لبنان
02 تشرين الأول 2020, 05:00

الرّاعي ترأّس لقاءً تشاوريًا مع النّواب المستقيلين واستقبل وفدًا درزيًا في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بعد ظهر الخميس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز الشّيخ نعيم حسن يرافقه: عضو لجنة الحوار الإسلاميّ المسيحيّ القاضي عبّاس الحلبي، قاضي المذهب الدّرزيّ الشّيخ غاندي مكارم، ومستشار مشيخة العقل الشّيخ غسّان الحلبي في زيارة تمّ فيها عرض للتّطوّرات على السّاحة الدّاخليّة ودور القادة الرّوحيّين في هذه المرحلة الدّقيقة.

بعد اللّقاء قال الشّيخ حسن: "الزّيارة إلى هذا الصّرح الوطنيّ الكبير هي للتّأكيد على الشّراكة الوطنيّة. نحن في طائفة الموحّدين الدّروز نؤمن أنّ هذا الوطن هو وطن نهائيّ لنا ولجميع مكوّناته وعلينا أن نبذل كلّ المستطاع من أجل بقائه وعدم انهياره. لقد مرّت مئة عام على لبنان الكبير، اللّبنانيّون يعيشون في وضع اقتصاديّ متلاشي، شباب يهاجر ومؤسّسات تقفل وجمود. لا يجوز أن يبقى الوضع على جموده. إنّ الاستمرار في هذا النّهج يحتّم الانهيار. علينا التّحلّي بالمسؤوليّة. إنّ قوّة الجماعة بتآلفها. ندعو سائر المكوّنات الأساسيّة إلى التّواصل والتّنازل من أجل الوطن واحترام النّصوص الدّستوريّة فالدّولة هي ملاذ الجميع وكلّ التّجارب أثبتت أنّ السّلم الأهليّ والاستقرار يتطلّب التّعاون والشّراكة بين مكوّنات الوطن. والمطلوب اليوم هو حكومة بأسرع وقت ممكن، وتذليل عقباتها على ذمّة المعنيّين، ونحن نقف مع صاحب الغبطة تحت شمس الأمل بلبنان الغد."

وإختتم مؤكّدًا في ردّه على سؤال حول مبدأ الحياد: "لسنا نحن فقط. حتّى الدّولة اللّبنانيّة أعلنت النّأي بالنّفس منذ فترة طويلة وهذا أمر مطروح ولا خلاف على المبدأ وسيكون لنا استكمال للزّيارات إلى باقي المرجعيّات."

وكان البطريرك الرّاعي قد ترأّس قبل ظهر اليوم لقاء تشاوريًّا مع النّوّاب المستقيلين وقد ضمّ: هنري حلو، سامي الجميّل، نعمت افرام، ميشال معوّض، بولا يعقوبيان، نديم الجميّل وإلياس حنكش، وكان بحث في أبرز التّطوّرات المحلّيّة وانعكاسها على المواطنين في كافّة القطاعات.

بعد اللّقاء تحدّث النّائب المستقيل نعمت افرام وقال: "يشهد البلد أيّامًا دقيقة لاسيّما في ما يتعلّق بوجع النّاس الّذي يزداد ومن المتوقّع أن يشهد في الأشهر المقبلة أوجاعًا كبيرة جدًّا. إلتقينا اليوم كنوّاب مستقلّين ومستقيلين مع غبطة البطريرك في لقاء تشاوريّ بحثنا في خلاله في خريطة الطّريق نحو لبنان جديد يجسّد طموحنا وطموح كلّ من يريد تغيير الواقع ويرغب في بقاء أبنائه في لبنان وعدم هجرتهم."

أضاف: "غبطة البطريرك يحرص على بقاء الأمل في لبنان ونحن أبناء رجاء لذلك سنتمسّك بهذه الأرض. المطلوب اليوم انتخابات نيابيّة مبكرة تسمعنا من جديد صوت الشّعب وتعيد المصداقيّة بين الشّعب والقادة السّياسيّين. واليوم بعد انفجار بيروت ونهاية المبادرة الفرنسيّة نتساءل إلى أين؟ وأين هو الأمل؟ انطلاقًا من هذا دعا غبطة البطريرك إلى هذا الاجتماع وإلى اجتماعات أخرى بعدها للوصول إلى رؤيا واضحة لإعادة الأمل الى كلّ من فقده."

