لبنان
26 كانون الأول 2017, 07:23

البطريرك يونان يصلّي من أجل السّلام في الشّرق والعالم خلال قدّاس الميلاد

أحيا بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان الميلاد في قدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة مار أغناطيوس الأنطاكيّ في المتحف، عاونه فيه أمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، وفق ما ذكر موقع البطريركيّة الرّسميّ.

 

وبعد زيّاح حبريّ، ألقى البطريرك يونان عظة من وحي إنجيل ميلاد الرّبّ يسوع، فقال: "لمّا حلّ الوقت في ملء الزّمان، كلّم الله البشر بابنه الوحيد، ونحن نحتفل اليوم بميلاده بالجسد بيننا: والكلمة صار بشرًا وحلّ بيننا، كما يعبّر يوحنّا الرّسول في مطلع إنجيله.

وفي التّرانيم السّريانيّة الّتي ننشدها في طقسنا الكنسيّ، وقد حافظنا عليها منذ العصور الأولى للمسيحيّة، إنّ هذا الحدث الإيمانيّ الأعجوبيّ لا يمكن فهمه وإدراكه، فكيف أنّ كلمة الله الّذي هو إله من إله ونور من نور يتأنّس ويصبح واحدًا منّا، وكيف أخذ طبعنا البشريّ من مريم البتول؟ هذا الإله جاء وحلّ بيننا إله سلام، بالوداعة والطّهارة والحقّ.

واليوم، في إنجيل الميلاد بحسب القدّيس لوقا، سمعنا ثلاث مرّات كلمة "المذود"، ما هي هذه الكلمة؟ المذود هو الصّندوق الّذي كانوا يستعملونه لعلف الحيوانات، فإذ لم يجد مريم ويوسف مكانًا في بيت لحم إلّا تلك المغارة، لمّا وُلد يسوع، لفّته مريم بالقُمُط، ووضعته في مذود. وها هو الملاك يخبر الرّعاة أنّهم سيذهبون إلى بيت لحم، وهناك سيجدون طفلاً موضوعَا في مذود، لأنّه لم يكن من الطّبيعيّ أن يوضع طفلٌ في مذود. فالأطفال يولدون في بيوتهم، لكنّ يسوع شاء وقَبِل أن يتواضع إلى هذه الدّرجة حتّى يولد ويوضع في مذود.

إنّنا لا نقوم فقط بترداد ما سمعناه في الإنجيل، إنّما نتأمّل بمعانيه الكثيرة والعميقة، فالإله الّذي لا يحدّه شيء يتنازل ويولد في مذود ليعلّمنا التّجرّد والتّخلّي عن مصالحنا الدّنيويّة والزّمنيّة الّتي لا تعطينا السّعادة الحقيقيّة".

كما دعا البطريرك يونان في عظته العائلات المسيحيّة إلى تسليم أمورها لله وتذكير الأولاد أنّ كلّ ما يمتلكونه عطيّة منه.

وختم طالبًا من ملك السّلام "أن يعيد عيدَ ميلاده المجيد على جميعنا وعلى أحبّائنا ووطننا وشرقنا المعذَّب والعالم، بالخير والبركة والفرح والصّحّة، وأن يمنح العالم السّلام والأمان، والشّعوب الطّمأنينة والاستقرار".