لبنان
24 أيلول 2016, 12:27

الجلسة الثانية من اليوم الثاني : مؤتمر الإعلام المسيحي في الشرق "قضية واحدة ورؤية وموحّدة"

مداخلات الجلسة الثانية من مؤتمر الإعلام المسيحي في الشرق: قضية واحدة ورؤية وموحّدة، أجابت عن السؤال "كيف تقيم وسائل الإعلام المسيحية رؤية موحّدة".

 

ترأس الجلسة المطران جورج يغيايان ممثلاً البطريرك كريكور بيدروس العشرين للأرمن الكاثوليك وأدارها ميشال توما رئيس تحرير جريدة لوريان لو جور. 
البحث الأول قدّمه المونسنيور جورج يغيايان بعنوان "أي رسالة مطلوبة في الإعلام المسيحي في الشرق؟ فلفت إلى عدم إمكانية تجاهل وسائل الإتصال والإعلام، في ما يتعلّق بدعم الكنيسة وأبنائها بعدما أزالت حاجز المكان وقصّرت حاجز الزمان وحذّر من أن الإعلام تحوّل "اداة عالمية في صراع الفكر والعقائد والثقافة والتقاليد يحركها لسوء الحظ أصحاب الأموال الطائلة من الساعين لتثبيت مواقعهم ومصالهم". وتساءل لما لا تجري مراجعة البرامج اللاهوتية والتاريخية ولاسيما التي يشارك فيها رجال الإكليروس قبل بثّها، ولا عيب في ذلك البتة بل العيب في ما قد يقع عليه هؤلاء من أخطاء غير إرادية في معظمها تبلغ حدود الإثم. ودعا إلى العمل على إنشاء مؤسسة إعلامية مسيحية كبرى في الشرق تقوم على مبادئ واضحة، تجتمع حولها أكثر من وسيلة موجودة في إدارة توجيهية مركزية تعمل على تثبيت المسيحيين في بلدانهم وعلى انفتاحهم تجاه أبناء اوطانهم وإخوتهم في الإنسانية. تمنى على وسائل اتصالنا وإعلامنا أن تتخطى الدين إلى التديّن الصحيح لا بل الإيمان الوجداني العميق، وإلى تطعيم صحافة الوعظ المباشر والاخبار الكنسية بالمزيد من الصحافة الاجتماعية التثقيفية. كما دعا إلى الاستفادة من وسائل الاتصال والإعلام لتعميق الإيمان وحثّ المؤمنين على بثّ البشارة وإلى الاقتداء بالمسيح والوفاء للشهداء وشهود الكنائس، معتبرًا الروح القدس وسيلة الاتصال والإعلام الأولى والأخيرة، الوسيلة الأفعل والأخير.

البحث الثاني ألقاه د. رامي عطا رئيس قسم الإعلام في معهد الدراسات القبطية وعنوانه "أي فرص ومجالات للتعاون بين وسائل الإعلام المسيحيّة في الحاضر والمستقبل. 
شجّع الدكتور رامي عطا صديق مبدأ التشبيك بين وسائل الإعلام المسيحية بعضها بعضًا على تنوعها بين صحف وقنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية. داعيًا إلى تأسيس رابطة الإعلام المسيحي لتضم في عضويتها العاملين في الإعلام المسيحي وممثلين عن كل وسيلة من وسائل الإعلام المسيحية وتتكون من مجموعة من الوحدات تتوزع إلى وحدة البحوث والدراسات ووحدة التوثيق ووحدة البثّ والنشر ووحدة التدريب. كما دعا إلى إعداد استراتيجية إعلامية وميثاق شرف لعمل وسائل الإعلام المسيحية من خلال مجموعة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للتأكيد على المبادئ المسيحية الإسلامية من قيم روحية إنجيلية وبعد عن السجالات الدينية العقائدية وتبنّي قضايا المواطنة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتأكيد على الانتماء للوطن وتدعيم مبدأ المواطنة واندماج المواطنين المسيحيين في الجماعة.

