الجميل ترأس قداس مار مارون في باريس ونبه من ارتداد الوضع سلبا على الغرب إذا لم يوضع حد للحروب في الشرق
حضر القداس الاحتفالي القائم بأعمال السفارة اللبنانية غادي الخوري وزوجته والمستشارة رلى نورالدين والمستشار وليد منقارة وزوجته والسكرتيرة الأولى ماجدة كركي، والسفير في الأونيسكو الدكتور خليل كرم وزوجته، ووزراء سابقون ورؤساء أحزاب لبنانية وجمعيات وشخصيات، ورئيسة بلدية الدائرة الخامسة في باريس السيدة فلورانس بيرتو، وسفير فرسان مالطا في لبنان شارل هنري دراغون، ومستشار الشؤون الدينية في وزارة الخارجية جان كريستوف بوسل، ومورييل تومولو معاونة رئيس مكتب الشؤون الدينية في وزارة الداخلية، وجمع غفير من المؤمنين.
وقال المطران الجميل في عظته بالفرنسية: "نحتفل بعيد مار مارون هذه السنة أيضا بينما لم تجد مسألة الشرق حلا سعيدا بعد. وتستمر شعوب الشرق الأوسط في مواجهة المآسي بعد قرن على إبادة الأرمن والأشوريين والسريان، وعلى المجاعة التي قضت على ثلث الموارنة في جبل لبنان عام 1916. فالمسيحيون في هذه المنطقة من العالم مجبرون على الانطواء. وجودهم يتأرجح ما بين التهميش والإضعاف وتعطيل تأثيرهم، وبين الاضطهاد إلى الترحيل الجماعي. والكنيسة المارونية اليوم مدعوة أكثر من أي يوم مضى، وهي التي نشأت من صلاة مارون، للصلاة وإعمال الفكر إنطلاقا من إيمانها لإعادة إكتشاف العنصر الرئيسي في دعوتها ونشر إيمانها".
وتساءل عن ماهية رسالة مار مارون اليوم، فقال: "هذا العيد هو مناسبة لتلاميذه من أجل إعادة تجديد تمسكهم بالعيش المشترك، في لبنان والشرق، ولكن أيضا في أوروبا حيث يقطنون. ولقد أظهر التاريخ، رغم عوامل الفرقة والحروب، أن العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، كان ممكنا ويبقى كذلك لأنه حاجة دولية. فالتعاون الوثيق بين الأديان التوحيدية الثلاث: اليهودية والمسيحية والاسلام، دل على مر القرون أنه مفيد جدا ومثير للغاية".
أضاف: "لقد حان وقت يقظة الضمير والوعي لإيقاف الحرب. وحان وقت الاعتراف بالحقوق العادلة للشعوب واحترامها. وأدعو إلى تشكيل جبهة دولية مشتركة من أجل إنهاء الحروب، وإقامة إئتلاف فاعل من أجل وضع حد للمذابح والإبادات الجماعية. فالمطلوب قوة دولية عادلة للفصل بين المتحاربين. وإذا لم يتم اعتماد هذا الاجراء لإنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن فإن الوضع سيرتد حتما ضد الغرب".
وأكد أنه "على رغم كل العذابات والمآسي والظلم اللاحق بهم، فإن مسيحيي الشرق مستعدون دائما لتكرار تجربة العيش المشترك مع شعوب الشرق الأوسط. هنا تكمن رسالتهم وعبقريتهم وقدوتهم الحسنة. وهذا من مصلحة أوروبا والعالم بأسره أن يبقى مسيحيو الشرق في كنف الاسلام العربي، وكذلك لمصلحة الحوار بين الأديان. فرسالتهم هي إقامة جسر ثقافي وروحي وسياسي واقتصادي بين العالمين، وبذل الجهود من أجل السلام في العالم".
وقال: "إن من واجب أنطاكية والاسكندرية والقسطنطينية والقدس، بمشاركة روما، أن تجمعنا في النهاية لتوحيدنا، على أساس انتمائنا لأصولنا السريانية والآرامية واليونانية والقبطية، وانتمائنا للمسيح وإنجيله. فالارث والتراث المشتركان يجمعان كل كنائس المشرق...وواهم من يعتقد بأن الاضطهاد من كل حدب وصوب سيضاعف موجات اللاجئين ـ الضحايا، هربا من المذابح والسجون والجوع والموت، وسيخيف بالتالي المسيحيين ويدفعهم إلى تغيير دينهم. الكنيسة لا تخاف فهي معتادة منذ الأزمنة الأولى على هذا النوع من التشوش والرفض... تذكروا ما قاله ترتوليانس:"دم الشهداء بذار المسيحية".
وختم المطران الجميل عظته بالقول: "يطالب الموارنة لسواهم ما يطالبونه لأنفسهم: حق الحياة والحرية والعدل".
وفي نهاية القداس الاحتفالي الذي خدمته جوقة رعية سيدة لبنان وكشافتها، تقبل المطران الجميل تهاني المؤمنين، مختتما بذلك ثلاثية مار مارون التي بدأت هذا العام بساعة سجود مع مار مارون في الكاتدرائية في شارع أولم في باريس، وإلقائه محاضرتين بعنوان: "الكنيسة المارونية، تاريخ وتحديات"، في مقر المطرانية في فيللا دي سيدر ـ بيت مارون، في مودون.
إلى ذلك، سيحتفل المطران الجميل مساء اليوم بقداس العيد في رعية مار مارون في فالدواز القريبة من باريس.
المصدر : وطنية