لبنان
21 تموز 2022, 05:00

الدّيمان غصّ بالأمس بالزّوار الّذين استنكروا ما تعرّض له المطران الحاج، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
غصّ الصّرح البطريركيّ الصّيفيّ في الدّيمان بالزّوّار الّذين وفدوا لاستنكار ما تعرّض له المطران موسى الحاج أمس، كما تلقّى البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي سلسة اتّصالات مستنكرة لما حصل مع النّائب البطريركيّ العامّ على أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة والمملكة الهاشميّة.

وقد استقبل عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة النّائب شوقي دكّاش الّذي قال بعد اللّقاء: "جئنا اليوم إلى الدّيمان باسمي وباسم القوّات اللّبنانيّة لنضع أنفسنا بتصرّف صاحب الغبطة والمطارنة الأجلّاء، إنّ كلمات الاستنكار لا تكفي لتعبّر عن غضبنا من الطّريقة الّتي تمّ التّعامل بها مع سيّدنا المطران موسى الحاج فقد أخذوا جواز سفره وهاتفه الخلويّ والأموال الّتي كانت معه وهي أمانات للنّاس والأدوية المفقودة أساسًا في البلد."

وأضاف: "نحن الّذين منذ سنوات نطالب بالدّولة ومؤسّساتها واحترام هيبتها وقضائها ولا نراهن إلّا على الشّرعيّة نحذّر من الدّيمان ونقول ما تجربونا".

وتابع: "الدّولة تعني العدالة واحترام الحقوق وليس الاعتداء على كرامات النّاس ومحاولات إذلالهم والضّغط عليهم وإذا كان هناك من يعتقد أنّه من الممكن من خلال ذلك الضّغط على صاحب الغبطة فإنّي أعود وأؤكّد "ما بيعرفوا تاريخ بكركي" ولا تاريخ الـ76 بطريركًا الّذين سبقوا البطريرك الحاليّ، وبالتّالي ليس البطريرك الرّاعي ولا الكنيسة المارونيّة هم من يمكن أن يمارسوا عليهم الضّغوط".

وأضاف: "كلّنا متّفقون أنّنا نعيش واحدة من أخطر المراحل في البلد خصوصًا على الصّعيد الاقتصاديّ والاجتماعيّ وكلّنا نعرف أنّ هناك دويلة داخل الدّولة وشبه مستقلّة عنها، ولكن أن تصل هذه الأمور بأن تفرض هذه الدّويلة سيطرتها على الدّولة برضى أو تجاهل من الّذي مفترض أن يكون أمينًا على الدّولة والدّستور فهذا مرفوض ولن نسكت عنه، ونحن كقوّات لبنانيّة وتكتّل الجمهوريّة القويّة وراء صاحب الغبطة ومجلس المطارنة بكلّ خطوة سيتّخذونها".

وردًّا على سؤال حول ما إذا كان يقصد بكلامه حزب الله قال: "أكيد حزب الله بالتّحديد لأنّ سيّدنا بكلّ عظاته وخلال أحاديثه يركّز على أنّه مع الدّولة ضدّ الدّويلة ومع بسط سلطة الدّولة اللّبنانيّة على كلّ الأراضي اللّبنانيّة وأكتفي بهذا القدر من الكلام وأترك الكلام لسيّدنا والمطارنة بعد الظّهر ".

وردًّا على سؤال ما إذا كانت القوّات تؤمّن الحماية للموقع المسيحيّ قال: "أبدًا ولكن من منطلق دور الشّرعيّة اللّبنانيّة على الأراضي اللّبنانيّة وآسف أن يكون القاضي عقيقي هو الّذي يأخذ هكذا قرارات وعلى القضاء أن يكون منزّهًا وأن يتعاطى بكلّ شفافيّة".

وعمّا إذا كان القاضي يخضع لطرف سياسيّ قال: "أكيد وهذا شيء معروف ولكن نترك الكلام لبيان بعد الظّهر".

