لبنان
15 أيلول 2020, 12:30

الرّاعي اختتم أنشطة الصّيف في حديقة البطاركة وافتتح واحات "ورود وزنابق الحقل"

تيلي لوميار/ نورسات
إختتم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي أنشطة الصّيف في حديقة البطاركة، الدّيمان، فشارك في الاحتفال الّذي نظّمته رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة الرّاهبات الأنطونيّات في الحديقة، بحضور النّائب البطريركيّ العامّ المطران جوزيف نفّاع، العميد وليام مجلي ممثّلاً نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، الرّئيسة العامّة لجمعيّة الرّاهبات الأنطونيّات الأمّ نزها خوري، مدير عامّ وزارة الأشغال مطانيوس بولس، رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول كنعان، رئيس رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث نوفل الشّدراوي وحشد من الأصدقاء.

في بداية الاحتفال، أزاح البطريرك الرّاعي والأمّ خوري والشّدراوي السّتارة عن لوحة برنامج زنابق الحقل، المستوحى من الآية الإنجيليّة للقدّيس لوقا "تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تغزل ولا تنسج"، وقد أطلقته رابطة قنّوبين مؤخّرًا في نطاق عمل بيت الذّاكرة والإعلام، تحيّة لوجوه وأعلام. ثمّ بارك البطريرك الرّاعي بحضورعائلة الشّاعر جورج يمّين الواحة المقامة على اسمه، فالواحة المقامة على اسم سارج فؤاد فارس بحضور عائلته. ورشّ المياه المقدّسة، مبديًا تقديره لهذه المبادرة، وإعجابه بالأشغال العمرانيّة المنفّذة لإقامة الواحات، وغرس كلّ منها بأرزة وبورود وأزهار عطريّة وطبّيّة تقطر في مشغل حديقة البطاركة، وبهذا نحفظ ذكرى وجوه وأعلام، ونجمّل الموقع، ونشغّل المشغل الحرفيّ.  

ثمّ انتقل الجميع إلى مسرح الوادي المقدّس حيث افتتح اللّقاء بكلمة للزّميل جورج عرب قال فيها: "نفتتح ونحن نختتم أنشطة صيف 2020 عهدًا جديدًا في حديقة البطاركة. إنّه عهد الأنطونيّات فيها. لقد انطلق من هنا مشروع المسح الثّقافيّ الشّامل لتراث الوادي المقدّس. وكان في صلب هذا المشروع أن تكون واجهة الموقع هنا وجهًا إكليريكيًّا فردًا أو جماعة رهبانيّة. ولقد أفاض الله إشراقه بحضور الرّاهبات الأنطونيّات هنا ببركة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال الرّاعي. وتعود جذور هذا الحضور الأولى إلى ثلاثين سنة مضت مذ تواجدت الأنطونيّات في دير سيّدة قنّوبين، حيث زرعنا بذور الإقامة هنا مع الأخت لينا الخوند على قاعدة التّكامل بين قنّوبين والدّيمان في كنف البطريركيّة."

بعد ذلك كانت لوحة فنّيّة لأطفال مخيّم الحديقة حول تاريخ البطاركة الموارنة ومسيرتهم في قنّوبين والدّيمان. ثمّ عرضت الأخت لينا الخوند وثائقيًّا حول خبرة الرّاهبات الأنطونيّات في الحديقة، مشدّدة على مدرسة الهويّة والتّراث الّتي ستؤسّس، وعلى العناية بالشّبيبة والمرأة والعائلات المحتاجة ورعاية العجزة والمشغل الحرفيّ بفروعه الثّلاثة: تقطير الأعشاب، وإنتاج المونة ومحترف الفنّ الكنسيّ. وقدّمت أوّل إنتاج المشغل إلى البطريرك الرّاعي والحاضرين، وهو صابون بنكهة الورد الجوريّ وسواه.  

ثمّ ألقت الرّئيسة العّامة الأنطونيّة الأمّ خوري كلمة حيّت فيها البطريرك الرّاعي. وشكرت رعايته لوجود الأنطونيّات في حديقة البطاركة بالتّعاون مع رابطة قنّوبين. ورسمت رؤيا مستقبليّة للرسالة تشكّل نموذج التّعاون بين المؤسّسات.

وختامًا، ألقى البطريرك الرّاعي كلمة حيّا فيها جهود رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث المتّصلة بتراث الوادي المقدّس، والّتي أثمرت إنجازات كبيرة، وآخرها هو حضور الرّاهبات الأنطونيّات في حديقة البطاركة. معربًا عن أسفه العميق لما تعرّض له الفنّان جورج خبّاز جرّاء حادث سير منعه من المشاركة في هذه الأمسية المميّزة، وأضاف: "بداية اشكر الرّئيسة العامّة والرّاهبات على عملهم وعلى تجذّرهم في الوادي المقدّس 27 عامًا على خطى البطاركة القدّيسين الّذين عاشوا المقاومة الحقيقيّة على مدى أربعمئة سنة، أشكركنّ على ما تفعلونه وأؤكّد لكم أنّ أهالي الدّيمان فرحين بكم لما تقومون به من نشاط روحيّ وترفيهيّ للاطفال في هذه البلدة والمنطقة."

وتابع: "نفتتح في هذه الأمسية معكم حدائق الورود والزّنابق وأنحني معكم لروح الشّاعر والإعلاميّ الكبير جورج يمّين وأحيّي عائلته. كما أنحني لحبيبنا سرج فؤاد فارس. وأمام ذكراهما نبارك حديقتي الزّنابق ونعيش فرحة كلام الرّبّ يسوع "زنابق الحقل" وتحديدًا هاتين الزّنبقتين في أرجاء السّماء، ونصلّي من أجلهما ونصلّي لعائلتي المرحومين جورج وسرج كي يعيشا الفرح بالعطاء. وما قالوه في كلمتهما هو رجاء وشجاعة وأهنّئهم على قوّتهم المستمدّة من الرّبّ، وأشكر رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث على نشاطاتها الدّائمة في الحديقة. وكم كانت الفكرة جميلة عندما أطلقت فكرة حديقة الزّنابق، كما أشكر كلّ الحاضرين وأهالي الدّيمان على المحبّة الكبيرة الّتي غمروا بها الرّاهبات الأنطونيّات، فحضورهنّ بركة ونحن معجبون بالرّوح الرّسوليّة الّتي تغمرهنّ. ونشكر دولة الرّئيس عصام فارس الممثّل بالعميد وليم مجلي على ما يقدّمه ويتبرّع به في الحديقة، كما نشكر المحامي بول كنعان الموجود دائمًا معنا. وفي هذه المناسبة نطلب من الرّبّ أن يخلّص لبنان من أزماته وينجّي العالم بأجمعه من وباء الكورونا. كذلك أشكر الأطفال الّذين أعطونا لمحة سريعة عن تاريخ البطاركة من مار يوحنّا مارون إلى عبدكم الحقير، وقد أعجبت بهم لما أعطوه من مفهوم وقيمة للحياد خلال تأديتهم العرض المسرحيّ وبدرجة أكبر ممّا فهمه عندنا السّياسيّون."

وأنهى مؤكّدًا على أنّه "من فم الأطفال والرّضّع تخرج الحقيقة".