لبنان
10 حزيران 2020, 13:00

الرّاعي استقبل وزيري الصّحّة والأشغال في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وزير الصّحّة الدّكتور حمد حسن على رأس وفد ضمّ نقيب الأطبّاء في لبنان البروفيسور شرف أبو شرف وعدد من مستشاريه، وكان عرض لنشاط الوزارة وآليّة عملها لمواجهة جائحة كورونا.

وإستنكر الرّاعي "الإعتداءات التي تعرض لها الأطبّاء في عدد من البلدات اللّبنانيّة"، مشدّدًا على "وجوب احترام الأطبّاء والجسم التّمريضيّ لاسيّما إنّهم يتمّمون رسالتهم في ظلّ ظروف صعبة للغاية، وإذا كان هناك من مشكلة يجب اللّجوء إلى القضاء والاحتكام إلى القانون."

كما أثنى الرّاعي على "ديناميكيّة وزير الصّحّة وجهوده المبذولة لتلبية حاجات اللّبنانيّين في إطار تأمين الخدمات الاستشفائيّة وتطبيق الآليّات التي تحدّ من انتشار فيروس كورونا في مرحلة صعبة يمرّ بها لبنان على كافّة المستويات."

بدوره تحدّث الوزير حسن بعد اللّقاء وقال:" لقد تشرّفت اليوم بزيارة غبطة البطريرك في الصّرح البطريركيّ هذا الصّرح الوطنيّ الذي يشكّل دائما ملجأً للبنانيّبن، وخاصّة في زمن المِحن عندما يكون لبنان مبتلى والإنسان فيه معذّب، نجد دائمًا هذه الخيمة والحماية الرّوحيّة من المراجع الرّوحيّة وعلى رأسهم اليوم غبطة البطريرك الذي نقف ونشد على كلّ القرارات الحكيمة التي تصدر عن هذا الصّرح الوطنيّ في وقت الصّعاب. في محاربة الوباء كانت المراجع الرّوحيّة هي الشّريك الدّائم من خلال إرشاداتها وتعاليمها وحكمتها وبصيرتها."

وأضاف:  "من المؤكّد أنّه في كلّ المطبّات التي مررنا بها لمحاربة وباء كورونا، كان هناك جهدٌ يبذل على الأرض ووجود لطواقم طبّيّة وممرّضين ومخبريّين يعملون لحماية الإنسان، ولكن من دون هذا الإيمان المطلق يوحدة لبنان لكي نتجاوز كلّ المطبّات كان من الصّعب علينا اجتياز هذا الامتحان الصّعب بأقلّ ضرر ممكن. نحن اليوم نؤكّد أنّ لبنان غير عاجز عن محاربة كلّ التّحدّيات عندما نكون قلبًا ويدًا واحدة، وأقول أمام نقيب أطبّاء لبنان أنّنا جميعًا يدًا واحدة لحماية النّاس، بكرامة وعزة  ولا نسمح  لأحد أن يتخطّى الحدود وتمتد اليد على الجسم الطّبّيّ هذا الجسم الأبيض لمعافاة الوطن والإنسان، ولاسيّما في ظلّ هذه الظّروف القاهرة التي نعيشها. رسالتنا اليوم هي رسالة محبّة تتكامل مع المرجعيّات الرّوحيّة التي تشرّفنا بزيارتها اليوم."

وأوضح حسن في ردّه على سؤال حول ثقة المواطن بالحكومة: "أنّ ما حقّقته الحكومة اليوم مجتمعة وفي أكثر من ملف ولاسيّما الملف الطّبيّ الرّياديّ الذي عبّر عن قدرة اللّبنانيّين على تذليل الصّعاب إذا ما اجتمعوا. هناك موروثات كثيرة وملفّات ضاغطة ونحن كحكومة سنواجه هذه التّحدّيات ولكن هذه الموروثات تعذّب وتتحدّى كلّ فرد منّا ونحن نتمنّى أن نصل إلى اليوم الذي نتمكن فيه عندما ننتقي لأيّ موقع من مواقع الدّولة أن يكون هذا الانتقاء وفق الكفاءة والوطنيّة."  