وبعد الظّهر التقى البطريرك الرّاعي النّائب نديم الجميّل بحضور الوزير السّابق سجعان قزّي وقال الجميّل عقب اللّقاء: "جئت إلى الدّيمان للتّضامن مع هذا الصّرح الكبير والّذي تعرض بالأمس بأكمله من قبل قضاء منحاز وفاسد يغضّ النّظر عن أمور ويتعرّض للأحرار في هذا البلد، لطالما نبّهنا أكثر من مرّة أنّ لبنان يسير وفق توجّهات لا تشبه خياراته الدّيمقراطيّة، لبنان يتّجه نحو محور مخالف لمحور الحرّيّة والدّيمقراطيّة، ويدخل ضمن محور إيرانيّ سوريّ يفرض عليه كلّ المسارات والاستحقاقات، ما تعرّض له المطران في النّاقورة عمل مرفوض كلّيًّا، ولن نقبل به لذا جئنا إلى الدّيمان للوقوف إلى جانب سيّدنا البطريرك وإلى جانب المطارنة لنؤكّد لهم أنّ ما تواجهه الكنيسة المارونيّة ولها الفضل في تأسيس الدّولة اللّبنانيّة وعلّمت العالم العربيّ معنى الحرّيّة وللبنان واللّبنانيّين الثّقافة والحضارة والسّيادة والبقاء أحرار ورأسنا مرفوع، ولن نقبل لا من قريب ولا من بعيد أن يتعرّض أيًّا كان لها إن كان مارونيًّا أو مسيحيًّا، وما من أحد إن كان إيرانيًّا أو سوريًّا ويأخذ تعليماته من الوليّ الفقيه يمكنه أن يتعرّض للأحرار في هذا البلد، وإذا كانوا يعتقدون أنّ بكركي والدّيمان وسيّدنا البطريرك "حيطن واطي" فهم مخطئون كلّيًّا، وأتمنّى أن لا يأخذوننا إلى نقطة لا يمكن الرّجوع عنها ولا يمكننا تهدئة النّاس خلالها، وأنا هنا أهدّد وأتكلّم بكلّ وضوح وبكلّ برودة اليوم في حال استمرار الأمور بنفس المنوال وتبقى التّعدّيات على كلّ الأحرار فلن نبقى صامتين، ولن نقبل بأيّ تهديد ومن يريد كسر الجرّة فليكن!".

وأضاف:" التّعدّي علينا مرفوض كلّيًّا، وقد نصل إلى نقطة اللّارجوع، ومن هنا أؤكّد على المواقف الوطنيّة لسيّدنا البطريرك في كلّ الاستحقاقات الكبيرة الّتي يمرّ بها البلد، وما من أحد قادر على تغيير رأيه مهما فعلوا، نحن إلى جانبه في مواقفه الأساسيّة في لبنان".

وإختتم الجميّل: "إذا كان لبنان الرّسميّ يعتقد بأنّه قادر على استقبال اسماعيل هنية ويهرب الكابتاغون ويترك الحدود فلتانة، ومن ثمّ يقوم بتوقيف مطران أصبح له سنوات في العمل الرّعويّ ومن مئات السّنوات المطارنة الموارنة يذهبون إلى فلسطين المحتلّة ويؤدّون واجبهم وما من أحد يسألون ماذا تفعلون؟ وإذا كان لبنان الرّسميّ يعتقد أنّ بامكانه السّكوت عن قاض وأجهزة تحاول الاعتداء على مطارنتنا فهو مخطئ وسنواجهه والاحتلال الإيرانيّ فإمّا حرّيّتنا وإمّا أمننا ونحن لن نساوم على حرّيّتنا."  

وكان البطريرك الرّاعي استقبل صباحًا مجلس نقابة المحامين في طرابلس والشّمال برئاسة النّقيبة ماري تريز القوال ومشاركة الوزير السّابق النّقيب رشيد درباس والنّقباء السّابقين وقالت القوال بعد الاجتماع "إنّ الزّيارة تندرج في السّياق التّقليد السّنويّ للتّرحيب بغبطته في الشّمال".

وردًّا على سؤال حول ما إذا كان تمّ البحث في ما تعرّض له المطران الحاج أجابت:  

"تداولنا بكلّ الأمور وليس فقط بموضوع المطران الحاج ونحن مجمعون على أنّ القضاة يستمدّون سلطتهم من القانون ومن المفروض أن يلتزموا بالقانون وعندما لا يتمّ الالتزام بالقانون نفسه فيجب معاقبة القضاة لأنّ الصّورة الظّاهرة غير مرضية وهي توحي بالتّسيّب والتّفلّت وهذا ما نرفضه لأنّه يؤذي العدالة والإنسان وكرامة الإنسان في لبنان."

وبالإضافة إلى التّواصل طوال يوم الثّلاثاء بين الدّيمان وبعبدا تلقّى البطريرك الرّاعي أمس سلسلة اتّصالات هاتفيّة أبرزها من الرّئيس نجيب ميقاتي والرّئيس أمين الجميّل ومفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان وشيخ العقل سامي أبو المنى.