لبنان
08 كانون الثاني 2021, 06:55

الخوري مكرم قزاح إلى جوار الرّبّ

تيلي لوميار/ نورسات
إنتقل إلى جوار الرّبّ الخوري مكرم قزاح عن عمر 83 عامًا بعد صراع مع المرض، ويُحتفل اليوم بالصّلاة لراحة نفسه عند الرّابعة والنّصف عصرًا، في كنيسة مار ميخائيل- بكفيّا.

وفي نبذة عن حياته، نشرت أبرشيّة أنطلياس المارونيّة ما يلي:

"هو مكرم إبن فؤاد نجم قزاح من بكفيّا والدته هي رشيده حنّا كرم

- ولد في بكفيّا، في 4 تشرين الأوّل 1937

- نال سرّ العماد في 10 أيّار 1939، في كنيسة مار ميخائيل– بكفيّا.

- هو الثّاني في عائلته المؤلّفة من شقيقه سامي وثلاث شقيقات: ماي، نجوى ونوال.

- بعد ولادته بأربعين يومًا حمله أهله معهم إلى أفريقيا حيث هاجرت العائلة للعمل، ثمّ عادوا به إلى بكفيّا بعد أقلّ من سنتين، ليهتمّ به جدّاه بعد أن أُدخل إلى مدرسة راهبات العائلة المقدّسة الفرنسيّات- بكفيّا وهو في عمر السّنةِ ونصف السّنة فكان من الطّلّاب الدّاخليّين من سنة 1939 ولغاية 1947.  

الدّراسة  

- بدأ دورسه في مدرسة راهبات العائلة المقدّسة الفرنسيّات- بكفيا من 1939 ولغاية 1947

- ليعود ويدخل إلى مدرسة برمّانا العليا "Broumana High School" في سنة 1947  ويتخرّج منها في سنة 1955.

- دخل إلى الجامعة الأميركيّة– بيروت سنة 1955 وتابع تخصّصه في الكيمياء وتخرّج منها حاصلاً على إجازة في علوم الكيميّاء سنة 1957.

- تابع دراسة الفلسفة واللّاهوت في الجامعة اليسوعيّة بيروت، سنة 1962 وحصل على إجازة في الفلسفة سنة 1967. تابع أيضًا دراسته اللّاهوتيّة في إكليريكيّة البرادو في ليمونيه ليون، سنة 1967- 1969.

مسيرة الدّعوة

- يَذكُرُ من طفولته، وهو بعد في العاشرة من عمره، لقاءه الشّخصيّ مع الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ قرب مدرسته في برمّانا حيث باركه أبونا يعقوب فطبعه هذا اللّقاء طوال حياته.

- عند انتهاء دروسه الثّانويّة أراد دخول رهبانيّة الإخوة الأصاغر الكبّوشيّين، لكنّ رفضَ والدِه وإصرِارِه عليه ليكملَ دراستَه، جعله يعدل عن رغبته ويدخل الجامعة الأميركيّة في بيروت.  

- بعد إنهائه دراستَه الجامعيّة، سافر إلى فرنسا في تشرين الأوّل 1958 ليلتحق برهبنة التّرابيست في Notre-Dame d'Aiguebelle، حيث أمضى سنتين مختبرًا الحياةَ الرّهبانيّة الصّامتة ليعود بعدها إلى لبنان لأسباب صحّيّة قاهرة.

- بعد عودته إلى لبنان، دخل في عداد الطّلّاب الإكليريكيّين التّابعين لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة (قبرص حينها)، فدخل طالبًا إلى الإكليريكيّة الكبرى في جامعة القدّيس يوسف– بيروت وتابع دروس الفلسفة واللّاهوت فيها من سنة 1962 لغاية 1967.

الدّرجات الكهنوتيّة

- بعد إنهاءِ دراسته في الجامعة اليسوعيّة نال الدّرجات الصّغرى في كنيسة الكرسيّ الأسقفيّ في قرنة شهوان بتاريخ 27 أيّار 1969 على يد المثلّث الرّحمات المطران الياس فرح.

- ثمّ سيمَ شمّاسًا في الكنيسة نفسِها بتاريخ 2 أيلول 1969 على يد المثلّث الرّحمات المطران الياس فرح.

- وفي السّنة نفسها بتاريخ 4 تشرين الأوّل 1969 سيم كاهنًا في كنيسة مار ميخائيل- بكفيّا على على يد المثلّث الرّحمات المطران الياس فرح.

