دينيّة
21 كانون الثاني 2023, 08:00

الدّعوة هي لليوم!

ماريلين صليبي
هي واحدة من أكثر التّغريدات انعكاسًا لمجتمعاتنا الّتي تسير صوب الفوضى والإرجاء، تغريدة أراد البابا فرنسيس من خلالها حثّنا على النّشاط والمحبّة إذ قال: "‏إنَّ اللّقاء مع الله والإخوة لا يمكنه أن ينتظر بُطأنا وكسلنا: الدّعوة هي لليوم!" فالمبادرة الإنسانيّة تجاه إخوتنا لا بدّ من أن تقترن بالجهد والهمّة والفرح، لأنّ الكسل يؤدّي إلى التّراجع والخمول والرّكود؛ والتّوق إلى الله يحتاج أيضًا إلى السّرعة والكدّ والرّغبة الصّادقة، لأنّ البطء يشلّ النّفس والجسد ويكبّل الضّمير.

 

أمّا التّأجيل فهو عدوّ الله وحليف الشّيطان، وجده الشّرّ لكي يبعد النّاس عن النّشاط والعمل والتّواصل، بسببه يتراجع المرء عن قراراته ويخلف بوعوده ويستهتر بواجباته ويرسب في محنه.

هذا في الحياة اليوميّة، أمّا في الحياة الرّوحيّة فكثيرًا ما تكون الأمور مماثلة، إذ إنّ التّأجيل قد يمنع المرء من المشاركة في القدّاسات بحجّة الكسل ليصبح اللّقاء مع المسيح والإخوة بعيد المنال لا يطاله الفرح والسّلام والثّبات.

الدّعوة إذًا هي دعوة إلى النّشاط الممزوج بالحماس والرّغبة والفرح والأمل والقناعة والثّبات. دعوة وضعها الله اليوم أمامنا لنتمّمها اليوم أيضًا، فالمستقبل فضاء مجهول قد لا يستقبل ما أرجأه المرء، والحاضر عالم معيوش قد لا يحتمل الخطأ، والفرص الّتي يتيحها الله لنا اليوم قد لا تتوفّر لنا ثانية، فلنستفد إذًا منها بما يرضي الله، ولنصغٍ إلى تدبير الرّبّ الّذي يرسمه الله بريشة الخير، فما علينا سوى اتّباعه وتنفيذه بثقة من دون تشويه ملامحه بممحاة الكسل والبطء.