لبنان
03 تموز 2023, 07:50

الرّاعي زار السّبت القبيّات قبيل افتتاح اللّقاء الرّابع للشّبيبة، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
قبيل افتتاحه اللّقاء الرّابع للشّبيبة قام البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي صباح السّبت الأوّل من تموز 2023 بزيارة راعويّة إلى القبيّات- عكّار يرافقه النّائب البطريركيّ العامّ المطران حنّا علوان وعدد من كهنة الدّائرة البطريركيّة وقد استهلّها من كنيسة سيّدة الغسّالة حيث كان في استقباله راعي الأبرشيّة المطران يوسف سويف، والمطران إدوار ضاهر راعي الأبرشيّة للرّوم الكاثوليك، والنّائب جيمي جبّور، والنّائب السّابق هادي حبيش ورئيس المجلس البلديّ عبدو عبدو وممثّل مفتي عكّار الشّيخ زيد زكريّا إضافة الى لفيف من الكهنة والرّاهبات وحشد من فعاليّات وأبناء القبيّات والمنطقة. عند الوصول كانت كلمة للمطران يوسف سويف رحّب فيها بزيارة "الأب إلى أبنائه" كما رحّب بالشّخصيّات الدّينيّة والرّسميّة وبأهالي المنطقة.

كما شكر الرّاعي على زيارته للأبرشيّة، وخاصّة منطقة عكّار العزيزة على قلبه، وأضاف أنّ من أسباب الزّيارة هو مكتب راعويّة الشّبيبة الّذي يحيي في كلّ المناطق أيّامًا تحضّر لليوم العالميّ للشّبيبة والّذي سيتمّ في شهر آب المقبل ويترأّسه قداسة البابا الّذي أعلن شعار هذه السّنة وهو "قامت مريم ومضت مسرعة". وتابع المطران سويف: "عندما سمع صاحب الغبطة أنّ اللّقاء سيكون في عكّار قال لهم إنّه سينهض ويذهب مسرعًا إلى عكّار، فألف شكر لك يا صاحب الغبطة". ولفت سيادته إلى أنّه بعد كلمات التّرحيب وبعد المحطّة الأولى سيُمضي غبطته وقتًا مع الشّبيبة الّتي أتت من كلّ الرّعايا، وجمال هذا اللّقاء أنّ الأب يلتقي مع أبنائه، وأضاف أنّ غبطته سيطرح موضوع بخطوط وعناوين أساسيّة، ولكنّه بشكل أساسيّ سيستمع إلى الشّبيبة، مكرّرًا الشّكر لغبطته على حضوره المليء بالإصغاء للشّبيبة ولوجعها ومشاكلها وضياعها، هذا الضّياع الّذي دائمًا ما يتحدّث عنه صاحب الغبطة، لأنّه يكفي خسارة لشبيبتنا أمام كلّ هذا الضّيق والأزمات الّتي يعيشها لبنان، ونصلّي كي يُنير الله عقول وقلوب المسؤولين. وشدّد المطران سويف على محبّة غبطته للبنان الرّسالة والمحايد عن الصّراعات، والمليء بالطّاقات والكفاءات كي يكون بالفعل مميّزًا، مؤكّدًا أنّ عكّار على الرّغم من الحرمان الّذي تعاني منه مليئة بالمبادرات الفرديّة ومبادرات من جمعيّات ومؤسّسات. وإختتم قائلاً إنّه ينتظر مع الشّبيبة بشوق كبير كلمة وتوجيه وبركة صاحب الغبطة.

من جهته ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "أحيّي السّادة المطارنة الموجودين وكلّ الآباء والكهنة والنّوّاب والمخاتير ورؤساء البلديّات والفعاليّات والشّبيبة والأهالي، هذا اللّقاء يجمعني اليوم بكلّ أهالي عكّار وبشكل خاصّ أهالي القبيّات هذه الأرض الّتي نحبّها لأنّها تخدم لبنان أكثر من أيّ منطقة أخرى، فهنا خزّان الجيش والقوى الأمنيّة الّذين يُقابلون اليوم بنكران الجميل، عكّار في قلبنا ونحمل همومها، ونطالب بحقوقها وباستعادة كرامتها وأن تعتني بها الدّولة اللّبنانيّة فهذا شعب طيّب ومناضل".

وأضاف: "أنا سعيد جدًّا بوجودي هنا اليوم مع الشّبيبة، فقد عرفت من مكتب راعويّة الشّبيبة أنّ هناك أكثر من 500 شخص قد تسجّلوا للمشاركة معنا اليوم في أيّام الشّبيبة الرّسولية المنطلقة ممّا طرحه قداسة البابا فرنسيس الّذي سيحيي اليوم العالميّ للشّبيبة في لشبونة من 3 إلى 6 آب المقبل، لذا أنا أحيّي كلّ الشّبيبة الموجودة اليوم الّتي أتت لتعيش فرح الأخوّة ولتشديد العزيمة، ولنقول لهم إنّه حتّى لو كانت أيّامنا صعبة فنحن معهم ونسندهم، هذه هي الغاية من هذه اللّقاءات، ونعم نحن نقول إنّه لولا شبيبتنا فلا مستقبل لنا، ومع أنّنا نخسر جزءًا كبيرًا من شبيبتنا بسبب الأزمات السّياسيّة الّتي تنعكس على كافّة مجالات الحياة، ونحن يجب أن نساعد شبيبتنا كي يبقوا صامدين، وتاريخنا هو تاريخ صمود، شبابنا بحاجة لأن يعيشوا بكرامة فشبابنا مصمّم على البقاء في لبنان وعلى الاستمرار هنا."

