لبنان
27 كانون الثاني 2023, 06:00

الرّاعي استقبل فرنجية ضمن نشاطه لأمس الخميس في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ظهر الخميس في الصّرح البطريركيّ في بكركي، رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية برفقة زوجته السّيّدة ريما. بعد اللّقاء قال فرنجية في كلمة أمام الإعلاميّين: "زرنا صاحب الغبطة اليوم لنستنير برأيه السّياسيّ ونعطيه رأينا السّياسيّ أيضًا، وخاصّة ضمن المعمعة الحاصلة حيث تُنسب أقاويل ومواقف لبعض الأشخاص غير صحيحة. أتينا اليوم لنوضح رأينا وموقفنا، والأمور دائمًا مع غبطته ممتازة وهناك رؤيا مشتركة خاصّة للموضوع الاجتماعيّ في البلد، ولقيادة لبنان إلى مستقبل أفضل".

وردًّا على سؤال عمّا إذا كان لبنان على باب طائف جديد، قال فرنجية: "نحن مع الطّائف وقد أعلنّا موقفنا منذ إقرار الطّائف، وأنا أقنعت الرّئيس فرنجية آنذاك بالرّئيس رنيه معوّض، لذا نحن من الدّاعمين الأساسيّين في موضوع الطّائف، ومن يملك معلومة تثبت عكس ذلك فليقلها".

وعمّا إذا كان هناك اليوم من يقنع ميشال معوّض بانتخاب سليمان فرنجية، أجاب: "ميشال معوّض هو ابن رنيه معوّض، وهناك علاقة تجمعنا، وقد سبق وقلنا إنّه إذا انتُخب رئيسًا، سنتعاطى معه على أساس أنّه رئيس البلاد، ونتمنّى له أن ينجح."

وعن تأكيد الثّنائيّ الشّيعيّ "أنّ لا أحد يملك أكثريّة الـخمسة وستّون صوتًا، وإذا ما كان يُعتبر هذا بمثابة رسالة بعدم إمكانيّة وصول فرنجية، أو إذا ما كان نُصح بسحب ترشيحه، قال فرنجية: "أنا لم أقدّم ترشيحي لكي أسحبه. أنا قلت إنّ إسمي مطروح، وعندما أشعر أنّني أملك كمّيّة الأصوات الّتي تخوّلني أن أكون مرشّحًا جدّيًّا، سأترشّح لأنّ هذا حقّي الدّستوريّ، وأنا قلت سابقًا وأكرّر أنّه إذا تمّ الاتّفاق على اسم لرئيس الجمهوريّة فلن أقف عائقًا أمام الانتخاب. أنا أقول اليوم إنّني موجود، إذا توافرت حظوظي سأترشّح وإذا لم تتوافر لن أقوم بهذه الخطوة".

أمّا عن تعليقه على ما قاله رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل عن أنّ ليس كلّ من صلّى أصبح مسيحيًّا، وافق فرنجيه على هذه المقولة معتبرًا أنّ المسيحيّة تسامح ومحبّة ووفاق، ودعا إلى النّظر على من تنطبق هذه الصّفات أكثر.

وعن قول الوزير علي حسن خليل إنّه إذا تمّ تأمين 65 صوتًا لصالح فرنجية، فسيقومون بتبنّي اسمه، قال فرنجية: "في الانتخابات السّابقة عاتبني كثيرون بسبب عدم نزولي إلى البرلمان وتأمين 86 نائبًا لأُنتخب رئيسًا للجمهوريّة، في الوقت الّذي كنت أملك فيه دعم القوّات والتّيّار، فلماذا حينها كان المعيار أن نذهب من دونهم، واليوم يُطلب أن لا نذهب لانتخاب رئيس من دونهم؟ أنا أقول إنّ هناك دستور يحمي الميثاقيّات، وأعتقد أنّ هذا ما قصده الوزير علي حسن خليل، وهو يمثّل في حديثه رئيس مجلس النّوّاب، أنا أعتقد أنّه إذا مارسنا الدّستور نحن بحاجة إلى 86 صوتًا لاكتمال النّصاب ولا يمكن تأمينهم دون وجود مسيحيّ، وبالتّالي النّصاب في الجلسة هو الّذي يؤمّن ميثاقيّة الجلسة، وهذا موقفي وغبطته يعرف ما أقوله وبكركي دائمًا تنادي بالميثاقيّة، والمشكلة اليوم أنّنا متّفقون على من لا نريده، ولسنا متّفقين على من نريد، الأولويّة اليوم هي تطيير سليمان فرنجية. إنّ أيّ مرشّح مسيحيّ إذا لم يحصل على توافق لا يمكنه تأمين أكثر من 20 صوتًا، وهذا ردًّا على من يقول إنّني أؤمّن فقط 20 صوتًا. أنا صريح وصاحب مواقف، فعندما قام جورج قرداحي بتصريح كان من السّهل التّخلّي عنه أنّني مرشّح رئاسيّ، ولكنّني لم أفعل مع أنّني أحترم السّعوديّة وأتمنّى أفضل العلاقات معها، وإذا أصبحت رئيسًا سأعمل على استراتيجيّة دفاعيّة وعلى الحوار مع الجميع، وأنا قادر على الحصول من المقاومة على ما لا يمكن لأحد أن يحصل عليه، ليس لأنّني مرشّح حزب الله. أنا أسعى لأن أكون مرشّحًا توافقيًّا، وأيّ طرف يؤيّدني أنا شاكر له سلفًا، فأنا هدفي أن أكون على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء اللّبنانيّين، أنا لا أنكر خلفيّتي السّياسيّة ولكن كلّ من هو مطروح على أنّه وسطيّ، يملك خلفيّة سياسيّة، وأنا لا أعتبر أنّ تاريخي السّياسيّ هو عائق في وجهي لأنّني أفتخر بتاريخي فهو يظهر أنّني لست رماديًّا بل صاحب مواقف.

