لبنان
19 آذار 2016, 11:43

الجامعة اليسوعية احتفلت بعيد شفيعها وكاتشا قدم قطعة ارض لبناء بيت للطالبات في الاشرفية

أقامت الجامعة اليسوعية، بمناسبة عيد شفيعها القديس يوسف، قداسا عند السادسة من مساء امس، في كلية العلوم والتكنولوجيا - مار روكز، ترأسه رئيس الجامعة الأب سليم دكاش وعاونه لفيف من الآباء، وحضره الرئيس أمين الجميل، السفير البابوي غابريللي كاتشا، النواب: مروان حمادة، فؤاد السعد وناجي غاريوس، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، الوزراء السابقون: ناجي بستاني، بهيج طبارة، شكيب قرطباوي، نايلة معوض ووليد الداعوق، وعدد من عمداء الكليات.


وألقى الأب فيكتور أسود عظة تحدث فيها عن صفات القديس يوسف "المربي، الذي رافق يسوع وعن التربية في الجامعة اليسوعية".

والقى كاتشا كلمة قال فيها: "يجب ان نتذكر بأن عيد مار يوسف هو بداية خدمة البابا فرنسيس، الذي انتخب منذ 3 سنوات في 13 اذار، واقام قداسه الحبري الاول في عيد مار يوسف، وهو اول بابا في التاريخ من الرهبنة اليسوعية. كل سنة آتي بصورة للبابا هدية للجميع، واليوم اتيت بهدية اخرى بفضل سخاء محسنة، لقد قررنا اعطاء الجامعة اليسوعية قطعة ارض في الاشرفية، لبناء بيت للطالبات والسيدات فيها كنيسة على اسم القديس يوسف. هذه الهدية هي التزام، والجامعة تلتزم ايضا بتنمية هذه العطية والدخول في مرحلة العمل الاجتماعي ومساعدة الاشخاص ذوي الامكانات الضعيفة. وبالاتحاد مع البابا والكنيسة آن الاوان لنقول شكرا كبيرا للآباء اليسوعيين على العمل الذي يقومون به".

ثم انتقل الحضور الى مسرح الكلية، حيث ألقى الاب دكاش كلمة الجامعة السنوية، وجاءت بعنوان: "الجامعة وقدامى القديس يوسف"، وابرز ما جاء فيها:
"نجتمع هذا المساء للاحتفال معا بعيد القديس يوسف فنشكره لأنه وهب اسمه، منذ العام 1875 لجامعتنا، وهو "نموذج المربي الذي يرعى الحياة ويرافق بعلم وزهد" كما جاء في كلام قداسة البابا فرنسيس في العام 2014. في هذا العام، نكرس هذا الخطاب التقليدي لموضوع "قدامى الطلاب ومكانهم في جامعتنا ومكان جامعتهم في قلوبهم"، يبدو لنا القديس يوسف من قدامى جامعة القديس يوسف بما أنه كان في أساس تأسيس الجامعة، فكون القديس يوسف نموذجا للمربي وحتى المتعلم، فهو لا ينفك يسهر على رسالة جامعتنا في الأوقات الأكثر استقرارا كما في أصعب الأوقات مثل ما هو الحال اليوم".

وقال: "إذا كانت الجامعة اليوم تتوقع الكثير من قدامى طلابها، فمن واجبها أن تصغي إليهم وهم يعبرون عن تطلعاتهم وأمنياتهم... يطالب القدامى أن يستمروا في كونهم إحدى ركائز لبنان المنفتح والمهيأ لقبول الآخر، ورافعة للهوية اللبنانية، واعين لحريتهم، وعاشقين للثقافة والفنون، وملتقى الروحانيات ومدافعين عن الكرامة والقضايا الإنسانية" .

