لبنان
14 آب 2020, 05:30

الرّاعي: حذار السّماسرة "الغربان" الذين يحومون حول بيروت المنكوبة وسنحارب أيّ مشروع ليس في مصلحة لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
ندّد البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بحركة السّماسرة التي تشهدها بيروت المنكوبة من أجل الضّغط لشراء بيوت بيروت التي تأذّت جرّاء انفجار المرفأ ووصف السّماسرة "بالغربان".

وأضاف الرّاعي في مستهلّ ساعة السّجود أمام القربان المقدّس من كاتدرائيّة الصّرح البطريركيّ في الدّيمان: "نحيّي كلّ من يشاركنا هذه الصّلاة نسجد أمام الرّبّ يسوع الحاضر بمحبّته العظمى أمامنا ومعنا ونتأمّل كيف أنّه من سرّ آلامه وموته وقيامته ولد سرّ القربان، أيّ استمراريّة ذبيحة الفداء واستمراريّة وليمة جسده ودمه لحياة العالم.
نلتمس في هذا الظّرف من الرّبّ أن يسكب في قلوب كلّ النّاس هذا النّوع من المحبّة التي قال عنها: "ليس من حبّ أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه. هذا الكلام عاشه الرّبّ يسوع ويطلب منّا أن نعيشه أيضًا. نحيّي أرواح ضحايا تفجير مرفأ بيروت، منهم من هم في السّماء ومنهم المفقودين والجرحى على هذه الأرض ونلتمس لهم الشّفاء، والمنكوبين والمشرّدين والفقراء، نقول لهم أن يضمّوا آلامهم مع آلام المسيح من أجل ولادة لبنان الجديد.
ولكن في الوقت نفسه يؤسفنا أنّه في الوقت الذي يجب أن يعود فيه كلّ اللّبنانيّون إلى ضميرهم نلاحظ أنّ سماسرة، وأودّ تسميتهم "بالغربان"، يحاولون الانقضاض على بيوت بيروت التّاريخيّة ويحاولون إغراء أصحابها ببيعها وكأنّهم انتظروا هذا الانفجار لكي يستولوا على هذه البيوت التّاريخيّة الجميلة من حيث هندستها في بيروت. وهذا مؤسف. ولكنّنا نودّ أن نقول إنّه مهما اشتدّت الصّعوبات فأنتم يا أصحاب هذه البيوت حافظوا عليها. نشكر الرّبّ على التّعاطف الدّوليّ الموجود اليوم وعلى المساعدات التي تأتي وسوف يكون هناك مساعدات لترميم هذه البيوت علينا أن نصبر قليلًا. لا يجب أن تتسرّعوا أو أن يغريكم المال فتبيعوا أراضيكم ومنازلكم لأنّ الأرض هي ثقافتكم وحضارتكم وهويّتكم."
وتابع البطريرك الرّاعي: "كما يؤسفنا أيضًا أنّه بدأت تردنا أخبار أنّ هناك مساع على المستوى السّياسيّ وفي مطابخ الدّول التي تطبخ لبنان جديد غير لبنان الموجود، وكأنّهم بدأوا يطبخون أشياء ليست لصالح لبنان أبدًا ولكن لصالح بعض السّياسيّين والفئات، ولكن هذا نرفضه رفضًا قاطعًا وسنناضل ضدّه ونحاربه بقوّة المسيح ومحبّته.
أقول هذا وأضعه نيّة صلاة أمام الرّبّ يسوع لكي يحمي لبنان الوطن المحبّ لله والمنفتح عليه وعلى نيّة شعبه الذي يترك مجالًا لله في حياته وحضارته. نحن نمرّ بصعوبة ولكن فلنتذكّر كلام الرّبّ يسوع: "سيكون لكم في العالم ضيق لكن تقووا أنا غلبت العالم"."
وإختتم الرّاعي: "نضع كلّ هذا أمامك يا ربّ، وأمام محبّتك في سرّ القربان كالمقعد في كفرناحوم الذي وضعوه أمامك وأنت أحييته فشفيت نفسه من خطاياها وجسده من الشّلل. هكذا هو لبنان اليوم نرتمي أمامك بإيمان ومحبّة كاملة لسرّ محبّتك العظمى في سرّ القربان المقدّس".