وإختتم الرّاعي: "البطريركيّة والمطرانيّات والكهنة وكلّ أصحاب الإرادة الطّيّبة، سنتكاتف ونتعالى على الجراح حتّى يستعيد لبنان الكرامة ويستعيد دوره في هذا العالم، فكلّ من زار لبنان يحزن على وضع لبنان الحاليّ، وهذا يقتضي منّا أن نغيّر وأن نتوقّف عن أن نكون عالة على غيرنا من الدّول، وأنا شخصيًّا أخجل عندما أرى وأسمع أشخاصًا من خارج لبنان يطلبون منّا أن ننتخب رئيسًا للجمهوريّة، فكلّ من يزور بكركي ويطرح معي هذا الموضوع أقول له إنّني أشعر بالخجل من هذا الأمر لأنّه غير منطقيّ ولا يدخل في عقول النّاس، فكيف لرجال السّياسة أن يهدموا البلد. لكن نحن لا نخجل من بعضنا، ونطلب من سيّدة الغسّالة أن تشفع بنا ونلتمس منها بنوع خاصّ أن تغسل قلوب الجميع من الأفكار القديمة ومن المشاريع المدمّرة الّتي لا نفع لها، وأن تغسل ضمائرنا كي نطوي الصّفحة ونمشي إلى الامام. فلتبارك مريم العذراء حياتكم، وليبارككم الرّبّ ويكون معكم باستمرار، لمجد الثّالوث الآب والإبن والرّوح القدس إله واحد آمين."

وفي صالون الرّعيّة كانت كلمة ترحيب لرئيس بلديّة القبيّات عبدو عبدو رحّب فيها بالبطريرك الرّاعي والحضور معتبرًا أنّ مواقف البطريرك الرّاعي تصبّ في مصلحة لبنان وكلّ اللّبنانيّين وأنّ بكركي تشكّل مرجعًا وطنيًّا وهي لا تهدف إلّا لخلاص لبنان وحماية صيغته الفريدة ونموذجيّته في العيش الواحد بين المسيحيّين والمسلمين.

ثمّ كانت كلمة لممثّل مفتي عكّار الشّيخ زيد زكريّا قال فيها: "إنّ زيارة صاحب الغبطة تشكّل صفحة مجيدة في تاريخ عكّار وهذا اليوم هو من أجمل أيّام عكّار الّتي تستقبله وترحّب به بكلّ أطيافها ومشاربها ومذاهبها". وأضاف: "بإسم سماحة مفتي عكّار وباسم اللّقاء الرّوحيّ في عكّار وباسم كلّ المؤسّسات الدّينيّة في عكّار نقول لكم أهلاً وسهلاً بغبطتك في أرض عكّار. قيل قديمًا من نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه فسيعيش متعبًا لكن يحيا كبيرًا ويموت كبيرًا ويُبعث عند الله كبيرًا." وإختتم: "صاحب الغبطة جميع اللّبنانيّين اليوم يعوّلون على غبطتكم لما تمثّلون من مقام سام حتّى يخرج لبنان من كبوته مؤكّدًا أنّ كنائس عكّار ومساجدها تفرح اليوم كما كلّ أبناء عكّار مسلمين ومسيحيّين".  

بعدها ألقى البطريرك الرّاعي كلمة شكر توجّه خلالها بالمعايدة إلى المسلمين بعيد الأضحى مندّدًا بكلّ شكل من أشكال الاعتداء على المقدّسات وكان آخرها إحراق نسخة من القرآن الكريم في السّويد. وأضاف: "أشكر رئيس المجلس البلديّ وسماحة مفتي عكّار على الكلمات اللّطيفة والمعبّرة عن محبّة أهل عكّار". وتابع: "لا يمكننا الفصل بين الصّلاة والعمل. لا يكفي أن نسمع فقط كلام الله إنّما يجب أن نعيشه ونحوّله إلى أعمال. وهذا ما يجب أن نحافظ عليه كعائلة واحدة مسيحيّين ومسلمين. وعمق مفهوم العيش المشترك هو أن يعيش كلّ واحد منّا إيمانه بإخلاص أينما وجد وفي أيّ موقع كان. في البرلمان وفي الحكومة وفي البيت والسّوق، في التّجارة والاقتصاد والإعلام وفي كلّ حقول الحياة وعلى كلّ المستويات. وما أوصلنا إلى معاناتنا الحاليّة هو أنّ هناك هوّة بين ما نؤمن به وما نفعله. فإذا عدنا كلّنا إلى الله نلتقي لنعود عائلة واحدة". وإختتم الرّاعي: "يقول البعض إنّ البطريرك يتعاطى في السّياسة. هذا خطأ لأنّني أتكلّم عن القيم الرّوحيّة والأدبيّة والأخلاقيّة الّتي يجب أن تُترجم في السّياسة وفي العمل التّجاريّ والاقتصاديّ والإعلاميّ وإلّا ماذا ينفعنا العمل من دون قيم. فلبنان بني أساسًا على القيم وهذه هي قيمة شعبه وأهمّيّة دوره."