واعتبر الأب دكاش أن "الدولة عبارة عن مؤسسات يجب بناؤها دوما وأن أي انتهاك لمؤسسة، سواء من خلال عدم الاكتراث أو التساهل، عدم المسؤولية أو الفساد، هو اعتداء على الدولة، وإعتداء يطاول لبنان في روحه ... تدعو الجامعة القدامى ليكونوا فاعلين من أجل التغيير الإجتماعي والسياسي. وتوجه الدعوة مباشرة إلى اللبنانيين من أجل أن يبنوا لبنان الوطن والدولة. لقد تم ذلك لفترة، ولكن الخلل اليوم واضح للعيان وهو ضار ومهدد لمستقبل الوطن" .

واعلن ان "الدعوة مفتوحة للجميع من أجل تأسيس الدولة. ولهذا السبب أضحى مبدأ مشاركة الجميع أمرا أساسيا، يبلغ ذروته في هذه الصرخة المؤثرة التي تطلق من أجل عدم الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، لأن شرعية السلطة والدولة تقوم على أساس المشاركة في اختيار السلطة السياسية التي تحمل في طياتها سلطة الخدمة من أجل الصالح العام.
إحدى نصائح الأب لوسيان كاتين المتكررة كانت ضرورة أن نتحد وكأنه كان يرى مسبقا التمزقات المتعددة التي ستصيب نسيجنا الإجتماعي والسياسي، وتأثير هذه التمزقات على إرادة بناء دولة مشتركة واقتصاد قوي وحكومات قد توفر الحلول المناسبة لأزماتنا وتجنب الأزمات بروح من الترقب والتبصر. اليوم هناك أزمة الفراغ الرئاسي وأزمة المؤسسات، مرورا بفضيحة النفايات التي تولد مالا ملطخا بالأوساخ وقدره 80 مليون دولار وتعطيل النظام السياسي، والأزمة الإجتماعية حيث لا يتمكن ثلث اللبنانيين من الصمود ماديا حتى نهاية الشهر، وحيث البطالة بين الشباب والبالغين، والرحيل القسري السنوي ل50 الف لبناني إلى الخارج، كل هذه الأوضاع تهدد المستقبل وتحتاج إلى توحيد الكلمة وإبرام إتفاق على تحمل مسؤولية القيام بكل شيء من أجل إنقاذ بلد الأرز".

وطالب الأب دكاش "بيقظة روحية ووطنية من أجل الخروج من هذه الأزمة الأخلاقية التي تشكل مصدر أمراضنا". وقال: "إنها أزمة قناعات أخلاقية، وعدم إيمان بالقيم الإنسانية المتمثلة في التضامن والحرية والعدالة، وفي ضعف "السلطة الأخلاقية" السياسية. والأزمة هي في انحراف السلطة عن مسارها العادي كسلطة تؤمن الخدمة لتصبح سلطة تتقاسم الدولة والصالح العام لنفسها ولعملائها".

اضاف: "يتوجب علينا كلبنانيين اليوم وغدا، أن نعمل على تنقية ذاكرة جماعية مضرجة بالدماء ومشوهة، ونميز فيها ما هو جيد وما هو بصراحة سيىء، ونواصل إعادة بناء جسور لقاء بيننا وبين الأفراد والجماعات، ونكف عن استخدام لغة التهديد والإقصاء. بحسب ميشال شيحا، إذا كانت رسالة لبنان، حيث الخطر يتهدده، تكمن في كونه نموذجا للمواطنة كما للعيش المشترك الجماعي والتعاون من أجله نفسه من أجل المنطقة، لا يمكن أن تقوم هذه الرسالة وتُنجَز من قِبَل جماعة أو أخرى، بل من قِبَل كل الجماعات التي تتحمل مسؤولية عيش هذه الرسالة وعليها يقع واجب بناء لبنان؛ في الواقع، يجب أن تجلب كل واحدة منها ما تملكه من أجل العمل المشترك، مطبقةً أدق المعايير السياسية في هذا المجال. لم يعد بوسع لبنان أن يعتمد على الصدفة بل على المواعيد الواعدة".

وقال: "نحن لسنا دولة قومية قائمة على أساس العرق أو الدين، ولكننا دولة قائمة على أسس إرادات أبرمت عقدا في ما بينها من أجل العيش معا، من دون خوف أو عدم ثقة". 

