونيّات في دير مار اسطفان هنا، الّذي بات عاملًا برئاسة الأخت لينا الخوند وبحضور الرّاهبات وخدمتهنّ المقدّرة والمشكورة. وقد تفقّدنا الدّير واطّلعنا على أرجائه، وصلّينا على نيّة رسالة الرّاهبات وموقع حديقة البطاركة، وعلى نيّة جميع المساهمين والدّاعمين في إنجاز مبنى الدّير، وتعزيز رسالة الرّاهبات، وفي لقائنا أيضًا محطّة تراثيّة زجليّة تحييها جوقة العمر برئاسة الشّاعر شربل كاملة، شكرًا لابداع شعرائها، الّذي ينتقل بنا الى مناخات الشّعر والمشاعر الإنسانيّة لتعميم قيم الحبّ والخير والجمال، هذه القيم الّتي تخلّص العالم. وقد باتت محطّة سنويّة تجمعنا بهذه الوجوه الطّيّبة من المقيمين والمنتشرين.
شكرًا لكلّ هذه الجهود، ونسأل الله أن يمدّنا جميعًا بالقدرة لمتابعة العناية بتراثنا الرّوحيّ والوطنيّ، ووضعه في خدمة المستقبل. وكلّ احتفال وأنتم بخير."