لبنان
27 تشرين الأول 2021, 05:00

الرّاعي زار الرّئيسين ميقاتي وعون، وهذا ما قاله بعد اللّقاءين!

تيلي لوميار/ نورسات
زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بعد ظهر الثّلاثاء، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ثمّ رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون.

وبعد لقاء ميقاتي، قال الرّاعي في حديث أمام الإعلاميّين: "سررتُ جدًّا بزيارة دولة الرّئيس نجيب ميقاتي الّتي جاءت ردًّا للزّيارة الّتي شرّفنا بها إلى بكركي مع مجموعة من الوزراء، وبالتّالي من الواجب ردّ الزّيارة لشكره متمنّين له كلّ التّوفيق، فأنتم تعلمون أنّ هناك علاقة صداقة ومعرفة قديمة بالرّئيس ميقاتي."

وأضاف: "في هذا الظّرف الصّعب، كان من الضّروريّ أن نزور الرّئيس ميقاتي حتّى نتباحث كمسؤولين، كلّ من موقعه، عن ما يمكن القيام به أمام الواقع المرّ والخطير الّذي نمرّ به، والّذي نعرفه جميعًا، وهذه الزّيارة تلت زيارتي إلى دولة الرّئيس نبيه برّي حيث قلت في تصريح "بأنّنا طرحنا تصوّرنا وموقفنا سواء مع الرّئيس برّي أو الرّئيس ميقاتي، ونحن متّفقون على الحلول نفسها انطلاقًا من الدّستور والقوانين، ولذلك فإنّ الواقع الّذي نحن فيه اليوم يُحلّ كلّيًّا بالعودة إلى الدّستور".

وتابع: "من هذا المنطلق أنا سعيد أن أعود مطمئنّ البال بأنّنا لسنا في غرفة مقفلة من دون أبواب، فهناك باب للحلّ ويجب بالإرادة الطّيّبة وروح المسؤوليّة أن يجري العمل بهذا الحلّ كي تستعيد البلاد الحياة، فلا يمكن لمجلس الوزراء أن يستمرّ معطّلاً وغير قادر على الاجتماع للأسباب المعروفة، ولا يمكن أيضًا أن تستمرّ الأزمة الماليّة والاقتصاديّة والمعيشيّة كما هي، كذلك نحن تجاه الرّأي العامّ العالميّ لا يمكن أن نستمرّ على هذه الحال، مع دولة معطّلة يومًا بعد يوم. لقد تباحثنا بكلّ هذه الأمور، وقد تحدّثنا باللّغة ذاتها ونحن متّفقون على الحلّ ذاته، ويبقى علينا أن نستمرّ للوصول إلى تنفيذه".

وعندما سئل: "هل أنتم متخوّفون من امتداد أزمة الطّيّونة خصوصًا أنّ هناك دعوات لمسيرات سيّارة للقوّات اللّبنانيّة؟ وماذا عن استدعاء رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع للتّحقيق يوم غد؟" أجاب البطريرك:

"لا علم لديّ بما حصل اليوم ولا أملك أيّ معلومات حول هذا الموضوع، لكن آمل أن نصل إلى حلول تنتشلنا من هذا المأزق الكبير في كلّ المواضيع المطروحة اليوم، كلّ شيء له حلّ، المهمّ هو أنّه بصيانة القضاء والقانون والدّستور كلّ شيء يُحلّ".

أمّا عن سؤاله عن خارطة الطّريق والأفكار المتبادلة مع الرّئيس برّي، وعن ما إذا كان هناك لقاء أو التقاء أفكار بين عين التّينة والسّراي الحكوميّ والقصر الجمهوريّ من أجل الوصول إلى حلحلة الأمور العالقة، قال: "عليّ أن أقوم بالاتّصالات مع المعنيّين، وفي مقدّمهم رئيس الجمهوريّة للتّباحث حول هذه الحلول الّتي أنا مقتنع بها، وكذلك دولة الرّئيس ميقاتي ودولة الرّئيس برّي، وهذا ما يساعدنا على السّير قُدمًا".

هذا وزار الرّاعي رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث بحث معه آخر التّطوّرات في البلاد ووضعه في أجواء لقاءيه مع رئيس مجلس النّوّاب الأستاذ نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء السّيّد نجيب ميقاتي وخصوصًا بما يتعلّق بإيجاد حلّ للأزمات القائمة والمتلاحقة.  

