لبنان
24 أيلول 2016, 13:39

الجلسة الثالثة من اليوم الثاني : مؤتمر الإعلام المسيحي في الشرق "قضية واحدة ورؤية وموحّدة"

"كيف يواكب الإعلام المسيحي التقنيات الحديثة برسالة حديثة؟" محور الجلسة الثالثة من مؤتمر الإعلام المسيحي في الشرق: قضية واحدة ورؤية وموحّدة التي ترأسها الأرشمندريت هوسيك مارديروسيان ممثلاً الكاثوليكوس آرام الأول للأرمن الأرثذكس وأدارها الخوري عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام.

 

دعا مارديروسيان إلى تركيز الجهود في الأبحاث والدراسات لتحويل الوسائل الإعلامية المعتمدة إلى أداة ناجحة وفعّالة لنشر الرسالة المسيحية بكل أمانة وإخلاص. وعدّد خمس ركائز تضمن نجاح الإعلام المسيحي: السعي إلى الحقيقة المجردة بالاعتماد على الموضوعية والشفافية المطلقة، الابتعاد عن إثارة النعرات الطائفية، السعي إلى نشر التراث المسيحي الحضاري العريق، السعي إلى مد الجسور بين الشعوب والأمم عن طريق نشر الثقافة الدينية، نقل البشرى السارة والأمل والرجاء إلى قلوب الناس.
الكلمة الأولى ألقاها شكر الله عساف محللاً كيف غيّر الإعلام الجديد عمل وسائل الإعلام المسيحية في الشرق فتوقف عند الصحافة الرقمية التي باتت متاحة لجميع شرائح المجتمع ومن خصائصها التفاعلية والتنوع وقابلية التحريك وتجاوز الحدود. ورد إليها أسباب "إنحسار عدد المتابعين لوسائل الإعلام التقليدي" ولفت إلى مساهمة الإعلام الجديد في تحويل قضايا غير مرئية إلى قضايا رأي عام. وهو في الشرق تحوّل منبرًا للسياسة وحرّك الشارع والثورات العربية. ثم تحدّث عن وسائل الإعلام المسيحية التي نجحت في توظيف وسائل الاتصالات الجديدة في خدمة البشارة ونشر كلمة الإنجيل والقيم المسيحية والإنسانية وأشاد بمشروع "أوبيس ليبانيز" ومشروع "إنجيل بلا حدود". وشجّع وسائل الإعلام المسيحية على تأهيل كوادرها والدفع إلى زيادة اعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء مواقع تفاعلية وبرمجة تطبيقات للهواتف الذكية. ثم أشار إلى عدد من التحديات أمام الإعلام الرقمي وأهمها صياغة المحتوى التسويقي وتوظيف المحتوى عبر الإعلام الاجتماعي وتحسين أداء محركات البحث والارتقاء إلى أعلى مستويات الجودة وتفعيل هذه الوسائل في الأبرشيات والمؤسسات الكنسية ووضع خطة واضحة للإنخراط في حراك الإعلام الجديد عبر استراتيجيات إعلامية مسيحية موحدة.
تناولت كاتيا ريّا في كلمتها موضوع كيفية توظيف التقنيات الحديثة في نشر كلمة المسيح، 
أما الكلمة الثالثة فقدّمها آلان منصور بحث فيها مسألة التقارب بين وسائل الإعلام المسيحية والجمهور من خلال التقنيات الحديثة، فوصف نورسات بمرجع المسيحيين في الشّرق وهي تتوجّه الى الشّباب من خلال وسائل التواصل التفاعليّة وموقعها الإلكتروني الذي يبثّ لعشر محطّاتٍ تلفزيونيّة عبر الإنترنت، فكانت بذلك السّبّاقة في هذه الخطوة، ولم تعد نورسات موقعاً محصوراً ، بل صارت موقعاً حديثاً وشاملاً يحاكي التطوّر التقني الذي يعيشه مجتمعنا اليوم، واستطاعت ان تصل لأكثر من 600000 متابع، سواء من لبنان أو مصر أو الدول العربيّة ذات الإنتشار المسيحي. ولكنّ المفاجأة لم تكن في هذا العدد. عندما يكون الإنتشار المسيحي قليل في  دولةٍ مثل الجزائر، ويتابعنا فيها 22000 شخص، هنا يكمن النّجاح، وهنا نتبيّن انّ نورسات زرعت رسالةً وحصدت ايماناً، وستستمرّ. إن نورسات اليوم دخلت الى حياة الشباب وعرفت احتاجاتهم، وانطلقت في عالم التكنولوجيا التفاعليّة، لتعلن البشارة على طريقتها، وأطلقت موقعاً الكترونيّاً جديداً "نورنيوز"، ليعمل على تغطية اخبار الكنيسة في لبنان والدّول العربيّة، وأطلقت نورسات أربعة تطبيقات للهواتف الذكيّة مجاراةً للعصر. وختم بالقول "نحن مؤتمنون على الإنجيل وعلى كلمة الرّب يسوع. ومن خلال الوسائل والتقنيات الحديثة، سنعمل جاهدين لنوصل هذه الكلمة الى المسيحيين اينما كانوا في العالم". 
في ختام هذه الجلسة أعطى المونسنيور بيوس قاشا شهادته الإعلامية، فعرض واقع المسيحيين بعد عامين من اقتلاعهم من أرض آبائهم وأجدادهم في قرى ومدن سهل نينوى على يد "زُمرُ داعش الإرهابية الإجرامية ومثيلاته من المنظمات الإرهابية"، وحذّر من أن المسيحيين يتحولون أداة مطيعة بل خانعة لصناع السياسة ولمخططي خارطات الطرق الإستعمارية. ردّ هذا الإندحار إلى عدم استعدادهم للهزيمة وعدم تمكنهم من حماية المدن والقرى والاملاك ولفت إلى تحوّل الإنسانية إلى غابة ادغال مع استعادة معاناة الأجداد وهروبهم وهزيمتهم أمام السيف المضطهد لأبناء المسيح الحي في الماضي القريب والحاضر الجديد. ورأى أن المسيحيين ضحية عنف وحسابات سياسية ومصالح دنيوية لإعادة ترتيب المنطقة بالمنطق الذي يشاؤه كبار الدنيا في مؤامرات المخططين. وأنهم يواجهون أزمة وجود وحضور وضياع. وذكّر بأن المسيحي ابن هذه الأرض، رواها بدمائه وعرقه وعمل فيها بسواعده وفكره. وله الحق في الحرية وفي العيش بكرامة وفي الدفاع عن وجوده، وحمل مشعل إيمان.