بدورها أعلنت بولا يعقوبيان: "إنّنا نكتشف اليوم أنّ حياد لبنان هو حياة لبنان. لقد طلبنا من صاحب الغبطة أن يستمرّ في الوقوف إلى جانب شعبه المتعب. هناك هجرة كبيرة للأدمغة من لبنان وغبطته قلق جدًّا من هذا الأمر. إجتماعنا اليوم هو للتّأكيد على وقوفنا إلى جانب النّاس الّذي يترجم بهزّ هيكل الفساد والمافيا وهو يبدأ من المجلس النّيابيّ الّذي منه تتكوّن كلّ السّلطات، وتنبثق حكومة تحصل على ثقة داخليّة وعالميّة. الأمل الوحيد يكمن في نهج جديد يدركه النّاس وأسلوب سياسيّ جديد، والشّعب يواجه أصعب عدوّ في هذا الإطار لأنّه عدوّ داخليّ هو اختاره وصوّت له." وتابعت: "نحن لم نخرج من الحياة السّياسيّة وإنّما دخلنا إلى جانب النّاس الّذين طالبونا بالاستقالة. لذلك ندعو النّوّاب إلى الاستقالة فما حدث في 4 آب يفرض واقعًا جديدًا. إنّ المجلس النّيابيّ الحاليّ يغطي السّلاح بشكل كامل ويعطيه كلّ مقوّمات البقاء. عندما يتغيّر هوى النّاس على المسؤول أن يتغيّر أيضًا وأن لا يستمع إلى الخارج سواء إيران أو أميركا أو السّعوديّة بحيث تبقى المنزلة الأخيرة عنده للشّعب اللّبنانيّ والاستماع إلى مطالبه. موقف الحياد عميق وعلينا التّمسّك به فلقد دفعنا الكثير من الأثمان وتبقى حياة لبنان في حياده. كلّ لبنانيّ أصيل عليه أن يفكّر بمصلحته المشتركة مع مواطنه. لا يجب التّركيز فقط على السّلاح وترك باقي الموبقات فالفساد هو احتلال وهو دمّر البلد."

وإختتمت يعقوبيان: "إنّ تراجع البعض عن قرار الاستقالة لم يتمّ بأيّ شكل من الأشكال بإرادة ذاتيّة وإنّما نتيجة لضغوط خضع لها. وهم يبرّرون ويشتمون من استقال. المؤامرة في استمرار ملوك الطّوائف بتغذية بعضهم البعض للاستمرار في السّلطة، وفي مجلس لا يطبّق القوانين. كلّ صندوق اقتراع يجب أن يكون استفتاء على هذه السّلطة الّتي تتقاسم الصّفقات ومن ثمّ تلعب دور المعارض من الدّاخل. لا وجود لوزير معارض إنّها كذبة. الوزير المعارض يترك الحكومة. لقد وصل البلد إلى مكان لا يحتمّل أيّ استمراريّة على نفس النّهج."

ثمّ تحدّث الياس حنكش عن "الوضع المأساويّ الّذي يعيشه الشّعب داعيًا النّوّاب إلى الاستقالة وتشكيل صدمة لفرط المنظومة." وأضاف: "لقد استقلنا لسبب أخلاقيّ ولعدم قدرتنا على التّغيير من الدّاخل. ونحن لا نريد أن نكون شهود زور. على القوّة أن تتضافر لخرق الجمود. لقد قوبلت المبادرة الفرنسيّة الّتي تأمّلنا بها بتعنّت وبتعطيل مباشر ولو حلّت عقدة المراكز سيكون هناك عقد أخرى. وأنهى حنكش: "مصيرنا مرتبط بالكباش الّذي يدور بين الدّول الكبرى من إيران إلى أميركا وغيرها، هذا الموضوع لا دخل لنا فيه، من هنا أهمّيّة مبادرة البطريرك الرّاعي. ويبقى الحياد هو خلاص لبنان."

وكانت كلمة لميشال لمعوّض قال فيها: "لقد ناقشنا مع غبطته الوضع الرّاهن. فبعد 4 آب لا يمكن أن يكون كما قبله مع تشريد 300 ألف لبنانيّ وتدمير بيروت وسقوط 200 قتيل و6000 جريح وتضرّر المنازل والبعض لا زال يبحث في موضوع المداورة وعدد الوزراء في الحكومة وغيرها."

وتابع: "لا يمكننا اللّعب بمصير اللّبنانيّين وكأنّ شيئًا لم يحدث لذلك استقلنا لأنّنا لا نريد أن نكون شهود زور فأردنا تحمّل مسؤوليّتنا. هناك أزمة ماليّة وفساد مستشري خطير يؤثّر على الوضع العامّ. هذه كلّها نتائج وليست أسباب لذلك يجب معالجة الأسباب كما أكّدت المبادرة الفرنسيّة الّتي فشلت المنظومة السّياسيّة في التّعاطي معها. لبنان بلد مخطوف والعمل على تحريره بات مطلوبًا بعد أن تمّ أخذه وربطه بمصالح خارجيّة لا تعنينا. نحن مع غبطة البطريرك في وصفه لحياد لبنان وإعادة الكلمة للشّعب اللّبنانيّ من خلال انتخابات نيابيّة مبكرة. مجلس النّوّاب هو أمّ المؤسّسات لذلك يجب فرض انتخابات مبكرة من خلال ضرب الشّرعيّة السّياسيّة لهذا المجلس واستقالة من بقي فيه لكسر الجمود القائم ذلك أنّ خطف لبنان محمي من هذه التّركيبة."

وختم معوض: "لقد حاولنا أن نغيّر من الدّاخل ولكن كان هناك الفشل. من هنا أدعو النّوّاب إلى تقديم استقالتهم وكسر الشّرعيّة السّياسيّة لهذا المجلس والذّهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة كمدخل لاستعادة لبنان من المنظومة الّتي أفلسته ونهبته وأفقرته."