بعد اللّقاء تحدّث البطريرك الرّاعي إلى الصّحافيّين وقال: "أنا سعيد بزيارتي لرئيس الجمهوريّة بعد نهار زرت فيه دولة الرّئيس نبيه برّي ودولة الرّئيس نجيب ميقاتي، وصرّحت في المكانين بوجود حلول دستوريّة وقانونيّة مقنعة. وقدّمت النّتيجة إلى فخامة الرّئيس لأنّ ذلك واجب عليَّ، ولأنّ فخامته هو صاحب القرار. والحمد لله، فخامة الرّئيس هو مع هذا الحلّ الّذي حملته إليه، ويبقى لفخامته مسألة السّير به إلى الأمام".

وأضاف: "قلت لكم إنّني لست مخوّلاً بذكر الحلّ، ولكنّني سعيد وفرحان داخليًّا بوجود حلول، وأعتقد أنّها ستنفّذ، وعندها بإمكاننا أن نخرج رويدًا رويدًا من المأساة الّتي نعيشها أكانت تعطيل الحكومة، أو نتائج الأحداث الأخيرة المؤلمة أو غيرها من المشاكل الّتي يعيشها النّاس على كلّ المستويات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة والتّربويّة والثّقافيّة".

وتابع: "أريد أن أزيد فأقول إنّ زيارتي ليست قضائيّة بل هي زيارة إلى المعنيّين مباشرة بالعمل السّياسيّ، لأؤكّد أنّ السّياسة يجب أن تسبق الأحداث لا أن تلحق بها. العمل السّياسيّ هو عبر استباق الأحداث وإيجاد طريقة لمعالجتها قبل أن تتفاقم. الأمور لا تحلّ بالشّارع، وشاهدنا ما الّذي يحصل عند وصولها إلى الشّارع. الأمور تحلّ سياسيًّا وعندها نستغني عن الشّارع والنّزاعات. وليس أمرًا مستحبًّا النّزول إلى الشّارع عند أيّ مشكلة، فيصبح عندها الشّعب في مواجهة الجيش والقوى الأمنيّة، وكأنّ الجيش والقضاء والشّعب هم أعداء. أقول للمسؤولين السّياسيّين، بأنّ الأمور لا تترك على هذه الحال، السّياسة هي فنّ استباق الأحداث، وحلّها قبل أن تتفاقم، وآمل أن يعمل السّياسيّون وفق هذا المنظار، لأنّه عكس ذلك تشاهدون ما يحصل من فلتان الشّارع وظهور الأسلحة، وهي موجودة، شرعيّة وغير شرعيّة. لا يمكننا إكمال حياتنا في لبنان بهذا الشّكل".

ثمّ أجاب الرّاعي على أسئلة الإعلاميّين:

وسئل: ما كان موقف الرّئيس عون من موضوع كفّ يد القاضي طارق البيطار واستدعاء الدّكتور سمير جعجع للتّحقيق؟  

أجاب: "أنا تكلّمت معه عن الحلّ الّذي تمّ الاتّفاق عليه مع الرّئيسين برّي وميقاتي، وأنا مقتنع به، انطلاقًا من الدّستور، والرّئيس عون رحّب بهذا الحلّ كونه حلّاً دستوريًّا. ولست الآن مخوّلا لأكشف عنه، وعلينا أن ننتظر المسؤولين لتنفيذه. ما أريد قوله إنّني سعيد باكتشاف وجود حلّ، ليس في الشّارع، ولا بالسّلاح، ولا بفرض القوّة، ولا بفرض الرّأي، ولا بالاستقواء. الحلّ سياسيّ ودستوريّ".

سئل: ما هو حلّ تعطيل جلسات مجلس الوزراء؟

أجاب: "إذا نفّذ الحلّ الّذي توصّلنا إليه، تحلّ كلّ الأمور. باقي التّنفيذ فقط، وأتمنّى أن ينفّذ في أسرع وقت ممكن".

سئل: هل سنشهد تنفيذه قريبًا؟  

أجاب: "يجب أن يحصل ذلك في أسرع وقت ممكن، وآمل أن يكون ذلك غدًا، لأنّه حلّ دستوريّ."

سئل: مناصرو "القوّات اللّبنانيّة" لديهم تحرّك غدًا في معراب، هل من محاولة لاحتواء هذا الموضوع؟  

أجاب: "يجب أن يحصل ذلك. أنا كنت غائبًا عن بكركي منذ الصّباح، وحين أعود سأجري الاتّصالات اللّازمة".

سئل: هل بعد تنفيذ الحلّ ستجتمع الحكومة؟  

أجاب: "نعم ستجتمع في ضوء تنفيذ الحلّ، وكلّ الباقي سيتمّ حلّه. والرّؤساء الثّلاثة موافقون على الحلّ".

سئل: ماذا عن التّصعيد والمواجهات الّتي حصلت في آخر جلسة لمجلس الوزراء؟  

أجاب: "أصبحت من الماضي".