خدمته الرّعويّة

- خدم رعيّة السّيّدة ومار يوحنّا- صاليما من 1969 لغاية 1970

- خدم في رعيّة مار ضومط- برج حمّود من 1970 لغاية 1976 (كان يعيش في بيت لكهنة جمعيّة البرادو)

- عيّن مدبّرًا لرعيّة مار الياس- عين عار من تشرين الأوّل 1979 لغاية آب 1983 ثمّ عيّن خادِمًا للرّعيّة المذكورة من آب 1983 حتّى تمّوز 1986.  

- عيّن خادِمًا لرعيّة مار أشعيا- برمّانا وكنيستَي مار الياس والسّيّدة- برمّانا من تشرين الأوّل 1987 ولغاية صيف 1993، تميّزت خدمته في برمّانا بالبعد المسكونيّ والتّعاون مع كهنة الرّعيّة الأرثوذكسيّة ببركة المطران جاورجيوس خضر الّذي كان يقيم في مركز المطرانيّة قرب الرّعيّة.

- عيّن معاونًا في رعيّة مار عبدا- بكفيّا من كانون الأوّل 1993 لغاية تشرين الأوّل 1997 ثمّ خوري للرّعيّة من تشرين الأوّل 1997 حتّى كانون الأوّل 2001

- عيّن خوري رعيّة مار ميخائيل- بكفيّا من آب 1999 لغاية كانون الأوّل 2001

إنتماؤه لجمعيّة كهنة برادو الشّرق  

- تعرّف على جمعيّة كهنة البرادو، حين كان في إكليريكيّة الآباء اليسوعيّين الشّرقيّة، بواسطة الكاهن الفرنسيّ البرادوزي بيار همبلو. وبدأ يشارك في لقاءات درس الإنجيل بين سنة 1963- 1964. وفي فصل الصّيف كان الأب همبلو ينظّم أسبوع رسالة مع عدد من الإكليريكيّين، وكانت أوّل رسالة في منطقة الكرنتينا، وكان الإكليريكيّ مكرم قزح من بين المشاركين في الرّسالة، وكان يزورهم المسؤول عن البرادو في المغرب والجزائر، الأب جان دي فورج الفرنسيّ الأصل.

- ثمّ التحق بالتّنشئة الأولى سنة 1967- 1968، في إكليريكيّة ليمونيه، ليون- فرنسا. إضافة إلى عمل رسوليّ قام به في الأوساط الشّعبيّة بخاصّة مع طبقة الفقراء.

- أبرز وعده المؤبّد في 4 كانون الثّاني 1969، في كنيسة دير يسوع الملك، بعهد مسؤوليّة الأرشمندريت حنّا ندّاف عن جمعيّة كهنة برادو الشّرق.

- سنة 1969، طلب إذن من راعي أبرشيّة قبرص المطران الياس فرح، للعمل في معمل العسيلة في منطقة جديدة المتن، فأعطاه الإذن. كان يتناوب في العمل مع ثلاث فِرق لمدّة ثلاث أسابيع، وكان يسكن في حيّ النّبعة بصحبة الأب ميشال ليبورديه، وظلّا معًا لحين اندلاع الحرب في لبنان.  

- أمضى سنة التّنشئة البرادوزيّة في ليمونيه سنة 1976- 1977، حين كان إيف موسّه المسؤول العامّ على البرادو.

- إنتخب مسؤولاً عن برادو الشّرق سنة 1985، خلال هذه السّنة سافر مرّتين إلى طهران، الأولى عندما انتخب الأب رمزي غرمو أسقفًا، والثّانية تلبية لدعوة من الأب بيار همبلو لإحياء دورة كتابيّة آبائيّة، لأشخاص منهم من خلفيّة إسلاميّة. وسنة 1986، سافر إلى فرنسا وشارك في احتفالات تطويب الأب أنطوان شافريه، وشارك في السّنة العالميّة لتنشئة المنشئين. وسنة 1992 عيّن مسؤولاً عن التّنشئة في برادو لبنان وسوريا وما زال لغاية تاريخه.

خدمته الرّسوليّة والرّوحيّة  

- أحبّ العمل الإرساليّ، فعاش خبراتٍ إرساليّة غنيّة طبعت خدمته الكهنوتيّة، فسافر إلى الجزائر من سنة 1976 لغاية 1978 ثمّ إلى السّودان والهند من 1978 لغاية 1979.

