لبنان
09 كانون الأول 2025, 06:00

الرّاعي زار بعبدا، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الإثنين، رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون في القصر الجمهوريّ في بعبدا، ووجّه له دعوة للحضور والمشاركة في قدّاس عيد الميلاد في الصّرح البطريركيّ في بكركي، كما تمّ البحث في الزّيارة الرّسوليّة الّتي قام بها البابا لاون الرّابع عشر إلى لبنان.

تحدّث البطريرك الرّاعي بعد اللّقاء وقال: "لقد تشرّفت بزيارة فخامة رئيس الجمهوريّة. الغاية الأولى من الزّيارة كانت دعوته للمشاركة في قدّاس الميلاد، والثّانية تهنئته بزيارة قداسة البابا ونتائجها الجيّدة والملموسة وبتعيين السّفير سيمون كرم بمهمّته.وتحدّثنا عن أمور كثيرة تتعلّق بحياة لبنان وهنّأناه على كلّ ما يحصل وحصل بعد زيارة البابا وهذا بفضل العناية الإلهيّة."

وأعلن الرّاعي: "أحبّ أن أقول للرّأي العامّ الّذي، وللأسف باله مشغول على الهوّة بين بكركي ورئيس الجمهوريّة، لقد أتيت لأطمئنه وأقول له إنّه لا وجود لأيّ شيء من هذا القبيل. لهذا السّبب من المعيب إطلاق أخبار على هذه الشّاكلة فهذا أمر مشين بحقّ رئيس الجمهوريّة وبحقّ البطريرك لأنّه من غير الممكن أبدًا أن يكون هناك هوّة بين رئيس الجمهوريّة والبطريرك، وإذا حصل هذا الأمر، فنحن نتحدّث عنه فيما بيننا، أمّا تناوله والتّعليق عليه في الصّحف فإنّما هو إهانة لفخامة رئيس الجمهوريّة الّذي هو فوق الجميع، فوق البطريرك لأنّه رئيس الجمهوريّة، لذلك لا مجال للقول إنّ هناك هوّة."

وتابع:"لقد أحببت أن أقول كلّ هذا من خلالكم للرّأي العامّ. وهذه هي غاية الزّيارة اليوم الّتي كما رأيتم شرّفني في خلالها فخامة الرّئيس بالصّورة أمام المغارة. فهنّأناه بالعيد ونهنّئ جميع اللّبنانيّين. نحن نفرح اليوم بفجر السّلام الّذي وضع رحاله في لبنان بعد زيارة قداسة البابا."

وعن متابعة زيارة البابا على المستويين الرّوحيّ والسّياسيّ في لبنان، والمفاوضات وتعيين السّفير كرم أجاب: "من الطّبيعيّ أنّنا ككنيسة سنأخذ جميع خطابات البابا ونضعها كبرنامج راعويّ لكي نحقّقها ونعيشها. لقد بدأنا هذا الأمر من خلال قراءتها ووضع خطّة عمل. أمّا المفاوضات فنشكرالله ونقول إنّه من الجيّد أن تتمّ. أقلّه إنّ المفاوضات هي أفضل من التّهديدات بالحرب ولاسيّما مع تعيين السّفير سيمون كرم الّذي تحظى شخصيّته بثقة دوليّة. وهذه كلّها من نتائج زيارة قداسة البابا. نحن في زمن السّلام وعلينا أن نعيشه وهذه فرحة للّبنانيّين. كفى حربًا ونزاعات وصدامات لقد ولّت وولى عهدها. اليوم هو عهد الجلوس معًا والتّفاوض معًا والحمدالله فإنّ هذا التّفاوض مدعوم دوليًّا."

وعن تفاوض إسرائيل تحت النّار واصرارها على التّطبيع أكّد الرّاعي: "لا أعلم إلى أيّ مدى لا زالت إسرائيل تهدّد بالحرب في الوقت الّذي بات فيه الأميركيّون يمونون عليها بعدما كانوا يقولون "إنّنا لا نمون عليها" وقبولهم بالمفاوضات هو علامة جيّدة. ولا ننسى أيضًا أنّ الجيش اللّبنانيّ يقوم بعمله ويأخذ المواقع في جنوب اللّيطانيّ كما يجب، وهذا تدركه إسرائيل كذلك أميركا. أنا لا أخاف من أن تقع الحرب. اليوم اللّغة هي لغة التّفاوض والدّبلوماسيّة والسّياسة وليست لغة الحرب. ما من أحد يريد الحرب. لاسيّما أنّ الجيش اللّبنانيّ يقوم بمهمّته."

وعن طمأنة اللّبنانيّين وأهالي الجنوب تحديدًا بالاحتفال بالأعياد من دون ضربات إسرائيليّة والانزلاق إلى حرب، لفت البطريرك الرّاعي: "أنا لا أعتقد أنّ هناك حربًا جديدة اليوم. الآن توجد المفاوضات الّتي تعلو على الحرب وهي أهمّ منها لاسيّما أنّ إسرائيل قبلت بهذه المفاوضات. ولو أنّها لم تقبل بها لكنّا اليوم لا نزال تحت علامات الاستفهام. ولكنّها قبلت وباشرت بالمفاوضات وهذه علامة جيّدة. أمّا نحن فنقول من جهتنا إنّ السّفير سيمون كرم هو شخصيّة ممتازة لهذه المفاوضات وطبعًا هم عيّنوا من جانبهم شخصًا بمستوى المفاوضات وهذه أمور جيّدة تحتاج إلى الهدوء والانتظار لا شيء يتمّ وفق "كوني فكانت" وإنّما هذا هو الجوّ. جوّ مفاوضات وسلام وليس جو حرب. هذا هو الأهمّ."

وعن موقف حزب الله الرّافض للمفاوضات ولفكرة تعيين السّفير كرم قال: "نسأل الله أن يستوعب الجميع هذا الأمر وأن يؤخذ بعين الإعتبار أنّ هذه المفاوضات هي أوّليّة ولا تعني أنّنا ذاهبون لعقد اتّفاقيّات مع إسرائيل. وهذا يعني أنّهم لن يكونوا محيدين، فلا أحد يمكنه وضع أيّ أحد جانبًا. هم يقولون لا نريد هذا الأمر تحت النّار والتّسليم لإسرائيل بكلّ ما تريده، وهذا الأمر غير وارد. فالمفاوضات أوّليّة وسيكون لهم دورهم والرّئيس سيستمع إليهم وبنظري لا مكان للخوف لأنّ أحدًا لم يضعهم جانبًا ولن يتمّ وضعهم جانبًا ومن حقّهم التّعبير عن رأيهم ومن حقّ رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة والرّئيس برّي أيضًا التّأكّد من هذا الأمر وإطلاعهم على ما سيحدث، وأعتقد أنّ جوّ السّلام هو المفضّل وهم سيرتاحون لهذا الجوّ."