الفاتيكان
07 حزيران 2024, 10:50

"التطلّع إلى السلام يتطلّب شجاعة كبيرة": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة مرور ٨٠ سنة على إنزال نورماندي وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى أسقف بايو وليزيو المطران جاك ابير أكّد في بدايتها وحدته بالفكر والصلاة مع المجتمعين في كاتدرائيّة بايو لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال قوّات الحلفاء، كما ورد في "أخبار الفاتيكان".

 

شدّد البابا فرنسيس في رسالة لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي في الحرب العالميّة الثانية، على أهمّيّة إرساء قواعد السلام.  

ثمّ توقّف عند هذه العمليّة الجماعيّة الضخمة التي كانت تهدف إلى استعادة الحرّيّة، لكنّه دعا أيضًا إلى التفكير في ثمن هذه الجهود. وتحدّث عن المقابر الكبيرة التي تصطفّ فيها الآلاف من قبور الجنود والذين كان أغلبهم صغار السنّ وكان يأتيّ الكثير منهم من أماكن بعيدة، والذين شاركوا هكذا بحياتهم ببطولة في الإسهام في إنهاء الحرب العالميّة الثانية واستعادة السلام.  

وواصل البابا فرنسيس قائلًا: إنّ ذكرى إنزال نورماندي تعيد إلى الأذهان أيضًا، بألم، تلك المشاهد لمدن كثيرة دُمِّرت في تلك المنطقة، والكارثة المتمثّلة في تلك الحرب العالميّة الرهيبة التي عانى بسببها الكثير من الرجال والنساء والأطفال والتي أسفرت عن دمار كبير.  

أضاف الأب الأقدس أنّه سيكون من غير المجدي ومن الرياء أن نتذكّر هذا من دون إدانته ونبذه بشكل نهائيّ، ومن دون تجديد صرخة البابا القدّيس بولس السادس من منبر الأمم المتّحدة في ٤ تشرين الأوّل / أكتوبر ١٩٦٥: "لا حروب بعد".  

تابع البابا أيضًا القول "علينا أن نتذكّر أخطاء الماضي وإن كان الإنسانُ، لعقود من الزمن، قد عزّز الرغبة القويّة في عمل كلّ ما يمكن لتفادي اندلاع نزاع عالميّ جديد، إلّا أنّنا نشهد اليوم وبكلّ أسف أنّ الأمور لم تعد بهذا الشكل وأنّ البشر لديهم ذاكرة قصيرة".

وواصل الأب الأقدس رسالته مشيرًا إلى أنْ، من المثير للقلق، الأخذ بالاعتبار، في بعض الأحيان، احتمال اندلاع نزاع عالميّ، وأنّ الشعوب تأخذ في الاعتياد تدريجيًّا على مثل هذا الاحتمال غير المقبول. وشدّد البابا هنا على أنّ الشعوب تريد السلام والاستقرار والأمن والرخاء، وأضاف أنّ تدمير هذا النظام النبيل المرجوّ، من أجل تطلّعات أيديولوجيّة أو قوميّة أو اقتصاديّة، هو ذنب أمام البشر والتاريخ وخطيئة أمام الله.

وأكّد البابا أنّ التطلّع إلى السلام ليس جُبنًا بل يتطلّب، على العكس، شجاعة كبيرة، وذكَّر قداسته هنا بأنّ الساعين إلى السلام يُدعون أبناء الله حسب كلمات يسوع.  

"نرفع الصلاة أيضًا"، تابع البابا فرنسيس، "من أجل ضحايا الحروب، حروب الماضي وحروب اليوم، كي يقبل الله من ماتوا في تلك النزاعات الرهيبة وأن يعضد مَن يعانون منها اليوم".