البحث الثالث مع ماري تريز كريدي مديرة برامج نورسات بعنوان "واقع الإعلام المسيحي: أين الإنجازات؟ أين الإخفاقات؟ فصورت عمل الإعلام المسيحي كعمل هبات نسيم خفيفة يحدث التغيير ويبني، يتخطى المحدوديات التي كانت تعيقه من مادية وتقنية. وأكدت نجاح الإعلام المسيحي في الشرق في تعزيز الحوار والمصالحة ولقاء الآخر والدفاع عن كرامة الإنسان والتحيّز إلى الحقيقة والمحبة والعدالة الاجتماعية، فهو يلعب دورًا تثقيفيًا يساعد العائلات والأوطان على بناء رأي عام مدرك وداعم لقضايا المجتمع الكبرى مع احترام الاختلاف الفكري والتعددية. الإعلام المسيحي تمكن من تسليط الضوء على الحضور المسيحي في الشرق مهد المسيحية وحمل قضية المضطهدين إلى أقاصي الأرض وبرز كمصدر موثوق لأخبار المجتمع المسيحي العربي وواقعه وهمومه. ولعب دورًا كبيرًا في نشر قضاياه ونقلها إلى المجتمع الدولي. ونجح أن يكون صوت من لا صوت لهم وصورة من غيّبه الظلم والقهر. وأعطى للكنيسة منبرًا جديدًا وتحوّل صرخة مدوية في صحراء هذا العالم متخطيًا العوائق الزمنية والبشرية والطائفية ليلج إلى قلب الإنسان. هذا الإنسان الذي يبقى من أهم مقومات نجاحه. لكن الإعلام المسيحي في المنطقة ما زال في طور النمو والتغيّر والتبدل إلا أن الثابت فيه هو الرسالة والمبادئ. وأكّدت أن الإعلام المسيحي يخفق إذا اكتفى بكونه ناقلاً للاحتفالات والمناسبات والأخبار الدينية فهو ينجح حين يشارك بفعالية في صنع القرارات على كافة الأصعدة الإنسانية والاجتماعية وحتى السياسية. قد يخفق إذا تجاهل دور الشباب والعلمانيين. وأوضحت إن محدودية الموارد البشرية أو المادية تؤثر كثيرًا على تنوع الإعلام وتقدمه، ثم دعت إلى البحث جديًا في مكامن الخلل في المؤسسات الإعلامية الدينية وإلى بذل جهود جبارة في مجتمعاتنا والثقة بقدرات الإعلاميين الملتزمين في التأثير الإيجابي على مسار عمل الإعلام وشددت على بناء استراتيجية إعلامية وعالمية جديدة للتغيير الإيجابي والتحول إلى إعلام الحرية والحقيقة واحترام الإنسان وحقوقه وكرامته. إعلام نبوي يخاطب الإنسان بكليته إلى أي دين انتمى ويؤكد أن الدين وسيلة لصنع السلام.
بعدها أعطت الإعلامية ميساء سلّوم من سوريا شهادة إعلامية، فانطلقت من حقيقة أن البشارة المسيحية هي رسالة إعلامية في الأصل تعتمد على نشر الخبر السار والتبشير بالملكوت واستخرجت من سيرة الرسل مواصفات إعلامية هامة ركيزتها الصدق والشفافية والتبشير وهي نقيض واقع الإعلام العالمي اليوم المرتكز على الكذب والادعاء وعدم الموضوعية. ثم تحدّثت عن خدمتها الإعلامية المسيحية في سوريا خلال الحرب وعددت الأماكن التي ساهمت في تغطيتها ميدانيًا في دمشق وريفها وفي حمص وحلب وفي أكثر الاماكن خطورة حيث قابلت المجروحين والأرامل واليتامى ونقلت مشاهداتها. وعرضت لكليب يضيء على الأعمال الإعلامية التي قامت بها في سوريا، وذكّرت بأن الإعلام المسيحي في الشرق قضية واحدة ورؤية موحدة ونبّهت إلى أن الخوف ليس على المسيحيين إن رحلوا من الشرق بل على الشرق إن رحل المسيحيون منه.