وتابع حسن: "الوضع الاقتصاديّ ضاغط، وتراكم الفوضى البالغ 30 عامًا في أكثر من ملفّ وعلى أكثر من مستوى، جعلا من هذه الحكومة، حكومة مواجهة التّحدّيات وعرضة لإعادة تقييم جائر نوعًا ما من قبل المجتمع، ولكن نتمنى أن نعالج كلّ الملفّات سويّة وببركة مرجعيّاتنا الرّوحيّة وحكمة السّياسيّين في هذا الوقت بالذّات وأن نتكامل لمواجهة التّحدّيات."

وعن رأيه بمدى ابتعاد الفتنة عن السّاحة اللّبنانيّة اليوم أكّد حسن: "المشهد الذي رأيناه منذ 48 ساعة حمل تحدّيًا كبيرًا جدًّا ولكن لحظة وصول اللّبنانيّ إلى نقطة خسارة كلّ شيء اعتقد أنّ الحكمة والعقل كانا الرّاجحان وأبعدونا عن الفتنة وعن تضييع كلّ المكتسبات. نعمتان مجهولتان هما الصّحّة والأمان فلنتغنّى بهما."

بعدها التقى البطريرك الرّاعي  وزير الأشغال في الحكومة اللّبنانيّة ميشال نجار وعرض معه للأوضاع الرّاهنة على السّاحة اللّبنانيّة، وبعد اللّقاء قال نجار: "زيارتنا اليوم لهذا الصّرح المبارك ولصاحب الغبطة هي للحصول على بركته الأبويّة ولنستنير بحكمته ولنطلب صلواته من أجل هذا البلد المعذّب. لقد وجب علينا أن نزور صاحب الغبطة في وقت سابق ولكنّ الظّروف الصّحّيّة التي يمرّ بها البلد حالت دون ذلك. وأنا لا أبالغ إذا قلت أنني أشعر بهيبة كبيرة لتواجدي في هذا المكان العريق، فالكنيسة المارونيّة ترتبط جذورها بتاريخ لبنان، وفي الأوّل من أيلول تصادف الذّكرى المئويّة الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وللأسف قرأت يوم أمس مقالًا بعنوان مئويّة لبنان الكبير ومئويّة لبنان الفقير، ونأسف كثيرًا لوصولنا إلى هذه المرحلة ونتأمل أن نتعلّم من الماضي وأن نعود إلى القيم والمبادىء التي بُنيت عليها بكركي والتي يمثّلها صاحب الغبطة بمواقفه الوطنيّة التي نتطلّع اليها بإعجاب كبير، وأنا أتمنى أن نقتدي بهذه القيم والمواقف ليعود لبنان الكبير".

وعن تقييمه لعمل الحكومة وعدم مشاركته بجلسة اليوم، قال: "الحديث عن تفكّك الحكومة مبالغ فيه نوعًا ما، وإن عمل الحكومة هو مسيرة بدأت في أصعب مرحلة، ومحمّلة بعقود من الممارسات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، وما نقوم به هو إدارة لأزمات مستشرية منذ زمن بعيد، وليس لأزمات تسبّبنا نحن بها، وهذا ما ينساه الإعلام عندما يحكم على عمل الحكومة، في حين أننا نعبّر عن عدم رضانا عن أيّ قرار أو خطوة من خلال المقاطعة كما حصل اليوم مع غيابنا عن جلسة مجلس الوزراء كتعبير عن رفضنا لتعيينات لا تراعي مبدأ الكفاءة وتخضع للمحاصصة ولآليات غير شفّافة".

وأضاف: "نأسف لموضوع التّعيينات، ولإعادة أخطاء الماضي، ولكن أتمنى أن لا نقسو في حكمنا على الأمور بشكل عام، فهذه مطبّة تواجه عمل الحكومة ويمكن أن تكون عبرة ودرس، لأنني لا أرى بدائل في الوقت الحالي كي ننعي الحكومة لأنّ العالم أجمع يعاني أزمات معيشيّة واقتصاديّة، والحكومة اليوم أمام مهام شاقة وأبسطها تأمين الرّغيف للشّعب اللّبنانيّ".

وإختتم نجار مؤكّدًا أنّ لا عودة عن قراره "بإزالة التّعدّيات على الأملاك البحريّة، لأنني بهذا العمل أرضي ضميري وأتصرّف تحت غطاء القانون".