البطريرك يونان... 11 سنة في الخدمة البطريركيّة
وللمناسبة، ارتجل يونان عظة تحت عنوان "الإنجيل الّذي صرتُ أنا خادمًا له حسب موهبة نعمة الله المعطاة لي"، أكّد فيها أنّ "الرّبّ يسوع يتكلّم دائمًا عن أنّ المدعوّين يُدعَون ليس إلى الكرامة ولكن إلى الخدمة، إذ أعطانا ذاته مثالًا بقوله: ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم وأبذل نفسي عن كثيرين"، وأنّ "كلّنا بطريركًا وأساقفةً وكهنةً وشمامسةً ورهبانًا وراهباتٍ، دعينا إلى الخدمة، فموقفنا من الله يجب أن يكون موقف شكر، لأنّ هذه الدّعوة وهذه الخدمة هما نعمة لنا"، فـ"ربّنا يسوع اختارنا حتّى نشارك بعمله الفدائيّ من أجل جميع البشر، لذا فكلّ ما يعطينا إيّاه الرّبّ نشكره عليه، ونسأله أن يعيننا كي نجعل الوزنات الّتي وهبنا إيّاها تثمر ثمارًا وفيرة، لا أن نذهب ونطمر الوزنات".
وأضاف بحسب إعلام البطريركيّة: "إنّ موقفنا في الخدمة تجاه إخوتنا والقريب يوجب علينا أن نتذكّر أنّنا دعينا إلى خدمة مجّانيّة، وليس فيها فضل منّا على أحد من إخوتنا وأخواتنا الّذين نخدمهم، سواء أكان بالوعظ أو بمنح الأسرار أو بالحقول التّربويّة والاجتماعيّة، فنحن جميعًا مدعوّون إلى الخدمة المجّانيّة، ولا نستطيع أن نتنكّر لهذه الخدمة وننسب الفضل لنا على القريب والشّعب الّذي نخدمه.
إنّ خدمتنا الكنسيّة تفرض علينا تجاه نفوسنا وذواتنا أن نخدم بفرح وسخاء، لا أن نتذمّر ونغار ونحسد ونقول: أنا كنتُ أستحقّ أكثر ولم أُعطَ هذه الدّرجة والفرصة حتّى أكون أفضل ممّا أنا عليه اليوم، فنحن جميعًا كما يقول الرّبّ يسوع عبيد بطّالون أمام الرّبّ، ولا يمكننا أن نمنّن الله ولا للقريب، أو نأتي لنقول: حقوقنا منقوصة أو لم يتمّ اعتبارنا أو نحن أفضل من غيرنا".
ثمّ توقّف البطريرك يونان عند خدمته خلال الأعوام الـ11 تحت شعار "كلًّا للكلّ"، وتناول التّحدّيات في بلاد الأمّ في الشّرق وفي الانتشار، مشيرًا إلى أنّ "ما مرّت به بطريركيّتنا وكنيستنا السّريانيّة خلال 11 سنة من آلام وعذابات وصعوبات واضطهادات لا بل مآسٍ، يصعب شرحها ووصفها".
وأنهى يونان عظته مجدّدًا وعده أمام الرّبّ في الخدمة والتّفاني والفرح والقدوة.
وبعد القدّاس، تقبّل البطريرك التّهاني ومنح الحاضرين بركته الرّسوليّة.