دينيّة
26 تشرين الثاني 2023, 08:00

الخوري كرم: هل تقتدي بمريم في صلاة إيمانيّة تتوجّه لإله خالق ومبدع؟

تيلي لوميار/ نورسات
"في هذا الأحد المبارك، نتأمّل بإعلان بشارة العذراء ونقابلها ببشارة زكريّا. الأسلوب الأدبيّ في نصّ لوقا يضعنا في التّشابه والتّباين، الّذي يهدف إلى الكشف من هو من الولدين أسمى من الآخر." بهذه المقدّمة استهلّ الكاهن المتفرّغ لصلاة الشّفاء في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا حول إنجيل القدّيس لوقا (لو 1/ 23-38) عن بشارة العذراء مريم في زمن الميلاد المجيد.

وتابع: "خريطة البشارتين تسمح لنا اكتشاف الفارق بين وجود يسوع ويوحنّا.

مشهد بشارة العذراء لم يحصل في هيكل، في جوّ من الاحتفال، بل في مدينة الجليل وفي بيت متواضع.

في هذه البشارة، الملاك هو الّذي دخل منزل مريم (لوقا 1/ 28)، وبعد ذلك خرج المرسل الإلهيّ من المنزل (الآية 38). البشارة توجّهت إلى الأمّ المستقبليّة وليس إلى الأب.

هذا الفارق له بعد إيجابيّ يبرز بوضوح بتوليّة مريم، ولادة يوحنّا رائعة أمّا ولادة يسوع فهي متفوّقة. إنّ الفرق الشّاسع في بشارة مريم هو بفضل بتوليّتها."

وأردف: "مريم تطلب توضيحًا من الملاك بطرح سؤال شبيه بتساؤل زكريّا:

"كيف يكون هذا وأنا عزباء لا أعرف رجلاً"، أيّ لا علاقة جسديّة.

في هذه البشارة، لم يرَ الملاك أيّ نقص في إيمان مريم. فهو يجاوب على التّساؤل بدون أيّ انتقاد، عكس الوضع مع زكريّا. جواب الملاك لا يحمل أيّ قصاص، لقد أعطى لمريم علامة: "ها قريبتك أليصابات حبلى."

إنّ التّشابه بين البشارتين في الحبل، ولكنّ التّباين فهو في الصّمت المرغم للكاهن، وهو يعكس القبول الهادئ لخادمة الرّبّ الّتي تخضع "للكلمة"، وبعد ذلك تحقّقت الكلمة."

وأكمل: "لقب مريم "خادمة الرّبّ" (الآية 48)، هو تعبير يستعمله لوقا في تعيين أعضاء الكنيسة:"وعلى عبيدي أيضًا وخدّامي أسكب من روحي..." (أعمال الرّسل 2/ 18)

يوجّه الملاك السّلام لمريم أمّا زكريّا فلم يقابله بسلام.

قال الملاك "السّلام عليك يا من أنعم الله عليها الرّبّ معك"."الرّبّ معك" عبارة تتوجّه من ملاك الرّبّ في ترائيه لجدعون (ملوك الأوّل 6/ 12). الرّبّ يؤمّن الحماية لكل من يدعوه للخدمة."

وعن البعد الكريستولوجيّ للبشارة قال: "يسوع ليس فقط الإبن المعطى من العلاء سلطة داود الملكيّة، بل سيُعلن "إبن الله"، المولود من الله الآب بقوّة قدرته الخالقة بفضل عمل الرّوح القدس."

وإختتم الخوري كرم متسائلًا: "هل تقتدي بمريم في صلاة إيمانيّة تتوجّه لإله خالق ومبدع؟ وهل أنت في انتظار مليء بالرّجاء في تدخّل السّماء من خلال بشرى الفرح تيقّظ النّفوس بثقة من أجل ولادة جديدة، لإنسان وعالم جديد؟"