لبنان
11 شباط 2020, 06:00

الرّاعي: شهداء الجيش صرخة ضمير بوجه المسؤولين ودعوة للوفاء للبنان

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الصّلاة مساء الإثنين، من كنيسة القدّيس مارون في روما، على نيّة شهداء الجيش الّذين سقطوا الأحد في منطقة الهرمل. وقال:

"فيما كان الشّعب اللّبنانيّ في لبنان والعالم يحتفل بعيد القدّيس مارون، تشوّهت أجواء العيد باستشهاد ثلاثة عناصر من الجيش اللّبنانيّ العزيز خلال عمليّة مطاردة لسيّارة مسروقة في منطقة الهرمل وأثناء ممارسة واجبهم الأمنيّ والعسكريّ. إنّنا نصلّي معكم اليوم لراحة نفوسهم، ونتقدّم بأحرّ التّعازي من قيادة الجيش وعائلاتهم وأهلهم وكلّ اللّبنانيّين. نعزّي عائلة الرّقيب أوّل علي اسماعيل وخاصّة زوجته وولديه، ووعائلة الرّقيب أوّل أحمد حيدر أحمد وزوجته وولديه، وأهل الجنديّ حسن عزّ الدّين، ونسأل لهم الصّبر والعزاء الإلهيّ. إنّهم حتمًا، وعلى الرّغم من مصابهم الأليم، على قناعة بأنّ استشهاد أبنائهم هو فداء للجيش اللّبنانيّ وللبنان، وهذا الحادث الأليم هو صرخة ضمير بوجه المسؤولين وكلّ اللّبنانيّين، بأنّ كلّ الدّماء البريئة الّتي تسقط لها ثمن يقتضي منّا العيش بوفاء لهذا الوطن وإبعاد كلّ الخلافات السّياسيّة والشّخصيّة والاتّحاد من أجل خير لبنان. وإنّنا معكم نتمنّى الشّفاء العاجل لكلّ الجرحى الّذين سقطوا في هذا الحادث الأليم. ونعود لنؤكّد أنّ الدّولة لا يمكنها النّهوض والعيش إلّا بتكاتف مؤسّساتها الدّستوريّة من رئاسة الجمهوريّة إلى مجلس النّوّاب إلى الحكومة، وكلّ ما يتفرّع عنها، ودعم هذه المؤسّسات من قبل المواطنين، كما بدعم ومساندة الجيش والقوى الأمنيّة لبسط سلطتها على كافّة الأراضي اللّبنانيّة وضبط التّفلّت الأمنيّ وانتشار السّلاح العشوائيّ وملاحقة كلّ المجرمين والمخالفين والخارجين عن القانون.

صحيح أنّ الدّستور اللّبنانيّ يقول في مقدّمته أنّ الشّعب هو مصدر السّلطات، ولكن لهذه الجملة تتمّة، وهي أنّ الشّعب يمارس السّلطة بواسطة المؤسّسات الدّستوريّة، وهنا يجب أن ندرك ونتعلّم كيفيّة المحاسبة من خلال المؤسّسات الدّستوريّة وفي صناديق الاقتراع عندما يحين موعد الانتخابات. ونصلّي أيضًا على نيّة المسؤولين في وطننا كي يتحمّلوا مسؤوليّتهم في بناء دولة القانون والعدالة حيث يعيش المواطنون في بحبوحة وكرامة، وهذا أقلّ ما يمكن تقديمه للشّعب اللّبنانيّ".