لبنان
09 أيلول 2016, 11:00

الجميّل من بكركي: ضرورة بذل كلّ الجهود من أجل إنقاذ الوطن

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 9 ايلول 2016، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس الجمهورية السابق الشيخ امين الجميل في زيارة تم في خلالها البحث في ابرز المستجدات على الساحة اللبنانية. وبعد اللقاء اشار الجميل الى انه:" في هذه الظّروف الصّعبة التي نمرّ فيها، من الطّبيعيّ أن نتشاور مع غبطة البطريرك الراعي الذي يرعى كلّ هذه المسيرة، وقلبه على البلد. لقد كان لقاء مفيدا جدّاً للبحث في الوضع الراهن وفي هذا الظّرف الصعب الذي نمرّ فيه. انه جوّ الإنتحار الذي نعيشه ومن احد اسبابه جهة التّعطيل في الدّاخل. وعلى الرغم من الظّروف المحيطة بنا في المنطقة، نحن كقيادات لبنانيّة لا نستوعب بما فيه الكفاية خطورة الوضع، وضرورة بذل كلّ الجهود من أجل إنقاذ الوطن."

 

وتابع الجميل:" ان ما نشعر به في الوقت الحاضر هو خلل كبير في الميزان. ونتذكّر أنّه في مرحلة من المراحل كان هناك نوع من تجمّع، يمثّل شريحة كبيرة من اللّبنانيّين من كلّ الفئات ومن كلّ المكوّنات، وهذا التجمّع تمثل بقرنة شهوان أو البريستول أو 14 آذار، الذي يطالب بالسيادة والإستقلال وهو الذي حقق المعجزات في ذلك الوقت. لقد كان هناك توازنٌ في البلد استطعنا من خلاله تحقيق كل ما حقّقناه في هذه المرحلة بالذّات. أمّا اليوم، فهذا التّوازن مفقود، وكأنّ هناك من يجاهرُ من جهة، وفي المقلب الآخر لا أحد يجيب. صفوف مشرذمة ومفكّكة؛ بداية الخلاص هي إعادة تجميع هذا الفريق السيادي، هذا الفريق الذي ضحّى بالكثير وأعطى شهداءً وحقّق إنجازات على الصّعيد الوطني والسيادي وعلى صعيد إعادة تكوين الدّولة، وتعزيز مسيرة الوطن. هذا الفريق مشرذم بسبب هذا الخلل الموجود هو عدم إمكان لبنان من أن يُنتَشَل من هذا المستنقع الذي يتخبّط فيه."

وأضاف الجميل:" ونتساءل، هل آن الأوان لأن يعود هذا الفريق ويجتمع ، أكان فريق قرنة شهوان أو فريق البريستول أو 14 آذار أو تحت أيّ تسمية كان. هذا الفريق الذي ضحّى في سبيل سيادة الوطن. ألم يحن الوقت يا ترى أن نجمع هذا الفريق من جديد، حتّى يعيد التّوازن بوجه الفريق الذي يتناقض تماماً مع مفهومنا للسيادة ومصلحة الوطن. نحن الآن بأمسّ الحاجة إلى إعادة تجميع هذه القوى وتنظيمها، ولتتضامن مع بعضها البعض حول أوراق واضحة وخطّة عمل، يمكن أن تؤدّي إلى النتيجة المطلوبة. هذه هي بداية مسيرة الألف ميل؛ خطوة أولى وضرورية وإلاّ فالبلد متّجه إلى الخراب، ولا أحد يستوعب خطورة نتيجة هذا الأمر، والذي لا يمكن أن يُعالج إلاّ بوقفة ضمير ووقفة وجدانيّة من قِبل كل هذا الفريق الذي ضحّى وأنجز، واليوم هذه الإنجازات بخطر، ومن هنا السّعي، وقد تكلّمنا مع مجموعة من القيادات، وأعتقد أنّه آن الأوان أن تتجمّع من جديد هذه القوى السياديّة، وهذه القوى الحريصة على مصلحة البلد، والتي تشعر بالوضع المأساوي الذي نمرّ فيه، وبالتّالي إذا فعلاً التقينا، يعود التّوازن في السياسة الوطنية واللّعبة السياسية تستقرّ أكثر، ويكون كردّة فعل لكلّ هذه الضّغوطات التي تُمارس على حساب لبنان، والتي إذا لم نستوعبها يمكن أن تقضي على قضيّتنا، وعلى المصلحة الوطنية."

وردا على سؤال حول سبب وضع الطّابة دائما في ملعب الموارنة في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية، أوضح الجميل:" نعرف تماماً أنّه يا ليت كانت اللّعبة بيد الموارنة، ونعرف تماماً أنّ تقاطع المصلحة الإستراتجيّة عند البعض تتجاوز حدود لبنان والمعطيات اللّبنانيّة. ولولا تقاطع هذا البعد الأجنبي والخارجي، لَمَا وصلنا إلى ما نحن عليه. المؤسف أنّ هناك تقاطعاً ما بين بعض المصالح والطّموحات الشّخصيّة مع مصالح استراتجيّة كبيرة، تتجاوز المصلحة والحدود اللّبنانيّة. وبالتّالي هناك مسؤولية على بعض القيادات المارونية، وإنّما المسؤولية الكبرى والتي تعطّل بشكل كامل استقرار الأوضاع في لبنان، والحفاظ على المؤسّسات هو الضّغط الكبير على لبنان، وإقحام لبنان في معارك أكبر منه كتورّط بعض اللّبنانيّين في الحرب في سوريا، أو في غير سوريا ونحن ندفع ثمنها على الساحة اللّبنانيّة. لا نفكّرنّ أنّ أيّ مرشّح لرئاسة الجمهوريّة هو الذي يُعيق الإنتخابات. إنّما هناك ضغط كبير من جرّاء البعد الإستراتيجي وإقحام لبنان بمعارك أكبر منه، وبقضايا لا علاقة لها لا بالسيادة اللّبنانية ولا بالسياسة اللبنانية. لا شكّ أنّه من الضّروري أن يعي الجميع مسؤوليّاته، وكذلك الأمر يجب أن نفهم أنّ إقحام لبنان في هذه الصّراعات الخارجية وتدخّل الخارج بشؤوننا الدّاخليّة، يُعيق مسيرتنا ومصالحنا."

ومن زوار الصرح، النائب فريد الياس الخازن.