واعلن ان "هناك دول قومية حيث الهوية قائمة على أساس العرق أو الدين. ودول قائمة على أساس عقود وعلى جهد إرادي وحق الإعتراف المتبادل. الى من يقولون إنه لا يوجد شيء مشترك يوحد اللبنانيين ويقرب بينهم، أجيب ببساطة أن لبنان هو فعل إرادة مشتركة من أجل العيش معا، وهذا أمر مكتسب مسبقا، وبناء عليه يجب أن نسعى نحو ما هو مشترك على الصعيد الإجتماعي والثقافي والوطني. علينا أن نتأكد من أن هذا العقد متين وأنه من الطبيعي ضبط هذه المؤسسات ليبقى فعالا وفاعلا. ولتكن هويتنا اللبنانية، أي تلك الروح اللبنانية التي تربطنا بعضنا ببعض وبأرضنا، دليلنا الوحيد لتعزيز إرادتنا التعاقدية بمنأى عن الاعتبارات الخارجية التي تصبح إملاءات تخل بتوازن حياتنا المشتركة. نحن نغرق في التلاعب الطائفي لدرجة لا نرى فيها سوى المصالح الدنيئة لدى البعض. صحيح أننا بحاجة إلى قانون إنتخابي يعيد إعطاء التمثيل الشعبي الحد الأدنى من الخيار الوطني الحقيقي بغية إعادة تنشيط البرلمان والحياة البرلمانية". وقال: "أسمع البعض يقول بوجوب أن نعيد النظر في دورنا كمسيحيين، وأن نلعب دور بناة للجسور ؛ نعم، أنا أود هذا الأمر. ولكن لماذا يتوجب على المسيحيين فقط أن يلعبوا هذا الدور؟ كل لبناني وكل جماعة مدعوون لأداء هذه المهمة.
اليوم، يا أصدقاء وقدامى طلاب جامعة القديس يوسف الأعزاء، ويا أيها المعلمون والطلاب، جامعتكم، بطلابها ال12،500 وهيئتها الإدارية والتعليمية، تعتبركم حقا، وأكثر من أي وقت مضى، لا كقدامى ينتمون إلى الماضي، ولكن كقدامى يحافظون على روح الجامعة في عقولهم وقلوبهم ونفتخر بهم. انتم سفراء القيمة المضافة والقيادة لجامعتنا، فبهم تعرف عن نفسها وتنال التقدير في أكثر من بلد وعبر الزمن".

وتوجه الى الخريجين قائلا: "من أجل هذه الرسالة الجامعية والوطنية، ترغب الجامعة أن تكونوا قريبين منها كما تود أن تكون قريبة منكم. وهذا الأمر يتطلب التزاما من الجانبين. أنتم الدليل الحي على الرسالة التربوية والوطنية التي تميز "جامعتكم. نحن نفهم قيمة جامعة القديس يوسف بالنسبة إلى بلادنا ومستقبلها. وفقا لحساباتنا، يتوجب على خريجي جامعة القديس يوسف أن يصلوا في العام 2016 - 2017 إلى مئة ألف خريج، وهم قوة تتزود بها الجامعة من أجل بناء المستقبل".

وأعلن أن "السنة المقبلة هي سنة ال 100000 خريج من جامعة القديس يوسف. فلتكن سنة وعي حقيقي يوحدنا في فرح أن ننجز معا أمورا عظيمة ورائعة. فلنبق متضامنين لنحمل معا جميعا رسالة جامعة القديس يوسف. في التضامن بين قدامى الطلاب والجامعة في مكوناتها الثلاثة الأخرى، إدارتها ومعلميها وطلابها، يمكننا أن نحيي هذه المهام الصعبة وغير المستحيلة وكذلك تلك الوعود التي زرعها الآباء المؤسسون والمصلحون في قلوب وعقول أجيال الجامعة بغية ترسيخ ثقافتنا اللبنانية والعربية المفتوحة على العالم الدولي، وثروتنا الدائمة التي تشكل رأس المال البشري اللبناني الذي يشع ويبني الحضارات". 

المصدر: وطنية