الرّاعي إلى روما
وفي كلمة له قبل مغادرة المطار، أعلن الرّاعي- بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"- أنّ "الزّيارة إلى روما هي لبطاركة الشّرق الكاثوليك، إذ أنّنا طلبنا اللّقاء مع قداسة البابا للحديث عن كلّ أوضاعنا في بلدان الشّرق الأوسط، وحدّد الموعد غدًا الجمعة. وللمناسبة، سيكون هناك عرض للأوضاع السّائدة حاليًّا في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط وكيف يمكن للكرسيّ الرّسوليّ أن يساند في ذلك، وهذا دليل على اهتمام العالم بلبنان وإنّما على اللّبنانيّين أن يهتمّوا بوطنهم".
وأضاف: "إنّ لبنان عاش وشعبه خيبات أمل كثيرة عبّروا عنها تباعًا بإضرابات وتظاهرات، وعندما طفح الكيل عبّروا عنها بالانتفاضة أو بالثّورة الّتي بدأت في 17 تشرين الأوّل وما زالت قائمة. نحن بالأساس كما الجميع، مع مطالبها المحقّة على المستوى السّياسيّ والاستقرار السّياسيّ أوّلاً، وعلى المستويات الاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة، إنّما نحن ضدّ العنف من كلّ الجهات إن كان العنف من جهة المنتفضين أو العنف خارج محلّه، الّذي يأتي من قبل السّلطات الأمنيّة. وهذه الأمور باتت واضحة أمام أعين الجميع. ولكن يهمّني هنا القول إنّه علينا أن نظهر أكثر الاهتمام بمؤسّساتنا الدّستوريّة لأنّه في حال عدم وجود مؤسّسات دستوريّة- والحكومة منها هي السّلطة الإجرائيّة- فهذا يعني الشّلل. يجب أن يكون عندنا مؤسّسات إن كان الحكومة أو المجلس النّيابيّ أو رئاسة الجمهوريّة فهذا هو الهيكل الأساسيّ. وفي عدم وجوده فالبلد لا يستطيع أن يمشي.
من هنا، أودّ أن أحيّي الجميع وأصحاب الإرادة الطّيّبة. ونحن معهم نريد قيامة لبنان ليعود إلى سابق عهده ودوره وازدهاره. ويعود اللّبنانيّون ليعيشوا بكرامة. وجميعنا يعرف أنّ أكثر من ثلث الشّعب اللّبنانيّ أصبح تحت مستوى الفقر والإذلال والجوع وزادت الهجرة وخاب أمل الشّباب اللّبنانيّ. ونحن فرحنا كثيرًا بالانتفاضة لأنّها أظهرت أنّ في لبنان شعبًا يريد الحفاظ على وطنه وأن يبقى في أرضه. وهذه الأمور كلّها سوف تكون موضوع بحثنا في ما يخصّ لبنان مع قداسة البابا والمسؤولين في الفاتيكان.
ستكون لي أيضًا بصفتي عضوا في المجمع المختصّ بالتّربية الكاثوليكيّة مشاركة في الجمعيّة العموميّة لهذا المجمع".
وأكّد الرّاعي أنّه خلال اللّقاء سيتطرّق إلى نقطة أساسيّة "صفقة القرن" وموضوع التّوطين، "وهذه نقطة موجودة في الدّستور ونحن لا نريد توطين الفلسطينيّين ولا توطين السّوريّين. ونحن دائمًا نطالب لا كرهًا ولا حملًا لثقل. ودائمًا نقول هذه الشّعوب عندها تاريخ وحضارة ولا بدّ من عودتهم إلى بلدهم حتّى يعيشوا تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وهذا ما نكرّره باستمرار، وألّا نكون أمام حربين: الحرب الأولى دمّرت الحجر والحرب الثّانية هي تدمير ثقافتهم وحضارتهم والشّعوب والدّول قيمتها ثقافتها وتاريخها وحضارتها وليس الأرض فقط".
وعلّق الرّاعي على موضوع الحكومة والحراك الشّعبيّ قائلاً: "إنّ الحراك في الشّارع طالب بحجب الثّقة قبل أن يقرأ البيان وعلينا أن نكون واقعيّين وعلميّين. البيان الوزاريّ سيرسل إلى النّوّاب الّذين سيطّلعون عليه ويدرسونه ويبحثون فيه، فإمّا يعطون ثقة على مضمونه وإمّا يحجبونها ويعطون الأسباب لذلك، وهذا هو عمل المؤسّسات الدّستوريّة. إنّما أن ننطلق قبل أن نطّلع على البيان أو نقرأه ولا نعرف ماذا يتضمّن ونعلن رفضنا له... فرفض البيان شيء وحجب الثّقة بعد قراءة البيان وتمحيصه والنّظر فيه بالإيجابيّ والسّلبيّ شيء آخر. فعندها يكونون أحرارًا فإمّا يمنحونها الثّقة أو لا، ويكون ذلك وفق أصول علميّة".