أمّا عن رفضه وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهوريّة قال: "أنا لم أرفض يومًا قائد الجيش، ولكن أنا أُسأل اليوم عن مشروعي السّياسيّ، ولكن لم يسأل أحد قائد الجيش، على الأقلّ أنا أملك خبرة ثلاثين سنة، وكي أقبل بإسم مرشّح يجب أن أعرف مشروعه".

وعن سبب رفض جبران باسيل لاسمه قال إنّه لا يعرف السّبب فليُسأل باسيل، قد يملك أسبابه الخاصّة وقد تكون هناك ظروف أكبر من قدرته الاستيعابيّة في هذا الموضوع.

أمّا عن قبوله بأن يتمّ انتخابه بخمسة وستّين صوتًا فقط، قال: "أنا مع الدّستور، ولا أريد أن اكون رئيس تحدٍّ، وطبعًا سأقبل بأن أكون رئيسًا بالنّصف زائد واحد، فجدّي وصل إلى الرّئاسة بهذه الطّريقة، فهذا ما يُنصّ عليه الدّستور، ولا يمكننا أن نستنسب في تطبيق الدّستور."

عن تعليقه على موضوع القضاء قال فرنجية: "لقد قلنا سابقًا إنّ القضاء مسيّس، فبعض السّياسيّين عندما تناسبهم الظّروف يعترفون بالقضاء، وعندما لا تناسبهم الظّروف يعتبرونه مسيّسًا. نحن نقول إنّ هذا القضاء مسيّس بسبب التّدخّلات في التّعيينات في القضاء الأعلى وأصبح كلّ شيء مسيّسًا، فنعتبر مثلاً أنّ ما يحدث من تدخّل قضائيّ في الطّيّونة مسيّس أمّا في المرفأ فهو قضاء، لماذا؟ الاستدعاءات الّتي حصلت في ملفّ المرفأ فيها استنسابيّة أيضًا، فالقضاء يجب أن يُحترم أينما كان."

أمّا عن توقّعه لأحداث أمنيّة خطيرة فأكّد فرنجيّة أنّه يجب أن لا ننتظر أيّ تدخّل من دول نعتبرها صديقة ولم نرى منها إلّا الويل، معربًا عن خوفه من أن يتمّ تخريب البلد بهدف إيصال مرشّح معيّن، داعيًا إلى الحذر في هذا الإطار، ومؤكّدًا أنّ الخراب لن يأخذ البلد إلى الأفضل."

وكان البطريرك الرّاعي التقى قبل ظهر اليوم أمين سرّ تكتّل الجمهوريّة القويّة سعيد مالك الّذي قال بعد اللّقاء إنّ البحث تناول ما حصل مؤخّرًا في موضوع تحقيقات المرفأ، إضافة إلى قانونيّة عقد جلسات الحكومة وما رافقها من التباس حول إمكانيّة الدّعوة لجلسة حكوميّة أو عدمها.  

وأضاف مالك: "قدّمت لصاحب الغبطة دراسة مع العديد من المراجع بهذا الخصوص، ما يؤيّد وجهة النّظر الّتي تؤكّد على أحقّيّة انعقاد الحكومة عند الحالات الطّارئة والضّروريّة جدًّا".

كما استقبل سفير الاتّحاد الأوروبيّ في لبنان رالف طرّاف وكان عرض حول الأوضاع في لبنان ودور دول الاتّحاد الأوروبيّ في المساعدة على تخطّي لبنان لأزماته المتلاحقة.