- إبّان خدمته في رعيّة مار ضومط برج حمّود أسّس مع الأخت سان رمي اليسوعيّة مدرسة مسائيّة للعمّال والعاملات، كان مركزها داخل حرم كنيسة مار مارون الدّورة، بلغ عدد الدّارسين فيها 300 عامل وعاملة، أميّين، تم تعليمهم لمدّة ثلاث سنوات، حتّى وصلوا إلى المرحلة المتوسّطة. كما أسّس بالتّعاون مع الخوري ميشال لوبورديه، وثلاث مساعدات اجتماعيّات، مؤسّسة دار الأمل، للعناية بالنّساء والشّابّات اللّواتي يتعاطين الدّعارة.

- إهتمّ برسالة التّعليم المسيحيّ في المنطقة نفسها لغاية سنة 1975، وعندما بدأت أحداث الحرب الأهليّة في لبنان، بقي الكاهن الوحيد في المنطقة، يزور العائلات المسيحيّة ويشجّعها، وعمل مع ثلاث أخوات من الرّاهبات اليسوعيّات وراهبات فرنسيسكانيّات، على جمع نُخبةٍ من الشّباب من كلِّ الكنائس والأديان.

- خلال فترة رسالته في منطقة النّبعة عمل مع فريق من النّاشطين على محو الأمّيّة في المعامل في منطقة حيّ الزّعيتريّة وجوارها.

- ظلّ يسافر فيما بعد ليعطي الرّياضات الرّوحيّة للجماعات الرّهبانيّة والكهنوتيّة حيثما دعت الحاجة متنقّلاً بين السّودان والجزائر ومصر وسوريا والأردنّ، ....

- تميّز الخوري مكرم بموهبة الإرشاد والمرافقة الرّوحيّة، فكان للعديد من المكرّسين والمكرّسات والطّلّاب الإكليريكيّين والكهنة والعلمانيّين، مرشدًا روحيًّا ومرافقًا يساعدهم على التّمييز، طابعًا إيّاهم بروحانيّته وجذريّته الإنجيليّة.  

خدمته في التّنشئة الكهنوتيّة ومرافقة الدّعوات

- عُيِّنَ عضوًا في لجنة الدّعوات في أبرشيّةِ أنطلياس المارونيّة من 1979 لغاية 2006.

- عُيِّنَ مرشدًا روحيًّا عامًّا في الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة وكان عضوًا في إدارتها من 1992 لغاية 2005 ثمّ من 2012 لغاية 2016.  

- عيّن أيضًا مرشدًا روحيًّا في إكليريكيّة مار أغوسطينوس- كفرا، عين سعاده من 2005 لغاية 2012.  

عشقه للكتاب المقدّس وللرّوحانية السّريانيّة الشّرقيّة

- درَسَ على نفسِه اللّغة السّريانيّة وتعمّق بروحانيّة الآباء السّريان وبكتاباتهم، فنشر من حوله هذه الرّوحانيّة وعلّمها وعاشها، بالإضافة إلى تدريسه اللّغة السّريانيّة لطلّاب الكهنوت في الإكليركيّتين (الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة- غزير، إكليريكيّة مار أغوسطينوس- كفرا) حيث أمضى فترة طويلة من خدمته.

- ساهم مع مجموعة من الآباء في ترجمة العهد الجديد من اللّغة السّريانيّة (فشيطو) إلى اللّغة العربيّة، فأصدروا بمعيّة اللّجنة اللّيتورجيّة التّرجمة اللّيتورجيّة للعهد الجديد.

- علّم مادّة الكتاب المقدّس (العهد الجديد– الأناجيل الإزائيّة) في معهد التّثقيف الدّينيّ العالي في أبرشيّة انطلياس المارونيّة، كما أعطى العديد من المحاضرات حول الرّوحانيّة السّريانيّة والكتاب المقدّس.

سنواته الأخيرة

في سنواته الأخيرة، بسبب ظروفه الصّحّيّة الّتي بدأت تتدهور بشكلٍ ملحوظ منذ 2016، وبعد أنّ أقعده المرض، أقام منذ سنوات في دير راهبات الصّليب برمّانا، اللّواتي يخدمن الكهنة المسنّين والمرضى، حيث تابع قدر المستطاع رسالته في الإرشاد والمرافقة الرّوحيّة، وظلّ يقصده الكثير من الكهنة والرّهبان والرّاهبات والعلمانيّين لزيارته وللاسترشاد الرّوحيّ، نظرًا لخبرته الرّوحيّة العميقة، وصفاء روحه، وزهده، وامتلائه من معرفة الإنجيل وتعاليم الآباء القدّيسين.  

وفاته

وافته المنيّة يوم الخميس 7 كانون الثّاني السّاعة الثّالثة بعد الظّهر في المستشفى اللّبنانيّ الجعيتاويّ بعد صراع مع المرض.  

المسيح قام!".